وانتهى العيد.. ومضى بلون آخر وطعم آخر، فرحنا به في داخل المملكة بالأمن والأمان. وأصابنا فيه الكمد والضيق والغضب الظاهر والمكتوم مما يجري حولنا وعلى جيراننا وإخواننا في دول عربية، ولا شك أن أكثرها إيلاما ووخزا ووجعا هو البطش البربري الدموي الذي يقع على إخواننا في سورية، البطش الذي يقع على شعب بريء أعزل إلا من الكرامة والإصرار على حياة حرة كريمة، لم يستطع الطاغية ولا أجهزته القمعية المسلحة بكل أدوات الحرب والإرهاب أن تطفئ إيمان الشعب بحقوقه وحريته وتصديه للطغيان ورفضه للعبودية. هذا العيد «غير» عند إخواننا وجيراننا؛ متشح بالدم وبالإصرار، يعلو فيه نحيب الأمهات وهتاف الجماهير بسقوط الطاغية على أصوات دباباته ومدافعه الموجهة للشعب الأعزل الصامد. وغدا بإذن الله سيرتفع التكبير والهتاف من كل شرفة منزل كما علت في طرابلس الغرب فرحا بزوال الطاغية الآخر. أي عيد هذا الذي نفرح به ودماء الأبرار الزكية تسفك ظلما على مسمع العالم دون أن تجد غير التنديدات، ما الذي يمنع من نصرتهم بما يحد من جبروت الطاغية ويكسر قوته؟ هل ما تزال قوى العالم ترجو منه نفعا وقد باع فيها وتاجر وتآمر ونكث كل العهود؟ ليس أمام شعب سورية الأبي إلا الصبر والصمود وأن يرفعوا من وتيرة جهادهم قدر ما يستطيعون، إنه أيها المناضلون الأبرار عيد الحرية والعدالة الذي سيشرق نوره بإذن الله.