لو كانت الحياة كلمة والأخلاق كلمة، لكان الإنسانُ جسًرا بينهما، ولكن شاءت الاقدار أن تكون الطبيعة البشرية جملة من الحكايات يكتبها الإنسان بأفعاله ويرويها للأجيال كتابًا مسطورًا؛ وإن يكن هو ذا. لكن كيف لهذا العقل أن يُبدي تفاؤله أو حتى حُكمه على (...)
في ينابيع العقل صورٌ كثيرة وآمالٌ جسيمة وفي القلبِ حياة متسعةٌ من البوح تقف على حافة الكلمة تبحث عن حرفٍ آخر؛ يصلح أن يكوّن جملة مفيدة، فإن حدثت فهذه هي الفلسفة التي تقيم بها حياتك، وإن تخلخل الميزان بجملتك أي نقص حرف ما؛ فلا يكون من أمرك إلا الشقاء (...)
في ظل الأيام الجارية وما ينهمر منها من أشياء متواصلة وأخرى منقطعة تنسكب فيها الأفراح والأتراح. فالأشياء المتواصلة هي اللحظات الزمنية المتواصلة التي نعيش في لحاظها الكوني، وأما المنقطعة فهي التي نستشعر بوجودها إن كان فيها سرور هي ذاك، وإن كان فيها (...)
دنا ثم تجلى؛ حتى لا يواري هذا الليلُ جفونه الناعسة، حتى لا يوشك أن يكون تحت مقصلة العتبات الزاهية، وإن هي إلا تذكرةٌ لمن يجد في قلبهِ شذراتٌ من الحياة الفانية، وإن عاتبوكَ على شيءٍ فلا تكف عن يمينك وعن شمائلك الراجحة؛ إن هي إلا نقطة عبورٍ نحو (...)
للثقافة صلةٌ قوية بالإنسان منذ بدأ في إدراكه الحسي وما ينبئه حدسه؛ حتى كادت أن تكون غريزة أساسية. ولكن في كل الأحوال ليست مرتبطة مع أي إنسان، وهنا أعني الثقافة الواسعة والعميقة فهي مع أصحاب العقول المنشغلة في التفكير والفلسفة.
الفلسفة بحرٌ شديد (...)
إذا نظرتَ إلى شذر الحياة البشرية وتأملت في طبيعتها أكثر تجد قلة من ينظر إلى يقين الأشياء، ولا جرم أن هذا الأمر يحتاج منا إلى رياضة نفسٍ وعقلٍ وجسد، ولعلني بدأت بالنفس لأنها هي المبتدأ والرغبة الجامحة حينما تهوى أشياءها الخارجية من مأكل ومسكن (...)
في الشارع تتقاطع الحكايات وتنثر الأحلام همساتها على كل شاردة وواردة ويمشي الإنسان مع الكلمة وحروفها الصامتة والمتأملة إلى لحظة السكون العابر. وعلى رصيف الأيام تتوقف الأشياء في هدوئها البعيد منكبة كأنها سوادٌ متوشح. وعلى أهداب الحياة تأتيك رسالة (...)
بادئ ذي بدء؛ حينما يوقن الإنسان نفسه بمعرفة تفاصيل حياته قد يصل لدراجة من الإدراك المتعالي ويبلغ مرتبة سامية للعقل؛ لأنه عرف هذا التوهج في هيولته ويعرف تفاصيل أنباء الخير والشر والحزن والفرح.. إلخ، وهل قراءة العقل للمجريات الخارجية تجد لها جانب من (...)
حينما يكون الإنسان في مستهل أفكاره العلمية أو الفلسفية تنطلق من عقله شرارة الكلمة الأولى، وهو السؤال الديناميكي لماذا أنا في هذا الملكوت؟ وكيف أصنع ذاتي من وجودي؟، ويقع سؤال محوري أيهما يسبق الآخر ويحل اللغز! أو قل الجواب الكامل ولا كمالٌ هنا في هذا (...)
إذا أسرى بك الليلُ وساورتك الأحزان، والدجى منكبٌ كأنه وشاحٌ يتنصل، وتُحدق في مخيلتك الآمال عن سالف الدهر، وتقرأ ما كُتب في سطوره هل هي في يقين مطلق أم هناك ريب؛ ولعل بذور منها يقع فيها الشك. إذ تنكشف الأمور الغامضة مستلهمةً لكَ المستقبل؛ كالصباح (...)
لا تكتمل بنية الأخلاق الإنسانية إلا بضمير كامل ولا ينبثق نوره إلا بنداءٍ من الداخل، أن أعمل عملًا صالحًا لا فاسدًا. وشريطة ذلك أن تعرف ما هو الفساد لا أن تتعاطاه، بل إن تكتشف مكامن غموضه في غريزتك، فهي رياضة نفسٍ وإيمانٌ عميق.
(يَا أَيُّهَا (...)
في محيط وجودنا الكوني وفي لحظات حياتنا الدقيقة وآمالنا المستقبلية، التي لا نغيب عنها قيد أنملة؛ لأننا لا نرتمي في وحلٍ من الفوضى، وإن كانت تؤدي لبلوغ غاية لا بأس بها؛ فالأجدر أن لا نبني أسسنا ببعض التفاصيل السيئة، فهذا الكائن السيئ سيكون وبالًا (...)
