اعتبر الدكتور علي الرباعي الكاتب والصحفي السعودي أن الصحوة مستوردة على المجتمع السعودي في بداياتها على الأقل، وأن الفكر الإقصائي في الوهابية أسهم في نمو الأحزاب والتيارات المناوئة لها، مثل الشيعة في المنطقة الشرقية والشافعية والمالكية في بعض مناطق الغرب والجنوب، بل وحتى القاعدة. وقال الرباعي إن المجتمع السعودي كان مجتمعاً أقرب للمثالية في كل شيء قبل ظهور حركات الصحوة التي انتقصت كثيراً من إنسانية الإنسان. وقال الرباعي، صاحب كتاب " الصحوة في ميزان الإسلام"، لبرنامج "إضاءات" الذي تذيعه العربية يوم الجمعة 30-4-2010؛ إنه من العيب أن يتحدث شخص واحد باسم الإسلام، لأن الله بعث محمد (صلى الله عليه وسلم) للحديث باسم الإسلام. تقديس الرجعية وأوضح الرباعي أن الصحوة استغلت العاطفة الدينية للمجتمع، لأنه من السهل أن تمرر من خلال العاطفة كل ما له صله بالدين لتحريك مشاعر الناس، مبيناً أن ذلك كان أبشع استغلال للناس، وأنها حولت الإسلام لخطاب وعظي بدلاً من أن تركز على إعمال العقل البحث العلمي والإبداعي، وأن خطاب الصحوة أنتج تقديساً للرجعية. وفيما يتعلق بفكر الولاء والبراء الذي أعلت منه حركات الصحوة، فقال إنه يخالف روح الإسلام والقرآن الكريم، مبيناً أن القرآن تحدث عن مفهوم الولاء والبراء في مواضع معينة وفي ظروف محددة، ولكن ما أفرزته الصحوة من تقسيم المجتمع إلى مسلم وكافر أو مع وضد، وغيرها من الأفكار فهي ليست من الإسلام في شيء. وأضاف أن هناك أعمالاً غير أخلاقية مورست بحق الشباب والمجتمع بمثل هذا الفكر الذي صور للشباب المجتمع على أنه مجتمع كافر، وقال إنه تم تدجين الشباب بأطروحات خيالية وغير واقعية ربما لا يستوعبها الزمان أو المكان. وقال إن محاولة هذه التيارات ربط القرآن الكريم بنظريات للدلالة على صحته، تفكير خاطئ لأن القرآن مقدس وليس بحاجة لدليل أو نظرية لإثبات صحته. واختتم الرباعي حديثه بالإشارة، لأن الوهابية تحمل جزءاً من الفكر الإقصائي، وأن هذا الفكر ساهم في نمو وزيادة الأحزاب والتيارات المناوئة للوهابية، مثل الشيعة في المنطقة الشرقية، والمذهبان الشافعي والمالكي في بعض مناطق الغرب والجنوب، بل وحتى نمو القاعدة، لأن كل فكر إقصائي ينتج بالضرورة فكراً إقصائياً مناهضاً له، مبيناً أن القرآ ن الكريم لم يكن إقصائياً، وأنه تناول الديانات والمجتمعات الأخرى التي سبقته.