أكد ل «عكاظ» عدد من المعوقين المتفوقين أن الإعاقة ليست معول هدم وتراجعا للخلف وإنما إصرار لتحقيق التميز، وطالبوا بتسهيل قبولهم في الجامعات وتوفير المزيد من الوسائل المساعدة في العملية التعليمية. هؤلاء نماذج ل 40 معوقا ومعوقة تفوقوا في مجالات عدة واستحقوا التكريم تلو التكريم ولعل آخرها جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق العلمي. وقد تحدثوا ل «عكاظ» قبيل صعودهم منصة التكريم مؤخرا:- فرحان آل رشيد شاب طموح لم تمنعه إعاقته (الحركية الفكرية) التي ولد بها من أن يصبح معلقا رياضيا، فقد اختير ضمن من سيجري تكريمهم في حفل جائزة الشيخ محمد بن سلطان للتفوق العلمي لحصوله على المركز الأول في التعليق الرياضي، ويؤكد فرحان أنه لم يواجه أية صعوبة تذكر، ولم ينس فضل والده رحمه الله، إذ وضعه على أول طريق التفوق، وأكملت والدته المسيرة. يؤكد فرحان أن الإعاقة جعلته أكثر عزما وإصرارا على تحقيق هدفه وأن يكون عضوا فاعلا في المجتمع من خلال تفوقه الدراسي، وتنمية موهبته الرياضية حتى أصبح معلقا رياضيا، ويرى أن المعوق يحتاج لمزيد من تقبل المجتمع له والاهتمام به خصوصا فيما يتعلق بالمناهج الدراسية. من جهتها، تقول عهود عيسى بعيطي، من برنامج العوق البصري بمنطقة جازان ومن ضمن المكرمات في مجال التفوق العلمي، «أثناء وجودي في مرحلة الدمج كمستجدة مع المبصرات واجهت صعوبة في التعامل مع المواد التعليمية المخصصة للمبصرات، وكان تدوين المواد بطريقة برايل وتسجيلها على أجهزة التسجيل السمعية لمواكبة الزميلات يحتاج لكثير من الوقت والجهد»، واعتبرت والديها هما من أضاءا لها طريق النجاح. وتضيف، أن حصولي على جائزة الشيخ محمد بن سلطان للتفوق العلمي هو مقياس لنجاحي ومعيار تفوقي، وبالرغم من وجود الدافع والعزيمة على التفوق إلا أن إعاقتي كانت أهم دوافع تفوقي العلمي، لأنني في ذلك أردت تحدي الذات والعزم على قهر المعوقات التي تواجهني ككفيفة. وترى عهود أن المعوق يحتاج للدعم المعنوي لتعزيز لغة تواصله مع المجتمع الذي يوجد فيه حتى يستطيع أن يبرز إمكانياته وقدراته سواء العلمية أو الثقافية، ويحتاج للدعم المادي لمساعدته في تيسير دراسته. وقالت فاطمة جواد سلمان، ثانوي أدبي بمعهد النور للكفيفات بالأحساء، «إعاقتي كانت بمثابة تحد لي، فكان كل ما أطمح إليه هو أن يشار لي بالبنان، فيقال هذه الطالبة الكفيفة تحدت إعاقتها وحققت إنجازات يعجز الأسوياء عن تحقيقها، فحرصت على تحقيق التفوق العلمي منذ صغري واستفدت من تشجيع أسرتي في المجال العلمي في الحصول على عدة جوائز منها جائزة الأمير محمد بن فهد وبعض الجوائز الأخرى من معهد النور وقرية الحبيبة، آخرها جائزة الشيخ محمد بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع». وأضافت، «واجهتني بعض الصعوبات لكنني تخطيتها، ومنها حينما انتقلت من التعليم العام إلى التعليم الخاص بمعهد النور للكفيفات وحاولت أن أوفق بين تعليمي لطريقة برايل وبين متابعة تعليمي وعدم التأخر الدراسي فنجحت في تخطي هذه العقبة». ندى الهاجري طالبة في مرحلة الكفاءة في معهد النور بالرياض تفوقت في مجال الأعمال اليدوية، أكدت أنها لم تواجه أية صعوبة تذكر، حيث إنها لم تفقد بصرها كليا بل تعاني من ضعف شديد في البصر، دون أن يمنعها من أن يكون لديها العزيمة على التفوق، وتضيف بفضل الله ثم بدعم والدي لي وتشجيعهما حافظت على تفوقي ولن أنسى دعم معلمتي سارة العنزي التي رشحتني لجائزة الشيخ محمد بن صالح، مشيرة إلى أنها منذ صغرها تهتم بالأعمال اليدوية والرسم، متمنية أن تلتحق بقسم علم النفس وتصبح أخصائية نفسية. الشاب محمد سعد (كفيف) بثانوية سعيد بن جبير في الدمام تفوق في المجالِ التقني عن طريقِ إقامة العديد من الدورات لتدريب الكفيفين على الحاسب الآلي، وعلى استخدام أجهزة apple الذكية، كالآيفون والآيباد والآيبود، ويعد محمد نموذجا للشاب الذي لم تقف الإعاقة البصرية حاجزا أمامه بل على العكس كانت دافعا للتميز. وقال، أردت من خلالِ هذا التفوقِ أن أوصل رسالة للجميع مفادها أن الكفيف قادر على فعلِ أي شيء مادامت العزيمة موجودة نحن مثلكم تماما منا الناجح وغيره ولكن في كثير من الأحيانِ يبرز أصحاب الإعاقة وينجحون، وهناك العديد من المفاهيم الخاطئة التي يعتقدها غالبية الناس عن المكفوفين. من جهته يقول عبدالرحمن العقيل (كفيف بصري وطالب في كلية الشريعة) «تفوقت في المرحلة الثانوية وتخرجت منها بتقدير ممتاز بتشجيع والدي فلهما دور عظيم من خلال توجيهاتهما وإرشادهما وتهِيئة الأجواء المناسبة لي، ولن أنسى دور أساتذتي الذين بذلوا جهدا معي وزملائي حتى تخرجنا، ومن الصعوبات التي واجهتنا عدم توفير الكتب بطريقة برايل من وزارة التربية والتعليم في المواد العلمية، كذلك الحاجة لبعض الوسائل المساعدة لكن كل ذلك تخطيناها بابتكار وسائل من قبل المدرسين والطلاب». وأضاف، أن الجامعات بعد تخرجنا لم نجد منها المساعدة والتشجيع لاستمرارنا في الدراسة في الأقسام العلمية، وخاطبنا العديد من الجامعات ولم نجد منها أي تجاوب.