مع تزايد وانتشار ظاهرة وجود المتسولات عند إشارات المرور، وخاصة في المدن الكبرى، حيث يتعرض المواطنون والمقيمون في المملكة وهم في سياراتهم أو في مكاتبهم لمضايقات من قبل المتسولات اللاتي يكثرن في الطلب, وإن تطلب الأمر الاستعراض والميوعة. ذلك الأمر ليس ضربا من الخيال، فالشاب حمد الماجد عاش أحد هذه المواقف منذ أسابيع وهو في طريقه إلى منزله في حي الجلوية بالدمام، وأوضح حمد في حديثه ل (عناوين), أنه أغفل إغلاق أبواب السيارة, فما كان من إحدى المتسولات إلا أن استغلت عدم وجود ركاب معه في السيارة وخلو الشارع من السيارات, فقامت بفتح باب السيارة الأمامي وجلست"، مشيرا إلى أنه أحس بالذعر من تصرف المتسولة, فما كان منه إلا أن قام بإخراجها من السيارة بشكل لا إرادي, والانصراف عن الشارع بسرعة قصوى. وذكر مواطنون آخرون ل (عناوين), حدوث مضايقات عديدة من المتسولات، منوهين بأن المتسولة لا تبتعد عن السيارة التي تقف بجوارها إلا بأخذ مبلغ من المال. وأشاروا إلى أن كثيرا من الناس يعطون المتسولة المال لإبعادها عن طريقهم, إذ تأخذهم بها الشفقة والرحمة لرؤيتها وهي تحت لهيب الشمس, كما أن بعضهن يكن مصطحبات أطفالهن. من جانبه أوضح العميد يوسف القحطاني الناطق الإعلامي باسم شرطة المنطقة الشرقية, أن أغلب النساء المتسولات المقبوض عليهن هن غير سعوديات, وأنه قد تم إيقاف عدد منهن في الفترة الأخيرة, مشيرا إلى أن الشرطة مع جهات أخرى هي من تتولى أمرهن كمكافحة للتسول. وأضاف العميد القحطاني, أنه في حال كان المقبوض عليها سعودية الجنسية يتم إحالتها إلى الشؤون الاجتماعية لدراسة وضعها إن كانت متسولة للحاجة أم لأسباب أخرى, أما إن كانت غير سعودية, وهو الأكثر حدوثا, فتحال إلى دائرة الترحيل لترحيلها إلى بلدها. كما أشار العميد يوسف القحطاني إلى أن بعض الحالات المقبوض عليها تكون متكررة, فهؤلاء يحالون إلى مكتب مكافحة التسول للتحقيق معهم. وفي السياق ذاته أوضح الدكتور طارق الحواس عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام, أن الإسلام عالج ظاهرة التسول قبل وجودها من خلال التكافل الاجتماعي الإسلامي والزكاة، منوها بأن الإسلام لم يجيز السؤال إلا في حالات محصورة, منها: من كان عليه دين أو فقد ماله كله. وأضاف الحواس: "رغّب الإسلام في التعفف، وغرس العزة والكرامة في نفوس المسلمين"، مشددا على ضرورة أن يحوّل من يقدم على السؤال إلى الجهات المختصة حتى تتثبت من حاجته. وأشار الحواس إلى أن كثيرا من المتسولين يزوّرون أوراقا تثبت حاجتهم أو يتمادون في الطلب، قائلا: "لذا على أي شخص التثبت من أمر السائل قبل أن يعطيه حتى لا يتحول الأمر إلى صنعة لبعضهم". وطالب الحواس الشباب والرجال بالانتباه وعدم تعريض أنفسهم لمواقف مع المتسولات، مضيفا: "أرجو أن يغلقوا الأبواب وألا يسمحوا لأي امرأة لا يعرفون هويتها بالركوب معهم".