رفضت الشابةالإماراتية منار أن تستسلم لإعاقة فقدان البصر التي أصابتها في بداية عمرها، وقرّرت أن تتحدى ظلمة العينين وتواصل طريق العلم حتى حصلت على شهادة الحقوق، وتتدرّب على وظيفة محام عام عن دولة الإمارات، لتكون أول كفيفة في هذا المنصب. وذكرت الراية القطرية, السبت 12/9/2009, أن منار محمد الحمادي كانت في الصف الأول الابتدائي حين أصابها نزيف حاد في إحدى عينيها لإصابتها بآلة حادة أثناء اللعب، ودخلت رحلة علاج عاجلة تعرضت خلالها لخطأ طبي أفقدها القدرة على الإبصار. وظلت منار ترى بعين واحدة، لكنها أصيبت بعد أقل من عامين بما يسميه الأطباء (تعاطف العين)، ويقصد به تأثر العين المبصرة بما جرى للعين الأخرى، ففقدت الأخرى نعمة البصر أيضا. وقضت منار "أيامًا صعبة تعاني ألم فقدان البصر، وعاشت في عزلة واكتئاب، وظلت لسنوات طويلة غير متقبّلة وضعها ككفيفة، وتعيش على أمل أن تسترد بصرها". لكن "ذلك لم يحدث, فقررت تحدي إعاقتها، والتحقت بمدارس لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة لتدرس طريقة برايل، التي تساعد فاقدي البصر على القراءة والكتابة". ولم تكتفِ بمرحلتي التعليم الابتدائي والإعدادي, "اللتين اجتازتهما بتفوق"، وقرّرت أن تلتحق بمدارس عامة لدراسة مناهج المرحلة الثانوية, حسبما ذكرت الصحيفة الإماراتية. وبعد أن اجتازت مرحلة الثانوية العامة, قررت أن تلتحق بمرحلة التعليم الجامعي، فالتحقت بكلية القانون في جامعة الشارقة بعد أن وافقت على قبولها، وتفوقت فيها على زملائها المبصرين، واجتازت الدراسة فيها بتقدير جيد جداً، والتحقت بمعهد التدريب القضائي، الذي يؤهلها للعمل محامية، وبعدما أنهت دراستها فيه اتجهت إلى العمل في السلك القضائي, موضحة أنها "اجتازت اختبارات عدة من قبل قضاة، وأصبحت أول كفيفة تقبل في السلك القضائي". ولم يبقَ سوى أشهر قليلة لتنهي منار تدريبها، وتصبح أول إماراتية كفيفة في منصب محام عام عن الدولة, ولن تتوقف منار عند هذا الحد كما تقول، بل ستعمل على مواصلة طريقها الدراسي، حتى تحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في القانون.