«غيث» العائل الوحيد لهن، بعد سنة (الجدري)، ذلك الداء الذي فتك بوالدهن قبل أن يشاهد وصاته ماثلة أمامه، قبيل ولادة اسم يصف حاله المصابرة:
(إن جاء ولد ماني مسميه إلا غيث!)
خمس شجيرات مَن يسقيهن وسط هذا العراء؟!
مَن يُداري على غضاضة أغصانهن مِن غلظة (...)
«غيث» العائل الوحيد لهن، بعد سنة (الجدري)، ذلك الداء الذي فتك بوالدهن قبل أن يشاهد وصاته ماثلة أمامه، قبيل ولادة اسم يصف حاله المصابرة:
(إن جاء ولد ماني مسميه إلا غيث!)
خمس شجيرات مَن يسقيهن وسط هذا العراء؟!
مَن يُداري على غضاضة أغصانهن مِن غلظة (...)
نجح أهالي تخوم «أم الحما» مؤخرا في إقناع صغارهم بعودة «عواد» الذي صعدت به يد المنية حينما رسخوا في أذهان رفاقه أن جرادة ضخمة استجابت لندائه وجالت به في السماء، قاطعين لهم بحقيقة عودته قريبا، لأن المعاودة من طباع الجراد.
ومنذ تلك الخديعة البيضاء (...)
لا يزالون مصرين على بقاء صورة جدهم السابع معلقة في الجدار رغم ملاحظاتهم المتكررة على تصاغر حجمها المستمر.
أحدهم قال ساخرًا:
سنلجأ يومًا إلى عدسات التكبير !
بعد عقود يقتربون من الجدار ولا يبصرون إلا أحافير تعكسها نظاراتهم في غير حجمها الطبيعي !
الشكل (...)
يجاورهم سكن تحيطه الأسوار والأسلاك الشائكة، عند زواياه تقف عربات عسكرية للحماية، سور قديم يعلو كل أسوار البيوت التي حوله، أثر الرطوبة ينهش أجزاء متفرقة منه، إقامة موقعه في قلب الحي تشي بدقة الاختيار.
ثلاثة شبان تجمعهم شقة في الطابق السادس من (...)
يمسح الشاطئ بعينيه عابرا يبحث عن منفذ يمكنه من تجليات الغروب, لحظات كهذه تموج سريعا، يكاد يتوقف الطريق من ازدحام السير, يتراكض أطفال بشغف على الجسر الممتد عبر مسافة داخل البحر, تتحد العائلات المفترشة كأنها أسرة واحدة, يمضي قليلا ويتوقف.
على جيد (...)
بالرؤية الفنية ذاتها يتجه الفنان والناقد سامي جريدي إلى أداة المسرح، رؤيته المحملة بالعبث الفني الخارج على نمطية الشكل، وذلك باشتغاله المتواصل على تدوير المنتج الأدبي، سواء أكان هذا التدوير من خلال الإبداع نفسه أو من خلال نقده، إذا ما اعتبرنا النقد (...)
( أ )
عند اقتراب الظهيرة يتوافد المزارعون الثلاثة إلى ظل الشجرة، يربت أحدهم بكفه على كوم البطيخ الملاصق للجذع، ينتخب التي بدت تفقد صلابتها.
يشرع في تقطيعها بالسكين، و قبيل فروغه، يدنو رفيقاه من رائحة اللب، يتريث عن إكمال المهمة قليلا.
من بعيد جاءهم (...)
(1)
حَبٌ منتثر .. و عصفوران في القفص تتقارب مناقيرهما .
(2)
انتظارًا للقهوة..
حارَ الأبُ في كيفية نقل بيانات هاتفه القديم إلى هاتفه الجديد، ينشغل بزحزحة نظارته العتيقة ذات الأُطر الغليظة ، تنطفئ إضاءة الجهاز ، يعاود إبهامه الضغط على أكثر من علامة (...)
انحدروا بجيادهم من سفح التل المتكئ على أطراف مضارب قومهم، كان دافع انعصافهم ما رأوه من حشد النوق المتحلق حول بؤرة مستديرة، كلما اقتربوا منها اتضح لهم مشهد أعناق الإبل وهي تغرس أشفارها في الرمل، واحدة تلو الأخرى يمتد رأسها باتجاه السماء بعد كل (...)
خطى
على طريقة معلمه دخل الغابة الكثيفة ، قذف حجرا لعناقيد دانية.
ثم فغر فمه محتسبا سقوط الفاكهة .
و لم يعرف ماذا يفعل وقتما داهمته فاكهة يتبعها الحجر..!
وسائط
أحد المتجمهرين رفع عدسة هاتفه النقال ليوثق شناعة الحادث قبيل تدخل الجهات ذات (...)
وحيدة تتعاقب عليها عقارب الوقت، تقاوم زحف الإسمنت، غفلت عنها الخرائط لوهلة أتاحت لشعرها المتشابك أن يبشر شمس الصباح بأن أحدا لا زال يجفف من مداد الليل.
