يوم العلم السعودي، الذي يُصادف الحادي عشر من شهر مارس كل عام، مناسبة وطنية عزيزة على قلوب جميع السعوديين، حيث يُمثّل يوم العلم السعودي رمزًا وطنيًا مهمًا، فهو يجسد الوحدة الوطنية بين جميع أفراد المجتمع السعودي، ويجسد العلم الوطني للمملكة العربية السعودية مفهوم الدولة، ويعبر عن الوحدة الوطنية، والعمق التاريخي للوطن. كما يعبر عن الشموخ والعزة والمكانة والكرامة، والمبادئ التي تقوم عليها البلاد، وقد جاء اختيار اللون الأخضر للعلم السعودي رمزًا للنماء والرخاء، وتعبيرًا عن الخيرات التي تجود بها أرض المملكة العربية السعودية. ولا شك أن العلم هو رمز الوطن وهو الراية والشعار اللذان يُعبّران عن الوطنية والانتماء، وهو الخيمة التي يستظلّ بظلها اسم الوطن، والواحة التي تأوي إليها القلوب والأفئدة، فمجرد رؤية العلم يُرفرف عاليًا، يشعر المرء بأنّ وطنه بخير، وأنّ سندًا قويًا يحمي ظهره ويُسند راية وطنه. فالعلم يُشير إلى الدولة في جميع المحافل الدولية، سواء في الداخل كانت أم في الخارج، فهو الأيقونة الباقية الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل مهما تغير الأشخاص ومهما تعاقبت الشعوب على الوطن، لذلك يتخذ المواطنون في مختلف دول العالم من العلم رمزًا لانتمائهم وحبهم لوطنهم، فيتخذون منه رسومًا تزيّن بيوتهم وسياراتهم وممتلكاتهم، وقد يُعلقونه في صدورهم أيضًا كقلادةٍ يحملونها أينما يذهبون، كما تُعتبر ألوان العلم أجمل الألوان وأقربها للنفس ودلالةً على أحداثٍ كثيرةٍ مرّ بها الوطن، لهذا يقترن ذكر العلم دائمًا بالرفعة والحماسة ووجوب الحفاظ عليه مرتفعًا خفاقًا وعاليًا، فلأجل أن يظل مرفوعًا تُبذل الأرواح، فما من شيءٍ يُشعر الإنسان بالانتماء والولاء لوطنه أكثر من رؤية علم بلاده يرفرف، فقيمته المعنوية عميقة جدًا، لا توازيها أي مكانة. كما تحتفل العديد من دول العالم بيوم العلم، حيث تُخصص يومًا وطنيًا للاحتفال براية البلاد ورفعها عاليًا على أنغام أناشيد النصر والأهازيج الوطنية، كما تُقال فيه أجمل القصائد التي تعبر عن الحب الكبير للعلم؛ لأنّ العلم يُمثل حلقة الوصل المعنوية بين المواطن وبلاده، كما يعزز الانتماء للتراب والإنسان والأمكنة والقيادة وكل ما يخص الوطن، ولأنه المرآة التي تعكس الكثير من هوية الشعب. فأعلام البلدان بمختلف أسمائها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ البلد، فكل لونٍ من ألوان علم أي دولة يُمثل جزءًا مهما من تاريخها، وكأنه كتابٌ مسطورٌ يتحدث عن نفسه، لذلك لا يمكن إلا أن يكون من الأشياء الثابتة التي لا يتم اختيارها عشوائيًا، وإنما بناءً على العمق التاريخي الذي يربط بين أصالة الماضي والحاضر وآمال المستقبل، كشجرةٍ باسقة تضرب جذورها في الأرض وتطاول عنان السماء. ويتم الاحتفال بيوم العلم عادةً بأجواء احتفاليةٍ رائعة، تُشرق فيه شمسه أكثر، وتُظهر مدى انتماء الشعب لبلده، وتُبيّن التفاف القلوب حول القيادة، فالعلم لا يرتفع فقط فوق المباني الحكومية، بل إنه يُغطي واجهات العديد من البيوت، تمامًا كما يُعلقه أبناء الوطن في قلوبهم وأرواحهم، فليس عجبًا أن ترتفع الأعلام في الشوارع والمحلات التجارية وحتى في كتب المناهج الدراسية، وذلك ليكبر الجيل القادم على حبه والانتماء إليه، وكي تتعزز في أذهان الجميع فكرة الدفاع عنه بالمال والدماء والأرواح. يوم العلم هو يومٌ يختصر العديد من الأيام، ومناسبة عميقة التأثير، فهو أيضاً يوم الأرض، ويوم الانتماء والولاء، ويوم ارتفاع الرايات، فليس أجمل من مظاهر الاحتفال بهذا اليوم، سوى رؤية العلم يخفق في السماء بكل ثقةٍ بأن سواعد الرجال تحميه، فالاحتفال بيوم العلم يكون بفعل الكثير من الأشياء؛ لأن العلم مثل الزهرة التي يجب أن لا تذبل أبدًا، وكلنا نحيا للعلم لأنه رمز الوطن. ولا ننسى كلمة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - «إن الاحتفاء بيوم العلم يأتي تأكيدًا على الاعتزاز بهويتنا الوطنية، وبرمزيته التاريخية ذات الدلالات العظيمة، والمضامين العميقة، التي تجسد ثوابتنا، وتُعد مصدرًا للفخر بتاريخنا».