استمعت إلى رابط صوتي إذاعي من برنامج «فتواكم» الذي يُبث على القناة الإذاعية الخاصة UFM «يو أف أم» تحدّث فيه الشيخ عبدالمحسن العبيكان، المستشار في الديوان الملكي بشفافية متنمرة ومباشرة من دون ذكر اسماء من يعنيهم صراحة في حديثه بأنهم يساهمون في الإساءة للدولة من خلال اتباع وسائل الخداع والمكر واستصدار الأوامر إلى جانب إعاقة قنوات اتصاله المباشر بالملك. كما تناول باسترسال غير مسبوق جهود بعض المتنفذين الحكوميين وسعيهم إلى استبدال القضاء الشرعي بالوضعي بعد حين وتنفيذ خطط تغريب المرأة من خلال تأنيث محلات مستلزمات النساء وفتح مجالات العمل وعدم تخصيص مصعد خاص للنساء في وزارة العدل بالرياض! كما كشف الشيخ العبيكان عن موقف سلبي متورّم نحو الكثير من وسائل الإعلام والإعلاميين وبخاصة اللجنة الإعلامية بوزارة الثقافة والإعلام، كما عرّج كذلك على دوره الشخصي في محاربة الفساد إلى جانب مطالبته وزير العدل ورئيس مجلس القضاء الأعلى بتسيير أعمال الوزارة والمجلس بالطريقة التي يعتقد انها صحيحة بعدم السفر إلى دول العالم واقتراف الخطأ الجسيم المتمثل في «اصطحاب الحريم من وزارة التربية والادعاء بتصحيح الصورة المغلوطة عن المرأة السعودية والقضاء السعودي عمومًا» حسب قوله! تعامل وزارة العدل مع حديث الشيخ في البرنامج كان في منتهى المهنية من خلال التواصل الإلكتروني وفتح قنوات التواصل مع منتقديها بشفافية. الخطأ الجوهري هو في الخطاب الإعلامي الذي وظّفه الشيخ لمعالجة هذه الأمور بحيث طغى عليها شعور الشخصنة والعاطفة المخلة وادعاء امتلاك كامل المعرفة بدلًا من التشجيع على دعوة اتخاذ القرارات الحكومية ما ذُكر أعلاه جزء مما ذكره الشيخ في الحلقتين الإذاعتين، حيث أستسيغ شخصيًا الاستماع إلى حديثه الاذاعي والتليفزيوني في كثير من الاحيان لما يتصف طرحه من هدوء واتزان وفي الكثير من الاحيان الوسطية في تناول وحل القضايا الأسرية والمجتمعية المستجدة عمومًا. ولكن أداء الشيخ في الحلقتين المذكورتين وتفسيراته وتخريجاته واعتراضاته التي لم يبخل في توزيعها على كافة وزارات الدولة الخدمية وغيرها أظهرته وكأنه يقول: انا تجمّعت لدي كافة المهارات والعلوم والتجارب الشرعية والإدارية والتنظيمية والشخصية، ففيما مضى من الوقت وبما سيأتي منه مستقبلًا لتسير دفة القضاء والعدل والصحة ومعالجة البطالة وإدارة المشاريع ومحاربة الفساد، وشل يد التغريب والوقوف شوكة في حلق الإعلام والمستفيدين منه بملايين الريالات. نعم أعترف ويعترف غيري الكثير ممن استمعوا إلى حديث الشيخ الإذاعي بأن الكثير من الأمور الإصلاحية التي طرحها فضيلة الشيخ كانت تصبُّ في خانة المساهمة في تحسين بيئة الإصلاح وتحسين سُبل معيشة المواطن ورفاهيته ولكن الخطأ الجوهري هو في الخطاب الإعلامي الذي وظفه الشيخ لمعالجة هذه الأمور بحيث طغى عليها شعور الشخصنة والعاطفة المُخلة وادعاء امتلاك كامل المعرفة بدلًا من التشجيع على دعوة اتخاذ القرارات الحكومية وتنفيذ مشاريعها وخططها من خلال العمل المؤسساتي الموضوعي البحت لا الشخصاني، كما طالب به رسميًا من خلال الخطابات الرسمية والدعوات الإذاعية والشكوى من عدم تمكّنه من مقابلة خادم الحرمين الشريفين. بقدر ما توفره وسائل الإعلام الجديدة من قنوات اتصال وتواصل متعددة وثرية وحرة إلا أنها في بعض الاحيان تعمل كمقصلةٍ لمن يسعى إلى المحافظة دومًا على التوهّج الاعلامي المستمر والحظوة اللا نهائية والمكانة الاجتماعية الأزلية في كل الاوقات والأزمنة! هنا تبرز أهمية التعامل الذكي والفطن مع تلك الوسائل الجديدة ولكن ليس بأسلوب وعقلية والأطر الفكرية القديمة! رابط للتسجيل الصوتي للحلقة http://dlnserver11.al-obeikan.com/al-obeikan/Ftwakom2012-04-5.mp3