قالت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية أمس الأحد إن روسيا اقترحت على نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أن يتولى مهام الرئيس بشار الأسد لفترة انتقالية إلى حين إجراء انتخابات، على أن يحصل الأخير على لجوء سياسي في موسكو، وأن الشرع زار موسكو قبل عدة أيام. ونقلت (معاريف) عن مصدرين إسرائيليين رسميين قولهما إن الشرع زار موسكو سرا في 16 ديسمبر الجاري، والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومسؤولين آخرين. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن مسؤولين في الكرملين أقروا بزيارة الشرع لموسكو على خلفية الأزمة التي تشهدها سورية والاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، لكن المسؤولين الروس رفضوا الإفصاح عن تفاصيل أخرى. وتابعت الصحيفة أن الاقتراح الروسي هو أحد الاقتراحات لحل الأزمة في سورية، وأن الولاياتالمتحدة توافق عليه. إلى ذلك دعا المجلس الوطني السوري اكبر حركات المعارضة، الجامعة العربية التي يفترض ان تصل بعثة من مراقبيها الى دمشق اليوم الاثنين، الى التوجه الى حمص (وسط) حيث «يحاصر» آلاف الجنود حي بابا عمرو المتمرد. وتشكل حمص ثالث مدن البلاد وتبعد حوالى 160 كلم شمال دمشق، معقل الحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الاسد التي بدأت منتصف مارس. وقد شهدت تظاهرات كبيرة ضد السلطات الى جانب مواجهات بين الجيش ومنشقين عنه، حسب المعارضة. وقال المجلس في بيان ان «حي بابا عمرو شهد منذ الصباح (أمس) حصارا شديدا وتهديدا خطيرا باقتحام احياء من المدينة بقوة عسكرية تقدر باربعة آلاف شخص». كما اشار الى «قصف شديد طال حمص طوال الأيام التي مضت». وحذر المجلس من «تهديد حقيقي بارتكاب مجازر وجرائم بحق الانسانية في حمص التي يستغيث اهلها وينذرون بالخطر المحدق بهم ان لم تتحرك الجامعة العربية وترسل مراقبيها الى هناك فورا». ودعا المجلس الوطني السوري المراقبين العرب الى «التوجه بشكل عاجل وفوري الى حمص والدخول الى الاحياء المحاصرة فورا والقيام بالواجب الذي حضروا من اجله». وكان المرصد السوري لحقوق الانسان دعا السبت فريق مراقبي الجامعة العربية الى التوجه «فورا» الى حمص بعد العثور على جثث اربعة مدنيين «تحمل آثار تعذيب». وكانت بعثة تابعة للجامعة العربية وصلت الخميس الى دمشق للاعداد لمهمة مراقبيها. وقال رئيس الوفد سمير سيف اليزل انهم «اكثر من خمسين خبيرا عربيا من مختلف المجالات لاسيما السياسي وحقوق الانسان والعسكري». وعقدت البعثة السبت اجتماعا مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وصفه جهاد المقدسي الناطق باسم وزارة الخارجية «بالايجابي». وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وقع الاثنين في القاهرة وثيقة تهدف الى حماية المدنيين وتقضي بنشر هؤلاء المراقبين. وطلب المجلس الوطني السوري من المراقبين «التوجه الى كل المناطق الساخنة في سوريا او الانسحاب وانهاء المهمة ان لم يكن ذلك ممكنا لهم». وحمل الجامعة العربية والمجتمع الدولي «مسؤولية الدماء التي تنزف في سوريا والمجازر التي يرتكبها النظام». وتقدر الاممالمتحدة عدد القتلى في سوريا منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس بنحو خمسة الاف شخص. ويقول المحتجون ان القتلى يسقطون برصاص قوات الامن والجيش بينما تتحدث السلطات السورية عن «مجموعات مسلحة» لا عن متظاهرين سلميين كما تؤكد الدول الغربية ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان. وقد شارك الاف الاشخاص السبت في تشييع ضحايا تفجيرين انتحاريين اوقعا 44 قتيلا قرب اثنين من المقار الامنية في دمشق الجمعة. واتهمت جماعة الاخوان المسلمين النظام بالوقوف وراء هذه الاعتداءات وبمحاولة الصاق التهمة بها بينما رأت السلطات السورية «اصابع القاعدة» في الهجومين. إلى ذلك، قتل عشرون مدنيا السبت في مناطق مختلفة من البلاد ستة منهم في حمص (وسط) وثلاثة في درعا (جنوب) معقل حركة الاحتجاج كما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان. ومن بين الضحايا مسؤول سابق في حزب البعث في حمص قتل مع زوجته بالرصاص داخل منزلهما.