حين سلمني رئيس تحرير صحيفة البلاد الأستاذ قينان الغامدي إدارة مكتب صحيفة البلاد في منطقة الباحة خلفا للزميل الأستاذ عبدالله الزهراني الذي تفرغ للعمل في الغرفة التجارية بالباحة وجدت نفسي مكبلا بمقر ودوام مسائي والتزام بمسؤولية متابعة أعمال المكتب في النشاطين التحريري والإعلاني، وهذا خلاف ما كنت مراسلا لصحيفة الرياض إذ كنت معنيًا بالأخبار والتقارير الصحفية واللقاءات، واستمر العمل في مكتب البلاد مرهقا بمتابعة دقيقة من رئيس التحرير، وللحق كانت الصحيفة وقتها ناهضة بقيادة قينان ووجود أجنحة قوية كمنصور عثمان الزهراني وإبراهيم الأفندي وعلي حسون وناصر الشهري وعبدالمجيد الغامدي وعبدالعزيز الشريف وغيرهم تلك الكوكبة من كبار الصحفيين أسهمت في الارتقاء بالصحيفة في غضون أشهر قلائل لتصبح البلاد بموادها المتنوعة مقروءة من شريحة واسعة إذ قفز عدد مبيعات الصحيفة في معظم مناطق المملكة وتزامن ذلك مع مسابقة صحيفة البلاد اليومية والأسبوعية والشهرية والتي ساعدت على انتشارها، وكنا في مكتب البلاد بالباحة نحاول ملاحقة التطوير الذي شهدته الصحيفة بمضاعفة الجهد وتنويع المواد الصحفية وشموليتها لكل محافظات المنطقة سواء بالخبر أم الاستطلاع أم اللقاءات لذا شرع المكتب أبوابه لكل الراغبين في العمل وتحقق بفضل تناغم العمل وتعاون الجميع منجزًا صحفيًا، وهنا يمكنني تقديم باقات من الشكر والتقدير لكل فرد منهم مثل عبدالله الزهراني وإبراهيم الشمراني ومحمد عقيل وعلي السعلي وممدوح ريحان وإبراهيم العذلة ومحمد زربان ومحمد غرم الله ونورة الزهراني وعلي الهيمطي والتحق فيما بعد الدكتور خالد عمير والدكتور جمعان عبدالكريم الذي استلم المكتب فيما بعد وكل واحد من الزملاء له ثقافته وميوله وجهوده مما تحقق الانسجام بتشكيل فريق متميز قدموا الكثير من الملاحق الصحفية والصفحات الأسبوعية فضلا عن التغطيات والأخبار اليومية ومما أذكره استمرار إصدار صفحة أسبوعية تحت عنوان «مرحبا هيل» تعنى بالتسويق السياحي لمنطقة الباحة بصفتها منطقة سياحية تتميز بالطبيعة الخلابة والمناخ العليل والمواقع التراثية وكذلك نشر صفحة أسبوعية عن التراث الشعبي استلم قيادتها محمد الزهراني ومحمد غرم الله الزهراني وكانت متميزة في الطرح عميقة في المواد المنشورة بنشر القصائد الشعبية وإجراء اللقاءات مع الشعراء الشعبيين، وأعطى رئيس التحرير ثقته في مكتب البلاد ليتولى الإراف على هذه الصفحة وكانت مشاركات المناطق تصل إلى المطبخ الصحفي في الباحة ليتولى تقديم المادة الصحفية كاملة وجاهزة للنشر. إلى جانب استضافة البارزين في المجتمع من مديري الإدارات الحكومية والشعراء والفنانين والمؤلفين والأكاديميين والمعلمين والمشرفين التربويين في خطوة جديدة وشيقة وممن أذكرهم أمين منطقة الباحة المهندس عبدالله القرني والفنان محمد عمر والشاعر الدكتور عبدالواحد الزهراني وأمين جائزة تحفيظ القرآن درويش غرم الله ولاعب النصر بن نصيب وتهيئة فرصة مشاركة الطلاب في طرح الأسئلة على المعلمين المختصين قبيل يوم الاختبار، والجولات الميدانية لكل محافظات المنطقة التقاءً بشيوخ وأعيان ومواطني تلك المحافظات للحديث عن مطالبهم واحتياجاتهم كرسالة إعلامية أمينة، هذا التناغم والانسجام بين الزملاء بالتنسيق مع رؤساء الأقسام في الصحيفة كان فرسانه زملائي في المكتب