لم أكن أفكر يوما أنني سأضع قلمي في خدمة أحد.
فهذا القلم هو فرحي، وحزني، وملاذي، وهويتي.
وذات يوم دعاني الاستاذ أحمد بن سودة لتناول الافطار معه، ومائدة بن سودة "الافطارية" سارت بذكرها الألسن مشرقا ومغربا، بعد الافطار أمسك بيدي وأدخلني الى مكتبه، وقال (...)
الحق أنني بعد المعركة الأولى التي اندفعت إلى أتونها منذ طفولتي، وبعد الاستقلال، لم يكن لدي تصور محدد ومرسوم لما ينبغي على أن أفعله وأقوم به بقية حياتي، فحينما حصل المغرب على استقلاله كان عمري 36 سنة، كنت متزوجا وأبا لطفلين وبنت: خديجة، ومالك الذي (...)
المبنى المدرسي عنوان من عناوين التحضر والتمدن ، عندما نبني عقولا تنهض بالوطن علينا أن نبني بنيانا لتنهض بهذه العقول ، للمبنى المدرسي أثره في التحصيل الدراسي كما له أثره في جعل الطلاب أكثر قدرة ورغبة على الحضور اليومي ، ونحن هنا في الإدارة العامة (...)
إن مآثر سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام لا يمكن حصرها هذا الأمير الإنسان صاحب القلب النبيل الذي بذل ومازال يبذل كل مامن شأنه تحقيق حياة كريمة لهذا المواطن في بلد العطاء والبذل عضداً (...)
عندما كنت منفياً بتاونات على بعد 80 كيلومتراً من فاس سنة 1941 - 1943 زرت جبل أسطار وهو يشرف على مجموعة من القبائل الجبلية المتناثرة في شعابه، ورأيت عدداً من النصب التذكارية أقامها الفرنسيون لضحاياهم في معركة من تلك المعارك الكبيرة التي خاضها (...)
تختزن ذاكرتي عن البطل محمد بن عبدالكريم الخطابي صورتين رائعتين: الأولى صورة الخطابي الأسطورة، والثانية صورة الخطابي الحقيقة والواقع.
أما الصورة الأسطورة فهي تلك التي ارتسمت في مخيلتي كطفل، وعنها سأبسط الكلام في البداية قبل أن أتكلم عن عبدالكريم (...)
بعد حفظي للقرآن الكريم اقتنى لي والدي مجموع المتون فقد كان التسلسل التعليمي المتبع هو انه بعد استظهار القرآن الكريم عن ظهر قلب واتقان رسمه ينتقل التلميذ إلى مرحلة استظهار واستيعاب عدد من الكتب والمتون المتصلة بصفة خاصة بعلوم اللغة والفقه والنحو إلى (...)
لم أنم تلك الليلة من فرط الفرحة، فلقد أخبرتني أمي أن والدي قرر ابتداء من الغد أن أرافقه إلى زاوية الشرادي لأبدأ في تعلم الكتابة والقراءة ثم حفظ القرآن الكريم، غدا سأحمل اسم "المحضري"1
في الصباح وجدتني أمي صاحيا، ناولتني الفطور وألبستني أجمل الثياب (...)
لم يعد الحمام هو المناسبة الوحيدة التي أرافق فيها أمي، هاهي تلبسني الثياب الأنيقة وتسرح شعري ، تصطحبني معها لزيارة أضرحة الأولياء والصالحين. زرت معها ضريح سيدي بوغالب، وكانت تحمل معها في كل مرة نقودا وزيتا، النقود للصندوق والزيت للمشكاة المعلقة في (...)
الدار رقم 2 بدرب الشيخ السفلي من حومة المخفية بفاس. تلك هي الدار التي فتحت عيني على حيطانها وفضائها وزواياها وغرفها وأناسها والمترددين عليها.
كان ذلك يوم الخميس 20 كانون الاول ديسمبر سنة 1920.
دارنا، أو دار الفقيه سيدي يحيى، وهو والدي، لا تختلف (...)
في فجر يوم 22 كانون الاول ديسمبر سنة 1920 خرجت الى هذه الدنيا طفلاً أشاع الفرحة في قلب والده ووالدته وأعمامه وأهله، وكانت فرحة الوالد غامرة عارمة، ذلك انه أخيراً رزق ولداً بعد أن طال انتظاره، وانطلقت زغردات الفرحة تشق سكون الهزيع الأخير من ليلة (...)
إن العبرة من الأحداث، سواء مما يعيشه المرء أو يراه، أو مما يعرض عليه في صيغ مختلفة كفيلم أو قصة أو درس أو محاضرة أو كتاب، هي الغاية التي يتوخاها المربون والمصلحون والقادة والمكافحون، ولقد حفل القرآن الكريم بسرد قصص الأنبياء والرسل والأمم لا لغاية (...)
قتل المولى إدريس الأكبر غدراً بقارورة سم ناوله إياها الشماخ على أنها من طيب استجلبه من الشرق، وحينما اشتم ما فيها سرى السم الى خياشيمه وتسرب الى دماغه فغشي عليه ثم مات بعد حين. وهذه الطريقة التي تم بها اغتيال المولى إدريس تدل على الدهاء مثلما تدل (...)
كانت النتيجة السياسية المباشرة للدعوة الإدريسية هي دعوته من طرف اسحاق عبدالحميد الأوربي زعيم قبيلة أوربة، ويقول بعض المؤرخين ان المولى إدريس هو الذي سعى الى الاتصال بالزعيم الأوربي في اطار خطة لربط الصلات مع زعماء القبائل المغربية النافذة، وسواء دعي (...)
لم يكن راشد مجرد مولى تمتع بصفات الاخلاص والوفاء، فالرجل كان بالاضافة الى ذلك على جانب كبير من الذكاء وبعد النظر والدهاء السياسي، وكان يتمتع باحترام أهله من المغاربة القادة منهم والناس العاديين، وهذا يحمل على الاعتقاد الجازم بأنه كان من وجوه قومه، (...)