بعد مرور ما يقرب من 200عام على ميلاد لويس برايل، ما زالت أبجدية النقاط البارزة التي ابتدعها للتغلب على فقد بصره تؤثر في حياة المكفوفين في جميع أنحاء العالم. وولد برايل في الرابع من كانون ثان - يناير عام 1809في قرية صغيرة بالقرب من باريس، وكان أبوه يعمل سروجيا، وأصيب برايل في عينه بمثقاب الجلد في ورشة والده وهو في الثالثة من عمره، وانتشر الالتهاب الناجم عن الحادث في كلتا عينيه وأصبح برايل بعد فترة قليلة كفيف البصر .ورغم فقد بصره إلا أن برايل واصل تعليمه في مدرسة القرية حتى سن العاشرة، إلى أن التحق بالمؤسسة الملكية للشبان المكفوفين في باريس.وهناك وبعد أن كان زملاؤه يغطون في النوم، بدأ برايل بثقب النقاط على سطح خشبي أملس ليجعل منها حروفا أبجدية . واستوحى برايل هذه الطريقة من أبجدية عسكرية سرية صممت لتوصيل الرسائل للجنود في الظلام، ليبتكر منها برايل نظاماً من ست نقاط تصل إلى 63من تراكيب الاحرف البارزة الممكنة .وعندما أكمل برايل نظامه الأبجدي، تمكن من وضع جميع الحروف اللاتينية بالإضافة إلى أرقام من صفر إلى 9، كما نجح في وضع رموز رياضية وعلامات ترقيم . ورغم ابتكار هذه الطريقة في عام 1829، فإن أبجديته مازال يستخدمها إلى اليوم ما يقرب من 150مليوناً من المكفوفين حول العالم. ومازالت هذه الطريقة شائعة في قطاعات التعليم و العمل، رغم تطور أجهزة الكمبيوتر المخصصة لمساعدة المكفوفين على القراءة. وفي الواقع فإنه لم تكن هناك أي لغة للمكفوفين قبل ظهور طريقة برايل أو بعدها تمتعت بمثل هذا الثبات الذي تتمتع به هذه الطريقة . ولايرجع ذلك فقط الى أن طريقة برايل تتسم بسهولة التعلم، ولكنها توظف أيضا كلاً من القراءة والكتابة في وقت واحد. وقال بيتر براس رئيس جمعية مستخدمي الكمبيوتر من فاقدي البصر: "يمكنك القيام بالكثير من الاعمال باستخدام أجهزة الكمبيوتر والتكنولوجيا السمعية، ولكن مع استخدام وسائل الإعلام المسموعة فحسب فإنه يمكنك ان تصل الى هؤلاء الذين لم تعد لديهم القدرة على القراء ة والكتابة بأنفسهم". وبما أن الناس بحاجة الى القدرة على قراءة الاخطارات والرموز والعلامات والملاحظات خلال حياتهم اليومية فإن طريقة برايل مازالت هي الطريقة التي لاغنى عنها بالنسبة للكثيرين . وأكمل برايل أبجديته وهو في السادسة عشرة من عمره وبعدها أصبح مدرسا، يقوم بتدريس طريقته حتى وفاته في عام 1852جراء الإصابة بالسل الرئوي . ورغم شهرته في حياته، إلا أن أبجديته لم تنل الإعجاب في جميع أنحاء العالم إلا بعد وفاته بسنوات ونظرا لاسهامه في خدمة المجتمع، نال برايل تقديرا حول العالم.وفي عام 1952، نقلت رفات برايل إلى مقبرة العظماء في فرنسا، وهو المكان الذي توارى فيه جثامين أعظم رجال ونساء الأمة.