تستكين الأمور لحظة الوداع وتغيب لحظة الغروب، لأن الحياة لا ترنو إلا لهذه الهمسات أو هذه التشنجات العصيبة، فالحياة كمثل إشراقة الشمس وغروبها. فكل يوم نستقبل الشمس بظاهرة جديدة وتغرب عنا بظاهرة مختلفة، فهي تعطينا أملاً ولكنه له بداية وله نهاية.
كذلك (...)
قف في أحزانك وتأمل الوجود الساحر ولا تكن كالنجمة التي أضاعت أفقها يومًا في المدار، فأنت مطويٌ في عالم الأقدار تبهرك الأشياء من وجناتها، ولو خُيّلَ إليك لرأيت منها العجب، وما العجب إلا في أنفسنا وعالمنا الذي قد قُدر في لحظةٍ مهيبة.
لو اجتمعت عليك (...)
في ظل الأجواء العبقة والمستنيرة إلى ظلال القمر والمزهوة بالآمال والشجن، فنفسك شريدةٌ طريدة تهوى السعادة والعنفوان، وكل شيء تجد فيها الرحابة والسعة والدعة، فحين تقف في مسائك وترى الأنجمَ زاهيةً من فوقكَ وهذه السماء المحيطة من حولك واللحظات المنتظمة (...)
هي تساؤلات ولكن ستلهمك الأيام بوحشة صديق أو شيء من التوهان وينعكس ذلك على شخصيتك وتكون في حيرةٍ ودورانٍ مستمرٍ في عجلة الحياة بِصورها المختلفة وأوجه حقيقتها المتغيرة؛ فحقيقة الأمس غير حقيقة اليوم فربما تكون باطلة ومستفزة للإنسان ولظروفه التي أوجدت (...)
إن في الفكر صوره الجميلة والعظيمة ومحاسنه التامة في العقل والإنسان، وعلى بصيرة كل راشدٍ وحكيم. ولكن مما ينبع هذا التفكر هل من صورة العالم؟ ومن مظاهر الطبيعة المتجانسة في أفلاك المدارات العالية التي تشدنا وترمقنا بعيون نجومها وكوادرها ومثيلاتها من (...)
للإنسان له أبعاده المركزية نحو ذاته الشخصية وذاته الاجتماعية والعملية والمنهجية إلى أن نصل إلى المعرفية، فهو يتشكل من أبعاد متعددة، فقد يختار البعض منها ويركن إليها أو ينزلق نحو الثانوية منها وينطوي فيها كطي السجل للكتب. فهذه الأبعاد والتي منها؛ (...)
في غمرة النفس تذوب اللحظات السعيدة وتنطوي السنين مع لحظتها الصامتة ويتهيأ العالم للسكون الغامر في دياجير الحروف والكلمات مستمعًا إلى تاريخ الذكريات، وما الحياة إلا لهو وعبث عندما لا نحسن صناعة أنفسنا ولا نميز بين الحق والباطل، فالتمييز وتصنيف (...)
للحياة ألف معنى من الفصول والجسور للتواصل الإنساني؛ وإن تخالفت الأفكار لا تفنى تلك الجسور، وهي تعبر عن الخلاص في سبيل حياة أبدية يكسوها، الرخاء بعد موتٍ كاد أن يكون وشيكَ الفناء أو روحٍ تذروها الرياح في فلك الأتربة المتلاطمة مع المياه الجارفة من (...)
في ظل الأزمان السابقة المرهقة منها والمنسجمة والتي أناخت للأزمان القادمة. فتلك الأزمنة من لحاظها وأيامها وأعوامها إلى قرونها العديدة لقد كتبت فصولها منذُ ابتداء التكوين، لا أقول تكوين الكون وإنما تكوين عقل الإنسان، ذلك العقل المتخطي لكل أعراف (...)
إن الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة يهوى أنفاس الطبيعة ويبحر من خلال أهداب الحياة ويتغنى من وراء ألوانها البديعة ويتأمل إلى مستقبله من خلال حاضره وماضيه إذ تعلمه مسارات الزمان وفق أبجديات المكان أن للسماء حكاية أخرى في شقفه وفي بصيرته على مداراتها (...)
عندما يتهيأ المجتمع للتطور والتقدم لا بد أن يراجع موروثه الثقافي القديم؛ ويستجد ما هو صالح منه، والذي يتواكب مع عقله الحاضر، وإن وجدت سلبيات عليه دراستها ونقدها؛ لأن لكل زمان أشياءه المادية وخصوصياته المتعلقة به ذاتيًا.
فمجتمعاتنا المحلية؛ أعلنت (...)
حين نسرح في آمالنا وأفكارنا؛ تنطوي على عقولنا صحائفٌ وكلمات تتراكم عبر الزمن الذي نحنُ نسافر معه، إذ تتنهد أنفاسنا مستخرجة لنا كتابا؛ نخطُ على غلافه «الحياة» شجرة لها غصونها وفروعها وأوراقها. وأي دمعة كتبت وأي نغمة لوحت! لو كانت الدنيا كلها أفراح (...)
عندما نتأمل في كوننا ونتخيل أننا نسافر بين أقطاره ونرى الجمال البديع، ونبدأ ببناء افتراضات كثيرة عن ماهية الجود كمادة وظلها أو كمادة محضة وهل سبقت جوهرها؟ أم العكس وإن كانت كذلك، هل ينبغي أن نفهم وجودنا قبل أن نفهم الوجود الخارجي؟ وهو كل ما هو خارج (...)