ملحمة إيمانية شهدها شهر رمضان 1446ه – 2025م، حيث استقبلت المملكة الملايين بقلب رحيم وعقل مدبر، فالأرقام المتداولة تشير إلى استقبال المملكة لنحو 10 ملايين معتمر في شهر رمضان، وهو رقم قياسي يعكس حجم التحديات التي واجهتها الدولة في إدارة هذا التدفق الهائل، منذ لحظة وصولهم إلى المطارات والمنافذ البرية والبحرية، حيث تم استقبال ضيوف الرحمن بابتسامة وترحيب، وسهلت إجراءات الجوازات بفضل التنظيم المحكم والتقنيات الحديثة، لتبدأ رحلتهم الإيمانية بيسر وسهولة. في شهر رمضان المبارك، سطرت المملكة ملحمة إيمانية فريدة من نوعها، حيث توافد ملايين المعتمرين والزوار من جميع أنحاء العالم، ملبين نداء الشوق، ومتطلعين إلى نفحات الشهر الفضيل، والمناسك التي يعيش المسلم حياته منتظرًا تلك اللحظات الفارقة في حياته، فكان الاستقبال الذي يليق بالمملكة وضيوف الرحمن. لقد حرصت المملكة على تنويع خيارات الإقامة وتطويرها وتحديثها؛ لتلبية احتياجات جميع المعتمرين، من الفنادق الفاخرة إلى الوحدات السكنية المجهزة، مع توفير خدمات ضيافة عالية الجودة، إضافة إلى خدمة إدارة الحشود بحكمة وقدرات هائلة لتسهيل دخول المعتمرين إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتوفير جميع سبل الراحة والسكينة. ولم يكن من الممكن أن يتم استقبال هذه الأعداد الغفيرة، واستيعاب الحرمين الشريفين، دون توسعة مدروسة، مع تطوير شبكة الطرق الحديثة، وقطار الحرمين السريع، فكانت تلك المقومات من أبرز عوامل النجاح في إدارة الحشود. لقد ساهمت هذه المشاريع العملاقة في استيعاب الأعداد المتزايدة من المعتمرين والزوار، وتسهيل حركتهم وتنقلاتهم. إضافة إلى ذلك، استخدمت التقنيات الحديثة في إدارة الحشود، وتوفير المعلومات والإرشادات للمعتمرين والزوار عبر تطبيقات الهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية، ما ساهم في انسيابية الحركة وتجنب الازدحام. ولأن منظومة الخدمات متكاملة، تشارك فيها جميع وزارات الحكومة السعودية وهيئاتها وأمانات المناطق، فقد شهدت الخدمات الصحية طفرة وسرعة غير عادية في مواجهة أي طوارئ قد تحدث في أي وقت ومكان، فكانت على أعلى مستوى من الجودة والجاهزية، من فرق إسعاف تنتشر في كل مكان، والكوادر الطبية تعمل على مدار الساعة، لضمان سلامة وصحة المعتمرين والزوار. إلى جانب الخدمات الأمنية على أعلى مستوى، بوجوههم السمحة وقلوبهم الرحيمة، يسهرون على راحة ضيوف الرحمن، وينظمون الحركة، ويقدمون المساعدة لمن يحتاجها، ليتفرغ المعتمرون إلى أداء مناسكهم بسلامة وأمان. هذه الجهود الجبارة لم تكن وليدة اللحظة، بل هي جزء من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تطوير قطاع الحج والعمرة والزيارة، وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، لأن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء –حفظهم الله– تضع نصب أعينها خدمة ضيوف الرحمن، بخدمات تليق بمكانة الحرمين الشريفين في قلوب المسلمين في أصقاع الأرض. بعد أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي، يعود المعتمرون والزوار إلى بلادهم محملين بذكريات لا تُنسى وهدايا تملأ القلوب، فلقد عاشوا تجربة إيمانية فريدة من نوعها، ستبقى محفورة في ذاكرتهم إلى الأبد، ومن يحيطون بهم، لتظل القلوب متعلقة بأرض الحرمين الشريفين. إنها شهادة تقدير واحترام وإجلال للمملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعبًا، على هذه الجهود العظيمة، التي تخدم الإسلام والمسلمين، وتجعل من العمرة والزيارة تجربة إيمانية لا تُنسى.