قال ناشطون حقوقيون إن محكمة قطرية أصدرت حكماً بالسجن المؤبد على الشاعر محمد بن الذيب، المتهم بالتحريض على قلب نظام الحكم، وذلك بسبب قصيدة ألقاها قبل سنة عبر تسجيل في موقع "يوتيوب" هاجم فيها الحكام العرب. وقال نيكولاس ماكغين، من منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان، إن النشطاء تداولوا نص الحكم بوثيقة المحكمة الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف ماكغين، في اتصال مع CNN بالعربية: "يبدو أن الحكم قد صدر بالفعل، ونحن ما زلنا نسعى إلى الحصول على المزيد من التأكيدات." وأشار ماكغين إلى أن منظمته سبق أن أثارت قضية بن الذيب في أكثر من مناسبة، وذلك عبر رسالة رسمية بعثت بها إلى المدعي العام القطري، طالبته فيها ب"احترام حرية التعبير وعدم ملاحقة الناس بسبب أرائهم،" غير أن هيومن رايتس ووتش لم تتلق ردا رسمياً على رسالتها، ما دفعها إلى إصدار بيان رسمي حول القضية. ويعود بيان المنظمة إلى أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقد طالب الحكومة القطرية آنذاك إن قضية الشاعر المسجون منذ عام "تُظهر الخطر الذي يتهدد حرية التعبير في قطر." وأضافت المنظمة أن بن الذيب موقوف منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2011، معتبرة أن ذلك يمثل "دليلاً إضافياً على ازدواجية معايير قطر فيما يخص حرية التعبير،" وأضافت أن جلسة الحكم تأجلت لعدم مرات علماً أنه يواجه اتهامات بالتحريض على قلب نظام الحكم، وهي "اتهامات يعاقب عليها بالإعدام بموجب المادة 130 من قانون العقوبات." وكان بن الذيب قد امتدح الثورات الشعبية التي شهدتها المنطقة. وفي قصيدة له بعنوان "الياسمين التونسي" قام بتحميلها في مقطع فيديو على الإنترنت في يناير/كانون الثاني 2011، أعرب عن دعمه للانتفاضة وقال: "كلنا تونس في وجه النخبة القمعية" وانتقد "الحكومات العربية" بصفتها "كلهم بلا استثناء حرامية." وسبق أن تلى الذيب قصيدة ظهرت على الإنترنت في أغسطس/آب 2010 وكانت فيها فقرات "مهينة للأمير" وفقاً لتقرير هيومن رايتس ووتش، التي قالت إن الشارع "لم يظهر في أي من الحالتين تجاوزه حدود ممارسة حقه المشروع في حرية التعبير" وفق بيانها. وأثارت القضية الكثير من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة "تويتر،" حيث جرى نقاش واسع للقضية.