للدبلوماسية فنون وجنون وهي منذ أيام الإغريق ثم الرومان تتطور حسب حاجة الشعوب وتتجدد حسب الظروف المتغيرة وهدفها الاساس التقريب بين الأمم وتخفيف العداوات وبناء الثقة بين الساسة والنخب المؤثرة قدر الامكان، وعبر التاريخ استخدمت وأصبح للدول شعارات وهدايا تمثل هويتها ، فقديما استخدم الأباطرة البيزنطيون تقديم البنات الجميلات كهدايا وكانوا يوفدون سفراءهم لانجاز الزيجات وحمل الهدايا والنفائس ومن اشهر القصص الشرق اوسطية قيام المقوقس عظيم القبط بإهداء النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاريتين هما مارية القبطية وسيرين وقد تزوج النبي عليه السلام مارية حيث انجبت منه ابراهيم عليه وعلى امه ام المؤمنين السلام، ومن هنا تبرز أهمية الدبلوماسية في كأداة تقريب بين الشعوب بدل اللجوء لخيار العنف والحرب والتدمير . لقد رحل الرعيل الاول من كبار الدبلوماسيين والذين كانوا يفعلون ما يقولون دبلوماسيا ولم يترددوا في استخدام دبلوماسية التمر وماء زمزم لكسر الجليد واستقطاب القلوب والعقول والاقلام وتحقيق المعجزات وازالة العداوات والشك ..رحل غازي القصيبي ورثاه خصمه عبدالباري عطوان ولا اعرف هل مازال كرتونا التمر وزمزم يصلان لصحيفة القدس العربي ام انقطعا بسبب جفاف الدبلوماسية؟ في مقال لرئيس تحرير صحيفة القدس العربي عبدالباري عطون، اعيد نشره في موقع ايلاف في 18 اغسطس 2010م بعنوان الدكتور (غازي القصيبي وجهة نظر معاكسة) تحدث فيه عن السفير الراحل – رحمه الله - قائلا (اختلف الكثيرون قطعا حول شخصية د غازي القصيبي ولكن ما يتفق عليه الكثيرون كون غازي القصيبي ظاهرة وبركانا يهدأ ويغضب يصالح ويخاصم يصدم وينحنى) ثم يضيف (وفوق كل هذا كان القصيبي يتمتع بأعلى درجات الكياسة والأدب وخفة الظل ويحرص على التواصل مع الخصوم والأصدقاء) والاهم في موضوعنا هو قوله (كان القصيبي يرسل كل عام صندوقين من التمر مع مطلع شهر رمضان الكريم مرفوقين بصندوقين من ماء زمزم في عبوات بلاستيكية ورسالة تهنئة على ورقه الخاص، ثم يقص عطوان انه في احدى المرات لم يصله ماء زمزم فكتب للسفير القصيبي محتجا، وهنا يتصل السفير القصيبي بعطوان ليعتذر له عن عدم ارسال ماء زمزم بسبب رواج اقوال ببيعه واعدا بصندوق تمر اضافي في العام القادم . ويختتم عبدالباري عطوان مقاله ب (الدكتور غازي القصيبي كان يحرص على دعوة معظم اعدائه الذين يختلفون مع سياسة بلاده الى حفل السفارة السنوي بالعيد الوطني السعودي وكنت ألبي الدعوة محرجا وانا الذي اكتب مقالات نارية أنتقد فيها مواقف المملكة السياسية) .. رحم الله الدكتور الموسوعة غازي القصيبي) . لقد رحل الرعيل الاول من كبار الدبلوماسيين والذين كانوا يفعلون ما يقولون دبلوماسيا ولم يترددوا في استخدام دبلوماسية التمر وماء زمزم لكسر الجليد واستقطاب القلوب والعقول والاقلام وتحقيق المعجزات وازالة العداوات والشك .. رحل غازي القصيبي ورثاه خصمه عبدالباري عطوان ولا اعرف هل مازال كرتونا التمر وزمزم يصلان لصحيفة القدس العربي ام انقطعا بسبب جفاف الدبلوماسية؟.