بقلم/ عبدالله غانم القحطاني كل شيء يتغير.. من كانوا معك يعرفونك وتلتقي بهم يومياً، والذين كنت تتبادل معهم السلام والكلام في الشوارع والأسواق، لا تتوقع أنهم سيبقون على حالهم القديم بعد أن غبت عنهم فترات طويلة من الزمن ولم تتفضل عليهم ولو بإتصال من جنابك.. والمشلكة إذا كنت ترى أن الحق لك على الجميع لمجرد أنك فلان!.. حتى أبناء وأحفاد اصدقاءك وزملاءك السابقين لن يعرفوا أنك كنت الصديق الحميم لآباءهم أيام الدراسة والخربطة.. بعد إنقطاع طويل، في أماكن عامة تجمعهم الصدفة كزملاء وأصدقاء سابقين، في تلك اللحظة التي رأته العين يتحاشي الإلتقاء به والسلام.. يعني دنّق وكأنك ماشفته، ولسان الحال يقول الله يستر علينا وعليه،، خلنا نسير في دربنا،، الوقت مايسمح، والسلام يعني نصف ساعة من المجاملات والكلام والسؤال عن الأحوال وتقديم دعوة وموعد عزيمة مجاملة والكارثة أن يوافق.. مشكلة عند البعض الذين تكثر أشياءهم، وبعض من كانوا موظفين وتقاعدوا، هذا البعض يعتقدون أن لهم أفضلية حين يعودون لقُراهم أو محافظاتهم التي هاجروا منها وتجاهلوا ناسها، يأتون لمصالحهم ويتوقعون أن الجميع يعرفهم!، ويعتبون لأن الزميل السابق أو القرين القديم لم يأتي ليقدم دعوة وضيافة تكلفتها ٤٠٠٠ ريال على الأقل!.. هؤلاء يحتاجون معالج صاحب خبرة في الكي بالنار "على القفده" قبل أن يتحولوا لدعوجية مشاغبين.. المشكلة ليست في الوقت ولا في بعد المسافة ولا في من نعرف أو لا نعرف، المشكلة الحقيقية أننا لا نحسن حتى المقابلة ببعضنا بعد الغياب الطويل.. نضيع الوقت في رفع الأصوات وإزعاج المتسوقين وعرقلة الحركة في متجر المواد الغذائية أو غيره.. يجب أن نغير السلوك الغير حضارية التي أصبحت تباعدنا وبسببها نتحاشى حتى السلام الجميل الخفيف اللطيف المنتهي بوداع أجمل.. قبل ثلاثة ايام في مجلس عام، ومن وقت لآخر يدخل علينا أشخاص بمفردهم ويسلم الرجل بأدب فيرحب به حوالي 17 شاب بصوت مرتفع وعشوائي "أرحبوا" ،، ،، ،، ، عشوائية وفوضى ، بعضهم الداخلين أرتبك من عشوائية الترحيب به ولا يدري كيف يرد عليهم.. نصحتهم بأن يرحب صاحب المكان ومعه إثنان أو ثلاثة من أبناءه فقط بصوت محترم ومحتشم ويناسب المسافة ، والبقية على شحم… شخص واحد يرحب ويكفي..