حكمت محكمة قطرية على الشاعر محمد بن الذيب العجمي بالسجن المؤبد وذلك على خلفية قصيدة امتدح فيها ثورات الربيع العربي والثورة التونسية تحديداً، منتقدا الوضع في بلاده التي يدعم أميرها التحولات الحادثة في دول وصف محامي الذيب نجيب النعيمي القرار بأنه 'اجهاض صارخ للعدالة' قائلا إن الدفاع سيطعن في الحكم متوقعا في ذات الوقت صدور عفو من قبل الأمير. وهذا ما يتوقعه المتهم محمد بن الذيب نفسه الذي قضى قرابة العام في انتظار الحكم في زنزانة منفردة حيث قال إنه يعتقد أن الامير حمد بن خليفة آل ثاني رجل طيب ومن المؤكد أنه لم يسمع بحالته وأنه قضى هذه الفترة في الحبس الانفرادي ودون تلقى أي زيارات عائلية. وكان الاتهام قد وجه تهمة محاولة قلب النظام لمحمد بن الذيب وهي تهمة عقوبتها الاعدام. بينما تبلغ عقوبة انتقاد رأس الدولة خمس سنوات سجن. قطر من البلدان التي ساهمت بشكل رئيسي في دعم الثورات العربية في كل من تونس وليبيا ومصر وتلعب دوراً قيادياً ايضاً في دعم المعارضة السورية. إلا ان انقادات كثيرة قد وجهت لقطر بسبب موقفها المتجاهل للتظاهرات التي حدثت في البحرين في خضم الحراك السياسي والاجتماعي الحادث في الكثير من البلدان العربية والذي تعورف على تسميته بالربيع العربي. تقول تمارا الرفاعي من منظمة هيومان رايتس ووتش بنيويورك في حديث لإذاعة هولندا العالمية إن المنظمة مصدومة من هذا الحكم وتصف التطورات في قطر بأنها مقلقة خاصة مع ورود أخبار عن صدور قانون جديد لتنظيم الاعلام هناك. ' نحن مصدومون من الحكم. منظمة هيومان رايتس ووتش مصدومة من أن يتم الحكم على شخص استخدم حقه في حرية التعبير ونرى من المؤسف أن تنضم قطر الى دول خليجية اخرى تعمل على اسكات مواطنيها' وبسؤالها عن الجهود القطرية في مجال تحسين حقوق الانسان ودعمها للثورات العربية في بلدان عربية كثيرة تقول تمارا إنه ليس من مهام منظمتها الحكم على الجهود التي تبذل في هذا الجانب، وإن كانت ثمة جهود فتكون الدولة مشكورة بالطبع على ذلك 'ولكننا هنا بخصوص ظاهرة تقلقنا'. يجدر بالذكر أن الشاعر محمد بن الذيب لم يتطرق الى اسم قطر صراحة أو الى اسم الامير أو احد افراد الاسرة الحاكمة في قصيدته ولكنه طالب بأن تعم ثورات مثل الثورة التونسية بلداناً عربية اخرى ايضا، يتمتع فيها المرء اليوم بالجنسية ليجد نفسه مجردا منها في صبيحة اليوم التالي. ومن المعروف أن حالات إسقاط الجنسية عن المواطنين لأسباب مختلفة قد حدثت في السنوات الأحيرة في أكثر من بلد خليجي بما في ذلك قطر. وقذ ذكر الكثير من المعلقين على الفيلم المنشور على موقع اليوتيوب بأنه ليس من حق أحد تفسير قصيدة شعرية بشكل قاطع وادانة كاتبها على هذا الاساس. انتشرت بعد ذيوع خير سجن الشاعر محمد بن الذيب الكثير من الافلام على اليوتيوب بقصائد لا علاقة لها بالقصيدة موضوع المحاكمة، وحملت عنونت هذه الأشرطة عناوين من قبيل 'القصيدة التي تسببت في سجن محمد بن الذيب'. إحدى هذه القصائد وأكثرها انتشاراً هي قصيدة هجاء في شريط فيديو تبلغ مدته 30 دقيقة، بحق شاعر آخر اسمه خليل الشبرمي. كل ذلك جعل العثور على القصيدة الاصلية أمرا عسيرا. وليس من المستبعد أن تكون هذه القصيدة الهجائية الطويلة وغيرها من القصائد البعيدة عن الموضوع، قد وضعت على اليوتيوب بشكل مقصود لتضليل الإعلاميين والحقوقيين والجمهور ممن يريدون الوصول إلى القصيدة الأصلية التي أدت بشاعرها إلى السجن. إلى جانب ذلك فإن الكثير من التعليقات قد حولت المعركة الى تنابذ قبلي على صفحات اليوتيوب بدلا عن موضوع القصيدة الداعي صراحة لتحكيم الديمقراطية ومشاركة الشعب ورد حقوقه. وزاد من البلبلة وعدم الوضوح بشأن مصير الشاعر محمد بن الذيب ورود اخبار في مختلف المواقع حول اطلاق سراحه وصدور عفو اميري عنه إلا أنها اخبار تبين عدم صحتها لاحقا ولا تستند على أي مصدر. بخصوص الوضع العام لحقوق الانسان في منطقة الخليج تقول تمارا الرفاعي من منظمة هيومان رايتس ووتش لاذاعتنا بأن التطورات السالبة في المنطقة لا تبشر بخير: ' توجد عدة ظواهر تقلقنا في منطقة الخليج . توجد عدة توجهات نراها في دول مثل الامارات العربية المتحدة للحد من حرية التعبير والحد من قدرة الاعلام أن يتعاطي مع بعض القضايا والمواضيع تحت ذريعة المساس بالامن أو أمن الدولة أو اشياء من هذا القبيل'.