القرية هي الحقل الخصب الذي تتناسل، منه الحكايات والروايات، لذا بقيت الحكاية سيدة المساء، والقرويون نساء ورجالا يبتهجون بالقصة لأنها تخفف من متاعبهم وتمسح بعض أحزانهم، وتزداد القصص إشعاعًا في المساءات التي تزدان الأرض بضوء القمر، وترقص مع خرير (...)
ما إن حطيت رحالي في مدينة ساحلية على البحر الأحمر حتى جاءت القرية السروية بكاملها إلى ذاكرتي المتوهجة، شارع المدينة متنفس لسكانها، فضاء رحب، لا تخنقه الجدران، يمنح عيني أهلها جمالا، ومشاعرهم بهاءً، وللسيارات عبوراً، وللشوارع أسماءً وأحجاماً، من هنا (...)
في ذروة مجد الصحف الورقية كانت صحيفة الرياض رائدة للصحف ليس فقط على مستوى الوطن؛ بل على مستوى الخليج والوطن العربي، وحين يأتي الحديث عن تلك الفترة يأتي عملاق الصحافة السعودية الأستاذ تركي بن عبدالله السديري «يرحمه الله» ، كربان ماهر ، وقائد فطن، قاد (...)
في مساء سروي عاشت الباحة عرسًا ثقافيًا متميزاً يفيض جمالاً أخاذًا، ويعبق حسنًا راقياً بتكريم نخبة من أعلام منطقة الباحة، (حامد، حسن، معجب، ربيع، مريم، قدادي) هؤلاء الذين سجلوا أسماءهم بكل اقتدار في متون الجمال وقطيفة الإبداع ليستحق كل فرد منهم (...)
أعجبتني عبارة تقول: «الطفولة فردوس الحياة المفتوح على الدهشة»، والدهشة في أدب الطفل خصيصة جوهرية ينبني عليها الأدب كأن يتحدث الجبل أو تتحرك الغابة أو يغني القمر أو يبكي الوادي أو تبتسم الشمس، فأدب الطفل مغامرة جمالية مرهونة بنظرته للعالم والكائنات (...)
حلق الوادي امتلأ بماء السيل، الماء الهادر مشط جذوع الأشجار والأحجار؛ ليقذف بها دون هوادة في منخفضات سحيقة.
رفع الأهالي أكفهم تضرعاً إلى الله بأن يكف عنهم اندلاق المطر، اختلطت دعواتهم بأصوات هدير الماء المجلجل في الشعاب وقصف الرعد الذي يصم (...)
حين سلمني رئيس تحرير صحيفة البلاد الأستاذ قينان الغامدي إدارة مكتب صحيفة البلاد في منطقة الباحة خلفا للزميل الأستاذ عبدالله الزهراني الذي تفرغ للعمل في الغرفة التجارية بالباحة وجدت نفسي مكبلا بمقر ودوام مسائي والتزام بمسؤولية متابعة أعمال المكتب في (...)
لم أنس الحكايات اللطيفة والمفزعة التي كانت تسردها جدتي بشوق واستمتاع قبل أن أغمض جفني، خصوصا في الليالي الشتوية الباردة، إذ تكتسب جدتي طاقتها في الحديث من الدفء الذي يمنحه حطب القرض المحاصر في ملة المنزل، ومن بين الحكايات: العروس المسحورة، الحلاق (...)
كانت قريتنا تتسنم ربوة جبلية بيوتها تتثاءب عند مغرب كل يوم، النوافذ تتعانق مبكراً، والسكون يسود مفاصلها عدا أصوات ناي يتسرب من بين أعمدة حديدية دهنت بمادة القطران، ليلاحق ضوء الأتريك الذي يشع في الفضاء الغربي نحو شعاب منحدرة تمتلئ بالتين (...)
في مساء شفيف عزمت على اقتطاف ثمرة بيضاء لؤلئية لأهديها إلى تلك التي شغف قلبي بحبها. انداحت في ذاكرته أيام الطفولة حين كانا كعصفورين يحلقان فوق أشجار خضراء، يزدهي بها الوادي، وبعد أن يتماهيا في الفضاء يهويان نحو جدول صغير؛ ليعودا بكل رشاقتهما.
لم (...)
حين أسدل الليل ستارته السوداء امتد سكونه ليتغلغل في الوجدان عندها راودتني فكرة الانبثاق من ربقة الحبس المنزلي، لم اعتن بقيافتي، إذ اكتفيت بثوب رمادي وخرجت مكشوف الرأس لتفضح بقايا شعيرات بيضاء، كانت النجوم تلتمع في قبة السماء وأصوات الصراصير تمتد في (...)
