(1) حَبٌ منتثر .. و عصفوران في القفص تتقارب مناقيرهما . (2) انتظارًا للقهوة.. حارَ الأبُ في كيفية نقل بيانات هاتفه القديم إلى هاتفه الجديد، ينشغل بزحزحة نظارته العتيقة ذات الأُطر الغليظة ، تنطفئ إضاءة الجهاز ، يعاود إبهامه الضغط على أكثر من علامة تتابع له على شاشة صغيرة . يركنه جانباً ثم يرفع بصره إلى استمرارية التلفاز في سرد المواقف حول صور الجشع والنزاعات. (3) طفل يلهو ببالونة حمراء. يقترب من القفص يجد العصفورين قد تلاقت مناقيرهما ، تصفق أجنحتهما بنشوة عارمة. إناء صغير للماء يتحرك و تسقط منه قطرات طفيفة أشبه ما تكون بقطر الطل المستفيق من صباحات الريف . تعود في ذهن الطفل مسألة الالتقاء حين لم يجد تبريراً مقنعا لها عند أصدقائه. (4) طبقة غاز زرقاء لها رؤوس مدببة تلتهب تحت قدح القهوة على النار ، و الأم تقف أمامها، تخفف الموقد حتى تتراقص القهوة بهدوء ، تتكور سريعا و تتلاشى ، وقفة أخرى تجعلها تتأمل في مشروب حقن دماء الأجداد إلى أن واراهم الثرى مطمئنين. (5) تضع الأم يدها على صدرها .. تتأمله بعمق جديد لم تعهده من قبل ، صوتُ فحيح بجوارها كلازمة لا تبرح الذهن . صوت قهوة فارت لتخمد النار .