فالأستاذ على بن حسين مغموس في الأدب والثقافة بحكم مؤهله في مجال الأدب وميوله لذا تولى إجراء لقاءات في هذا الجانب إلى جانب التغطيات واللقاءات الثقافية والفنية وشق طريقه بكل اقتدار فيما بعد في ملحق الأربعاء بصحيفة المدينة والمجلة الثقافية في صحيفة الجزيرة ولديه حاليا مساحة إبداعية تحت عنوان ممالح وملامح كان ذلك نتيجة خبرات وقراءات وحضور فاعل في المنتديات الأدبية والثقافية، ولأبي نادر إبراهيم الشمراني الأسلوب المميز في صياغة الخبر خطًا وإلماما بفنيات الخبر مما نقل خبرته الراقية أثناء عمله في العلاقات العامة بإمارة منطقة الباحة، فيما تميز ممدوح ريحان بالمثابرة والصبر والهدوء والابتسامة اللطيفة والتعاون الحقيقي في أعمال المكتب ليكون مساندا قويا في الأعمال الادارية والإعلامية في حضوري أو غيابي، ولمحافظة بلجرشي الحضور الإعلامي المتألق بوجود إبراهيم العذلة الذي لا ينافسه أحد في استباق الأخبار وله النصيب الأكبر في كم الاخبار المنشورة عبر صفحات البلاد بما فيها الصفحة الأولى مما جعل الصحيفة حاضرة وبقوة في منطقة الباحة، أما محمد عقيل فقد تمرس في العمل الصحفي صياغة ولغة وأسلوبا وهو الأكثر في المشاركة في الجولات الصحفية استشيره كثيرا صاحب رؤية واعية وثقافة واسعة واتقان في العمل الصحفي، يقدم مواده لتنشر دون تعديل أو حذف أو إضافة، وحتى يتسع نشاط المكتب حرصنا أن يكون لها أذرع قوية في محافظات المنطقة مما أسند إلى الدكتور خالد عمير ليشارك في إعداد ملاحق عن محافظة العقيق بمناسبة الزيارة الملكية لقادة الوطن لمنطقة الباحة وبالفعل أعد ما أسند إليه بكل اقتدار إذ أعى صورة صادقة عن واحة العقيق وما تحقق على ثراها وكذلك احتياجاتها، ولمحمد غرم الله حضوره البهي في الجانب الشعبي بتقديم مواد صحفية تستهوي الكثير من عشاق الأدب الشفوي قصائد لقاءات أخبار بالتعاون مع محمد الزهراني الذي عمل لفترة قصيرة إلا أنه ترك أثرا ملموسا ومتميزا خصوصا في الصفحة الشعبية الأسبوعية، ولم يغفل المكتب الشأن النسائي حيث تعاونت نورة الزهراني بتحقيقات عن النشاط النسوي في المنطقة، ولتهامة حضور بارز مع الزميل علي الهيمطي بتغطيات وأخبار متنوعة، هذا الانسجام والتآلف مع الفريق الإعلامي حقق مكاسب لصحيفة البلاد بأن بقيت صحيفة البلاد حاضرة لدى القارئ وتعززت مكانة المكتب بانضمام الدكتور جمعان عبدالكريم قبل حصوله على الأستاذية في علم اللسانيات وكان له خطه الخاص في العمل الصحفي ونهجه الثقافي بتقديم دراسات ومقالات أدبية. وكنا نستأنس كثيرًا بالحوارات الواعية من الدكتور رجب الزهراني في المجالات الأدبية والتربوية والاجتماعية ومشاركة عبدالله بدوي طالب يدرس بقسم اللغة العربية بكلية المعلمين بالباحة والذي يكشف نبوغًا مبكرًا في استقراء الأحداث. كانت تلك السنوات التي أمضيتها في مكتب البلاد بالباحة بالنسبة لي حافلة بالجهد والمثابرة مليئة بالإخفاقات والنجاحات، مرحلة مضيئة في حياتي حيث تشكّل لي تجربة جيدة استفدت منها كثيرًا، وبعد مضي قرابة أربع سنوات قدمت اعتذاري عن مواصلة العمل لانشغالي في دورة تدريبية خارج المنطقة ليستمر المكتب في تألقه بوجود الزملاء الذين استلموا زمام العمل د. جمعان عبدالكريم ومعتوق العدواني وبعض الزملاء واصل العطاء الصحفي في المكتب والبعض ارتحل إلى مواقع جديدة. ** **