الركيب جمعها ركايب «المصاطب الزراعية» في جبال السراة مثل الأبناء لها أسماؤها المعروفة والراسخة في الذاكرة يتناقلها الأهالي كابراً عن كابر، ارتباط حميمي بين الإنسان ومزرعته ومثلما حفظها أسلافنا أيضاً نحن امتداد لهم بمعرفة مواقعها ورسمها الطبيعي (...)
أدار المرجمة عدة دورات في الفضاء القريب من رأسه وأفلت الخيط بقوة لتنطلق أحجاراً صغيرة كالسهام العشوائية صوب حقل الذرة طاردة بصوتها الطيور الصغيرة الغبراء التي عادة تهاجم المزارع في مثل هذا الموسم من كل عام، وبينما كان منهمكاً في التقاط الأحجار (...)
غمرته الدهشة لتوافد الكثيرين من رجالات القرية إلى منزلهم الذي يقع على تل جبلي، تحمل ملامحهم الكثير من الشفقة والعطف، يقف في اندهاش لتقاطر هؤلاء صعودا من الدرج الحجري يلجون واحدا تلو الآخر نحو الغرفة التي ينطرح والده على سرير خشبي متهالك، تعلوه طراحة (...)
أدار المرجمة عدة دورات في الفضاء القريب من رأسه وأفلت الخيط بقوة لتنطلق أحجاراً صغيرة كالسهام العشوائية صوب حقل الذرة طاردة بصوتها المدوي الطيور الصغيرة الغبراء التي عادة تهاجم المزارع في مثل هذا الموسم من كل عام وبينما كان منهمكا في التقاط الأحجار (...)
لكز حماره الأبيض بعد أن امتلأ الخرج بفتحتيه ببضاعة متنوّعة، يعتزم فرج بيعها في سوق السبت بالرومي، الوقت فجراً ثمة برودة لاسعة مع رياح شمالية، يلمحُ دخيل الله بامتنان وجه أبيه وهو منهمك في شد وثاق البضاعة فوق ظهر الحمار، أقمشة بهارات عطور ملابس (...)
قالت خالتي: صعد الجثام من هذه النافذة, كانت تشير بإبهامها نحو فتحة صغيرة في الجانب الشرقي من المنزل. وقتها لم أستطع أن أحدد شكلاً للجثام إلا أن أول ما تبادر إلى ذهني شكل القطة ذات المخالب الحادة, سرعان ما تلاشت الصورة فلو كان الجثام كالقطة لما أصاب (...)
قام الشيخ علي أبو ملحة عضو المجلس البلدي بالباحة في دورته الأولى بزيارة المجلس البلدي لأمانة منطقة الباحة وكان في استقباله نائب رئيس المجلس البلدي الأستاذ جمعان بن علي الكرت وطرح الشيخ أبو ملحة اقتراحين أولاهما: ضرورة معالجة إشكالية توالد الحشرات (...)
كل يوم يزيد إعجابي بالأمير الشاعر خالد الفيصل ليس لكونه شاعرًا مجيدًا أو أميرًا نبيلاً أو قائدًا فذًا أو إداريًا ناجحًا أو رسامًا بارعًا أو خطيبًا مفوهًا أو دبلوماسيًا محنكًا، بل لأن خالد الفيصل جمع كل تلك المزايا فضلاً عن إنسانيته العظيمة ليكون (...)
هي «المجلة الثقافية» بصحيفة الجزيرة إذ تعبق بما يحقق للعقل متعته وللوجدان بهجته، بها مواد ثرية ومتنوعة تعمق الفكر وتنمي الأدب وتوسع الثقافة، أقلام بارزة تفضي بفكرها المتقد، ونقاد محترفون يقدمون رحيق قراءاتهم النقدية الماتعة، وشعراء بارزون ينسجون (...)
الجنادرية كتاب ثقافي وتراثي مقروء ومسموع ومرئي كتاب يتجسد التاريخ بأصالته والتراث بشممه والجغرافيا برسوخها والثقافة بتراثها هكذا يجدها الزائر ساحة الجنادرية جمعت كافة مناطق المملكة لتقدم كل منطقة نفسها بنفسها من خلال المشاهد الحضارية والفلكلور (...)
لا أدري لماذا حين أدلف من بوابة معرض الرياض الدولي للكتاب يتبادر إلى ذهني البحر بجماليات أمواجه وغرائب أسراره؟ هل لأن الكتب تشبه الأسماك؟ بحسب أشكالها وأحجامها وقيمتها وألوانها؟ أم أن الكتاب نفسه يشبه البحر كلما توغلت في أعماقه زدت دهشة؟ إذ إن (...)
المتقدمون لعضوية مجالس بعض الأندية الأدبية بين متشبثين من السابقين رغبة جامحة في البقاء والاستمرار كأعضاء دائمين، وبين طامعين لوصولهم إلى كرسي مجلس الإدارة، وبين مراقبين عن بعد، وبين منتقدين وغير راضين عن أنشطة الأندية، وعند تفسير رغبات تلك الفئات (...)