أوراق مطوية تبسطها أيد على هذه البقعة كأولى الخطى، يقفون بثيابهم الناصعة تهفهفها طلاقة أمكنة (...)
( 1 )
انقشع نسر هائل باتجاه رصاصة مسرعة، تلقفها بنحره العاري عن العش ليسقط معها إيذانا بانتهاء المعركة.
الصياد الذي قيل له:
لن تطهر دمامل وجهك إلا بدم فرخ!
يضع بندقيته بمهارة، ثم يمضي إلى العش!!
( 2 )
فارس واحد في ساحة الوغى يضرب صدره:
جعلتكم (...)
نصوص: ساعد الخميسي
شارك من خلال
تويتر
فيسبوك
جوجل بلس
اكتب رأيك
حفظ
(1)
عند مدخل مقهى شعبي استوقفته عبارة (يمنع الدخول لمن هم دون 18 سنة)، مكث يتأملها، ولم يتحرك إلا حين ناداه أحد الصبية العاملين:
تفضل ياعم، أحضر لك «صافي وإلا مخلوط» ؟!
(2)
بسيارته (...)
انحدروا بجيادهم من سفح التل المتكئ على أطراف مضارب قومهم، كان دافع انعصافهم ما رأوه من حشد النوق المتحلق حول بؤرة مستديرة، كلما اقتربوا منها اتضح لهم مشهد أعناق الإبل وهي تغرس أشفارها في الرمل، واحدة تلو الأخرى يمتد رأسها باتجاه السماء بعد كل (...)
تأخر
اسرجوا خيلهم بالعتاد، وشقوا موج الغبار متجهين لمضارب القبيلة المعادية بعد قرنٍ من آخر واقعة بينهم.
حسروا عمائم الحرب عن رؤوسهم عندما تباطأت حوافر خيلهم جراء ملامسة امتداد الإسفلت..!
غزو
أرادوا أن يؤرخوا للخرافة، وقفوا عند ناصية القرى (...)
غزو
أرادوا أن يؤرخوا للخرافة، وقفوا عند ناصية القرى المتناثرة، أحجموا طليعة الخيول الغازية، واستلوا سيوفهم المصقولة، وتراصوا للأفق.
ذات موجة زمنية آفلة، دب البياض في جدائلهم، وغرسوا سيوفهم بين فتات الحصى، وخلدتهم مضاجع الخرف!!
تحول
تكاثر القطيع على (...)
عبرا الإشارة الأخيرة، والإسفلت المتعطش يتشرب أضواء السيارات، وثمة خيط من النور معلق بأرجاء الظلام الذي يهمي بتوتر على سقوف الأبنية.
يزداد السير حثيثا على صخب الموسيقى كلما عرجت في الفضاء.
تلتوي عنق الطريق إلى الزوايا الشاسعة، زوايا تشرع عن صدر (...)
حيرة
تركت رائحة الشاطئ تداعب ألعابها، تلك ا?لعاب التي انغرس نصفها في الرمل .. وأوغلت في الماء حتى كست عنقها الزرقة .. وأخذت ترنو بعيدا بعيدا..
ترنو إلى حيث ينبت قطر المطر!
***
انحناءة
المسمار يشنق لوحة الرسوم الفاتنة، تتمرد اللوحة وتسقط .. وتبقى (...)
يمسح الشاطئ بعينيه عابراً يبحث عن منفذ يمكنه من تجليات الغروب، لحظات كهذه تموج سريعاً، يكاد يتوقف الطريق من ازدحام السير، يتراكض أطفال بشغف على الجسر الممتد عبر مسافة داخل البحر، تتحد العوائل المفترشة كأنها أسرة واحدة، يمضي قليلاً ويتوقف.
على جيد (...)
أربعة أيام مضت، والضجيج يعلو المكان، تنتفض الحناجر باللغط المتواصل، تتطاير الكلمات والمطالبات في حيز مكتظ، لا جدوى من فحيح ممزوج بالفوضى، أربعة أيام كفيلة برسم اليأس على كل الوجوه، فالوجوه التي تتردد على هذا المكان تتقارب لحد الشبه! والسبب الذي (...)
انتظار
.. بعد قيح الانتظار، أطلّت هذه الحورية، لتلدغ كل نواحي الجسد، ك»ناموسة» أغرتها المياه الآسنة..!
صدمة
عانقته وذاكرتي تطوي عشرين عامًا من القطيعة، كادت تترقرق مدامعي، وأنا أعزف اسمه متقطعًا.
أجابني: لقد تذكرتك أنت «آدم» الذي يغسل (...)
أربعة أيام مضت، والضجيج يعلو المكان، تنتفض الحناجر باللغط المتواصل، تتطاير الكلمات والمطالبات في حيز مكتظ، لا جدوى من فحيح ممزوج بالفوضى، أربعة أيام كفيلة برسم اليأس على كل الوجوه، فالوجوه التي تتردد على هذا المكان تتقارب لحد الشبه! والسبب الذي (...)