حملة «صم بصحة»، فرصة ذهبية لتغيير العادات وتحقيق التوازن بين الروح والجسد، ومع كل أرقامها الإيجابيّة، يبدو أننا أمام تحوّل حقيقي نحو رمضان أكثر صحة، وأكثر نشاطًا؛ بحملةٍ لم تكن مجرد شعار، بل ثورة في العادات الغذائية وفرصة لتحسين جودة حياتنا وأكثر.. في كل عام، يحمل شهر رمضان معه روحانيّةً فريدة، وفرصةً ذهبيّة لإعادة ضبط اتزان الجسد والروح، ففيه يختبر الجسد تجربة فريدة، تتحول فيها ساعات الامتناع عن الطعام والشراب إلى فرصة لإعادة ضبط الصحة وتعزيز العادات السليمة، ومع هذا التحدي السنوي، جاءت حملة "صم بصحة" كمبادرة إبداعية مبتكرة أطلقتها شركة الصحة القابضة بالتعاون مع التجمعات الصحيّة ال20، لتثبت أن رمضان يمكن أن يكون شهر الصحة والنشاط وليس فقط الامتناع عن الأكل!. تأتي حملة "صم بصحة" في إطار الجهود المبذولة لتعزيز ثقافة الحياة الصحية في الشهر الفضيل من خلال إجراء الفحص الصحي الدوري ضمن باقة "صم بصحة" والتي تتضمن 8 فحوصات مخبريّة، والتعريف بالخدمات المتنوعة المقدمة عبر مراكز الرعاية الأولية، وتشجيع المواطنين والمقيمين على المشي اليومي بما لا يقل عن 8 آلاف خطوة، والنوم الكافي لمدة 8 ساعات باليوم. وبتأثير واسع، أظهرت الحملة كيف يمكن للصيام أن يكون نقطة انطلاق نحو نمط حياة أكثر صحة وحيوية، ومن خلال أرقام تتحدث، نكتشف كيف أثرّت حملة "صم بصحة" بوعيٍّ إيجابي وبشكلٍ إبداعيّ متفرّد؛ حيث نجد مشاركةً ضخمة تعكس الوعيّ الصحي، فخلال الأيام الخمسة الأولى من شهر الخير وإطلاق الحملة، وصل عدد المشاركين إلى 223,000 شخص، مسجلين أكثر من 2 مليار خطوة في جميع أنحاء المملكة، مما يعكس تحولًا كبيرًا نحو النشاط البدني حتى خلال ساعات الصيام. وفي مجال التوعية بالتغذية السليمة، نجد أنه وفقًا لدليل التغذية الصحية للهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية، يُوصى بأن تكون نسبة الكربوهيدرات من إجمالي السعرات الحرارية اليومية حوالي 50 - 55 %، والبروتين 15 - 20 %، والدهون 25 -30 %، مع التأكيد على أن تكون الدهون المشبعة أقل من 10 % والدهون المتحولة أقل من 1 %، وهذا ما تشجعه الحملة، ممّا يحسن مستويات الطاقة ويحافظ على الصحة، كما تقلّل المبادرة من استهلاك المشروبات الغازية والمأكولات الدسمة، مما يسهم في تقليل مشكلات الهضم بنسبة 30 %. وفي نفس المنعطف، نجد الأبحاث تُظهر أن المشي المنتظم يمكن أن يقلّل خطر أمراض القلب بنسبة 30 % ، ويحسن المزاج بنسبة 40 %، مما يجعل الحملة ليست فقط لتعزيز النشاط ولكن للصحة العامة وبتأثير مباشر، فوفقًا لدراسات طبيّة، فإن الصيام الصحي يُمكن أن يساعد في خفض نسبة الكوليسترول الضار بنسبة 25 %، وتحسين حساسية الأنسولين بنسبة 20 %، وفي مشاركة الأفراد في النشاط البدني أثناء رمضان يمكن أن تقلّل من زيادة الوزن بنسبة 35 % مقارنة بالصائمين غير النشطين. أما ما جعل حملة "صم بصحة" مختلفة ومتفرّدة، فنجد فيها الدمج بين التفاعل الرقمي والأنشطة الواقعية، حيث قدمت الحملة محتوى مرئيا غنيا عبر منصات التواصل الاجتماعي، والذي أسهم في وصول ملايين المستخدمين إلى المعلومات الصحية بسهولة، كما استخدمت التطبيقات الذكية لقياس النشاط البدني ومتابعة الخطوات، مما جعل التجربة تفاعليّة ومحفّزة، كما أن تأثيرها كان واسعًا وعلى مختلف الفئات العمرية، حيث لم تقتصر الحملة على فئة معينة، بل شجعت الأطفال، الشباب، وكبار السن على المشاركة في تحديات الصحة والنشاط، حيث كان 30 % من المشاركين تقريبًا فوق سن ال40 عامًا، مما يعكس أهمية الحملة في نشر الوعي الصحي بين جميع الفئات العمرية. وما ميّز حملة "صم بصحة" أيضًا عن غيرها من المبادرات الصحية هو نهجها المبتكر في إيصال المعلومات، فبدلاً من النصائح التقليدية، اعتمدت الحملة على مزيجٍ من التوعية الرقميّة والتفاعليّة، من خلال ورش عمل إلكترونيّة، ومحتوى مرئي جذاب عبر فيديوهات قصيرة، وإنفوجرافيك تفاعلي، وقصص نجاح لأشخاص تبنوا نمط حياة صحي خلال رمضان، كما تميزت بتحديّات صحيّة كمسابقات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تحدي "الإفطار الصحي" و"30 يومًا من النشاط"؛ لتحفيز الصائمين على التغيير الإيجابي، بالإضافة إلى "تطبيق ذكي" يوفّر خططًا غذائية شخصية، وجدولًا للتمارين، وتذكيرات بشرب الماء والنوم الصحي!. أما النتائج والتطلعات المستقبليّة للحملة، فيظهر بعد النجاح الكبير في الأيام الأولى، فتسعى "صم بصحة" إلى تحقيق تأثيرٍ مستدام يتجاوز شهر رمضان المبارك، من خلال توسيع نطاق المشاركة، لعزيز مفهوم الصيام الصحي النشط. ختامًا، لم يعد رمضان مجرد شهر صيام، بنشر المزيد من الوعي حول التغذية السليمة، والتقليل من العادات الغذائية الضارة خلال وبعد رمضان؛ بل أصبح مع حملة "صم بصحة"، فرصةً ذهبية لتغيير العادات وتحقيق التوازن بين الروح والجسد، ومع كل أرقامها التي تعكس التأثير الإيجابي، يبدو أننا أمام تحوّل حقيقي نحو رمضان أكثر صحة، وأكثر نشاطًا، بحملة لم تكن مجرد شعار، بل هي ثورة في العادات الغذائية والحياتية خلال رمضان؛ لتؤكد أن الصيام ليس فقط عبادة، بل فرصة لتحسين جودة حياتنا الصحيّة وأكثر..