استفحلت ظاهرة التسول من جديد مع موسم الحج وتعددت صوره وانتشرت أكثر في المناطق التي يرتادها الزائرون بالأماكن المقدسة في مكةالمكرمة، والمدينة المنورة.. والمتسولون يقابلون المجتمع بالإحراج والضغط النفسي المغرض لإعطائهم المال، ويواجه المجتمع الكثير من الانتقادات لطلب الجهات المختصة لضبط المتسولين وتخفيف ضغطهم على كاهل الشوارع والطرق العامة منهم. وتذمر الكثير من المواطنين جراء تلك المضايقات التى تقابلهم في الكثير من أماكن تنقلهم سواء في الشوارع وإشارات المرور، وأمام بوابات الأسواق، وقرب الصرافات، لتصيد زبائنهم هناك بعد التضييق عليهم. التضييق والإحراج يقول أحمد العسيري: حين أقوم بالصرف من الصرافات البنكية، لا أنفك من أن أنتهي إلا وسيارتي يحوطها الكثير من الأطفال المتسولين بحالة إذ أعطيت أي واحد منهم يفزع بقيتهم لأن أعطيهم مثل الذي أعطيته، وحين دخول أحد الأسواق أتفاجأ بالتواجد العديد من المتسولين حولي مما يسبب لي إحراجًا شديدًا فلا أستطيع أن أبعدهم عني إلا بإعطائهم لكي يبتعدوا، فأولئك المتسولون لا يبتعدون إلا بعد أن تعطيهم أو أنهم يرفضون الابتعاد إلا بمخاصمتهم وإبعادهم عنك بعد أن تلفت الأنظار لديك. الاستعطاف واشارمحمد القحطاني إلى أنه لدى بعض الأطفال المتسولين الموهبة التي يفقدها الكثير من الذين يحضرون الدورات النفسية، فإنهم فئة متقنة للتمثيل فيستطيعون أن يجذبوا عاطفتي بكل يسر وسهولة، فأنا أعلم ان بعضهم متسول كاذب وأوقن بذلك، وما أن يأتيني متسول إلا أعطيه دون أن أشعر، والبعض من تلك الفئة المتسولة قد يكونون مصدرًا مشبوهًا أمنيًا. مكافحة التسول وقد أشار من جانبه مدير مكافحة التسول بجدة سعد الشهراني إلى أن الإحصائيات تشير إلى أن نسبة عالية من المتسولين المقبوض عليهم هم من الأجانب، إذ تتراوح نسبة السعوديين من المتسولين بين 13 - 21 % بينما تتراوح نسبة الأجانب من المتسولين بين 78 - 87 % من خلال إحصائيات آخر ثماني سنوات في إشارة واضحة للنسبة العالية التي يمثلها المتسولون الأجانب، إذ يستغلون التكافل والبر والرحمة التي يحض عليها الدين الإسلامي في استدرار العطف. التوجيه والإصلاح وتهدف إدارة مكافحة التسول إلى تحقيق أسس التوجيه والإصلاح السليمة للمتسولين السعوديين حيث يوجه ذوو العاهات والعجزة من المتسولين، مثلًا إلى دور الرعاية الاجتماعية للاستفادة من خدماتها، ويحال المرضى إلى المستشفيات المتخصصة حيث تقدم لهم الرعاية الصحية المناسبة دون مقابل أما المحتاجون ماديًا فتصرف لهم المساعدات المالية من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية، كما يحال الصغار والأيتام الذين تنطبق عليهم لوائح دور التربية إلى هذه الدور حيث توفر لهم الإقامة المناسبة والتنشئة الاجتماعية السليمة، أما المتسولون الأجانب الذين يشكلون نسبة عالية من المتسولين فإن مهمة متابعتهم وإنهاء إجراءات ترحيلهم تعنى بها الجهات الأمنية المختصة. المتسولون وأضاف الشهراني: أن هناك جدولة زمنية تقوم بها مكافحة التسول مع ثمان من الجهات المختصة للقبض على المتسولين من أي شكل من الأشكال، ويكون في حالة القبض على المتسول له أمران: إن كان المتسول سعوديا فيأخذ به الى المكتب ويوقع عليع تعهدًا بألا يقوم بعمل مثله، ويدرس حالة السعودي فإن كان كبير السن ولا يجد مكانًا يلجأ له فيتم أخذه الى دور الرعاية أو رفع اسمه إلى وزارة الشؤون الاجتماعية لصرف ضمان إجتماعي سواء للرجل أو المرأة، فيما يتم التصرف مع الأجانب بحسب إقامتهم، فأغلبيتهم مجهولون ويتم ترحيلهم إلى بلدانهم.. وأنه في كلا الحالتين إن تم القبض على المتسول وبحوزته «مال» إن كان مبلغا ما دون ال(5000 ريال) يتم أخذه الى دور الرعاية الاجتماعية، وإن كان مبلغا طائلا يتم الرفع به إلى المحكمة وإصدار قرار بصرف المال لأي وجهة معينة. الشرطة ومن جانبه أكد الناطق الإعلامي باسم شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد أن المتسولين لا يشكلون قضية جنائية وليست عاملا يسبب الفوضى أو الخوف أو قد يسببوا بعض التخريب؛ وهم مجموعة من الأشخاص ذوو طرق وأساليب (ترحمية) لكسب عاطفة الأشخاص، وأنه يتم القبض عليهم بوجود أفراد من الشرطة مخصصين للمشاركة مع إدارة مكافحة التسول، ويتم أيضا القبض على متسولين من قبل أفراد الشرطة دون مشاركة مكافحة التسول، وأن الجهة المعنية بكل ما يخص المتسولين هي إدارة مكافحة التسول.