مكة أون لاين - السعودية تمثل المطوفات في المؤسسات الست تقريبا حوالي %50 من عدد المطوفين.. ففي مؤسسة جنوب آسيا وحدها يوجد حوالي 800 مطوفة، وفي بقية المؤسسات قد ينقص العدد أو يزيد، ولكن الإجمالي العام في جميع المؤسسات حوالي خمسة آلاف مطوفة. وبالرغم من وجود تقارير عن عمل المرأة المطوفة في معظم الصحف المحلية ومنها صحيفة مكة، والنداءات المتكررة من المطوفات بضرورة الاعتراف بحقهن في العمل، فلا استجابة حقيقية على أرض الواقع، بل حتى اللجنة النسائية التطوعية في مؤسسة جنوب آسيا والتي أدت خدمات متميزة على مدى (خمسة أعوام) من عام 1429- 1433، تم الاعتذار عن أعمالها بحجة عدم الحاجة لها، وقاموا هذا العام بالطلب من كل مكتب تعيين اسم سيدة يكون رئيس المكتب محرمها للعمل. والسؤال الذي يطرح نفسه: وماذا تعمل هذه السيدة الواحدة؟ أم كان القصد وضع أسماء في ملفات للاستهلاك الإعلامي فقط؟ حيث لم توجد خطط عمل واضحة، ولم تكن هناك إدارة فاعلة للعمل. وقد كان للجنة النسائية التطوعية بمؤسسة جنوب آسيا تجربة فريدة كان الأجدر بالمسؤولين دراستها وتعميمها وليس الاعتذار عنها، فقد أدت اللجنة أدوارا ريادية في مجالات متعددة من رعاية للحاجات صحيا، وتفقد أحوالهن ومواساتهن وزيارتهن في المستشفيات في العاصمة المقدسة وفي مستشفيات منى وعرفات وغير ذلك، كما قمنا ببرامج توعية وتثقيف ديني لحاجات بيت الله الحرام، خاصة فيما يتعلق بشعائر الحج والعمرة. وكذلك توطيد أواصر الصداقة مع ضيفات الرحمن وتكوين علاقات إنسانية سامية - لإبراز منجزات خادم الحرمين الشريفين لتطوير الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة - وتقديم صورة واضحة لهذه الشعوب عن دور المرأة السعودية، وخاصة المكية وقدرتها على المشاركة في البناء والتنمية، وكذلك إطلاع الحاجات على بعض التراث المكي والآثار الإسلامية بأخذهن إلى بعض المتاحف مثل متحف الحرمين الشريفين وكسوة الكعبة، وغير ذلك. وكان عدد المستفيدات من البرامج يصل إلى بضعة آلاف حاجة. وأعتقد أن هذه الأدوار قد حققت الكثير من الأهداف في الاندماج الحضاري لتلك الشعوب في بوتقة الحضارة المكية الأصيلة والثقافة الإسلامية النابعة والمتأصلة من هذا القلب الإسلامي النابض بالعراقة والقداسة وبالعقيدة الإسلامية المنصوص عليها بالكتاب والسنة. ولكن للأسف وبالرغم من تصريحات المسؤولين بأنه لا مانع من عمل المرأة، وأنهم يرحبون بذلك طالما أنه متفق مع تعاليم الإسلام، ولكن في الحقيقة لم ينفذ شيء على أرض الواقع، والتجارب ما زالت فردية وهزيلة جدا في بعض المؤسسات، وبعضها ما زال حبرا على ورق. فعدم الاعتراف بالعمل رسميا في المهنة يجعل خدمات المطوفة اجتهادات فردية، وكذلك عدم تعاون بعض رؤساء المؤسسات في دعم المطوفة وبرامجها والتغافل عن نشاطها وخاصة المطوفات اللاتي حققن نجاحات سابقة في ظل إدارات تدعم عمل المرأة، ولكن حينما تأتي إدارة جديدة - للأسف - ليس لديها قناعة بعمل المرأة فهي تتغافل عن نشاطها، فالمطوفة تحتاج إلى دعم لوجستي ومادي للقيام بهذه المهام. لذا لابد من الاعتراف - رسميا - بعمل المرأة المطوفة من خلال إصدار وزارة الحج قرارا يعمم على جميع المؤسسات بأن تكون هناك لجنة نسائية مركزية في المؤسسة تشرف على بقية اللجان في المكاتب واستقطاب الكوادر النسائية الفاعلة من المطوفات، وأن يكون هناك عضو نسائي في مجلس الإدارة يسهم في رعاية شؤون الحاجات في ظل وجود خصوصية للنساء في مظاهر متنوعة جسمية ونفسية وصحية ويكون التعبير عنها أو طلب تقديم حاجة لنفس الجنس أفضل من أن توجه للجنس الآخر، حيث ربما يشعر ذلك إحداهن بالحرج وقد يمنعها الحياء من أن تقدم مطلبها. إن مهنة الطوافة هي حق من حقوق المرأة المطوفة، وقد عملت النساء المكيات بها منذ مئات السنين، وكان الحجاج يأتون من بلادهم باسم المطوفة (فلانة)، منهن على سبيل المثال: المطوفة: آسيا أكرم خان، وبنات الكباريتي - رحمهن الله - والمطوفة رحمة شبانة، وآمنة زواوي، الله يمتعهما بالصحة والعافية. ونتطلع إلى إعادة دور المطوفة وإعطائها حقها في العمل.