دعت مجموعة من الناشطات السعوديات النساء إلى تجديد العهد مع حملة "سأقود سيارتي بنفسي"، مشيرة إلى أن "مفتاح فك الحظر المفروض على قيادة النساء في السعودية سيبدأ من النساء أنفسهن"، في تحد جديد للحظر الذي تفرضه السعودية على قيادة المرأة للسيارة. يشهد المجتمع السعودي منذ أكثر من عام جدلا محتدما حول حقّ المرأة في قيادة السيارة، أحد أهم المطالب التي تنادي بها أصوات الإصلاحيين المحسوبين على التيار الليبرالي في المملكة المحافظة. وأكّدت مجموعة الناشطات في بيان "إن المفتاح لرفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات في السعودية يبدأ بالنساء انفسهن وان هذا هو السبب في انهن يطالبن السلطات بحماية النساء اللاتي يحتجن لممارسة هذا الحق". واضاف البيان "اذا تمكنت النساء من ممارسة هذا الحق عند الحاجة سيعتاد المجتمع كما حصل في تجارب ناجحة "..." لذلك نطالب السلطات التنفيذية بحماية من احتاجت لممارسة هذا الحق، ويأتي ذلك التزاما بما صرح به مسؤولو الدولة ان قيادة النساء قرار اجتماعي بحت يقرره المجتمع، حتى يتم اصدار رخص القيادة للنساء وفتح مدارس تعليم القيادة". كما دعا البيان الرجال الى الجلوس الى جانب الزوجة او الشقيقة او الام السائقة كبادرة دعم. وفي اطار الحملة رفعت سعوديات عريضة مفتوحة للتوقيع عبر الإنترنت إلى العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز يطالبنه فيها بالسماح للنساء في المملكة بقيادة السيارات وخصوصا اللواتي يملكن رخص قيادة من دول أخرى. وتتطالب العريضة التي وقعها حتى الآن أكثر من 600 رجل وامرأة الملك عبد الله بأن يأخذ في الاعتبار هذه المبادرة التي حملت عنوان "سأقود سيارتي بنفسي" وذلك لتشجيع النساء الحاصلات على رخص قيادة من دول مجاورة على الاستغناء عن السائق والبدء بالقيادة عند الضرورة. واعتبرت العريضة أن قيادة النساء للسيارات "ما هي إلا ممارسة لحق كفلته جميع الشرائع والأنظمة المحلية والعالمية ونزعته منا اعراف وتقاليد البعض التي ما انزل الله بها من سلطان" وطالبت ب"التوجيه بالتعجيل لإنشاء مدارس القيادة النسائية والتأكيد بالسماح باستخراج رخص القيادة للنساء". ومن بين الموقعات على العريضة السعودية منال الشريف التي أصبحت العام الماضي رمزا لقضية السماح للنساء بالقيادة في السعودية البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من القيادة. وكانت "الشريف اعتقلت في أيار من عام 2011 لعشرة أيام بعدما نشرت على "يوتيوب" شريطا ظهرت فيه وهي تقود سيارة في شوارع مدينة الخبر. وقالت منال الشريف إنه اذا لم تتحرك النساء فان السلطات لن ترفع الحظر. وفي حين لا يوجد قانون مكتوب يحظر على النساء قيادة السيارة فإن القانون السعودي يقضي بأن يستخدم المواطنون رخصة قيادة صادرة محليا أثناء وجودهم في البلاد. وهذه الرخصة لا تصدر للنساء مما يجعل قيادة المرأة للسيارة أمرا غير قانوني فعليا. وكانت قياديات الحملة قد خططن في البداية لأن تقوم نساء بحوزتهن رخص قيادة دولية سارية بقيادة سيارات في 17 يونيو/ حزيران لكنهن اضطررن الى تأجيل خططهن الى 29 حزيران/ يونيو بعد وفاة ولي العهد الامير نايف الذي عرف بمعارضته الشديدة للسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة. ومنذ نحو عام قامت مئات النساء بخرق حظر القيادة فاعتقلت العشرات واطلق سراحهن بعد التوقيع على تعهد بعدم القيادة مرة ثانية، بحسب ما نقلت ناشطات. وكان عدد من السعوديات لبين في السابع عشر من حزيران/يونيو 2011 دعوة اطلقتها ناشطات لخرق حظر قيادة السيارة المفروض على المرأة. كما وجهت عريضة بهذا الصدد حملت 3500 توقيع الى العاهل السعودي لإلغاء الحظر. وتعد قضية منع المرأة السعودية من قيادة السيارة من القضايا الجدلية في الأوساط المحلية بالمملكة، وبوادر التمرّد عليها ظهرت في تشرين الثاني/نوفمبر 1990 عندما تمّ اعتقال 47 سعودية بتهمة القيادة. والسعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يحظر على النساء فيه قيادة السيارات.. وقد اتخذ قرار المنع بناء على فتاوى اصدرها مجموعة من رجال الدين الذين يملكون نفوذا واسعا بالمملكة العربية السعودية.