سنوات طويلة من الإبداع صنعتها المخرجة الكبيرة «إنعام محمد علي» التي أبدعت في دراما السيرة الذاتية بثلاثة أعمال تليفزيونية هامة هي «أم كلثوم»،»قاسم أمين»،»مشرفة رجل من هذا الزمن»، وهي المخرجة الوحيدة التي حصلت على جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعمالها، ومن أمنيتها تقديم مسلسل سعودي . وفي حوار معها حول أبرز أعمالها الفنية وآرائها في الدراما والسينما وما هو جديدها، كان لنا معها الحوار التالي. لماذا نرى أعمالك الدرامية كل أربع أو خمس سنوات، هل لأنك تبذلين مجهودا كبيرا في التحضير للعمل أم لماذا؟ هذا يرجع كوني أختار أعمالا ليست بسيطة أو سهلة، فمثلا حينما أخوض في مجال السيرة الذاتية أشعر بأنني أعد لدرجة علمية، حيث إن جمع المعلومات والتحضير للعمل والبحث عن مفردات كل شخصية واقعية داخل العمل مع تنوعها ومعايشة تفاصيل حياتهم قبل البدء في تنفيذ العمل، كل ذلك يتطلب مايقرب من عامين أو أكثر، فمثلا في مسلسل «أم كلثوم» جمعت معلومات وافية عن حياتها منذ طفولتها وحتى رحيلها خلال 75 عاما، تنوعت مابين 1500 صورة تمثل مراحل عمرها بالإضافة إلى ملابسها وصور لتسريحات الشعر وأغنياتها كاملة سواء تواشيح الفترة الأولى ثم بدايتها في القاهرة وانتقالها إلى الاغاني التي تصحبها التخت وتطورها مع القصبجي وبقية الملحنين،الموسيقى التصويرية والاغاني التي تم إعدادها للمسلسل حرصنا أن تتماشي مع كل فترة من حياتها، كما تمت دراسة كل شخصية من الشخصيات الموجودة في العمل سواء فنية أو سياسية، وكل ذلك تكرر في كل مسلسل من مسلسلات السيرة الذاتية التي تم تقديمها. لماذ تفضلين العمل في مسلسلات السيرة الذاتية إذا كانت تحتاج كل هذه الطاقات والوقت؟ لانها أعمال صعبة قليلون من يستطعون التصدي لها، وأرى أن الفن لا يقدم للتسلية بل للمعرفة والارتقاء بالمشاهد، فنحن كي نبني المواطن يجب أن يعلم ماضيه ليستطيع أن يبني حاضره ومستقبله، وليس هناك أجمل من الصورة التي يمكن أن تجسد التاريخ فيكون حيا أمام المشاهد ويؤثر فيه بشكل كبير فيكون شديد الالتصاق برموز وطنه مما يحفزه على الاحتذاء بهم. لماذ لا نجد تواجدا في السينما على نفس القدر على الشاشة الصغيرة؟ لقد بدأت في التليفزيون وحققت فيه مستوى جيدا من النجاح، وكنت أشعر أن التليفزيون بيتي لأنني كنت إحدى قياداته السابقة كنائب رئيس قطاع الإنتاج ووكيل وزارة به، وحينما بدأت العمل بالسينما قدمت من خلالها خمسة أفلام فقط كان أبرزها «حكايات الغريب» و»الطريق إلى إيلات»، وإن شاء الله في طريقي للفيلم السادس ويحمل رسالة إنسانية للعالم العربي والإسلامي. هل تفكرين في تقديم عمل يتناول المتغيرات الناتجة عن ثورة 25 يناير ؟ كنت أتمنى تقديم عمل يتناول المتغيرات التي طرات على الشعب المصري بعد الثورة، ولكني مازلت أبحث عن النص المناسب، وحاليا يجري تجهيز السيرة الذاتية الرابعة التي ستتناول مسيرة الإقتصادي المصري الكبير طلعت حرب. ماهي شروط نجاح الفيلم العربي؟ أرى أن الشرط الأول والأساسى لنجاح الفيلم هو إعجاب الجمهور به لأن السينما فى المقام الأول تصنع من أجله، وفن السينما ولد بين الناس فى أحد مقاهى باريس، ويجب على الفنان الاهتمام برأى الجمهور فهم من يحددون مواطن الضعف والقوة فى عمله وهذا نوع من أنواع الاستفتاء الذي يحكم الجمهور من خلاله إن كان العمل جيداً أم لا. ما رأيك في ارتباط النجم بشباك التذاكر؟ وهل هو عنصر جذب للجمهور؟ إن النجم يجذب الجمهور لمشاهدة الفيلم ثلاثة أيام وبعد ذلك يأتى الجمهور حبا فى الفيلم، فالنجم هو فاترينة للجذب، وعن صناعة النجم أكدت أنها لا تأتى مرة واحدة ولكن بخطوات مرتبة، فصناعة النجم تتطلب منتجا ملما بفن هذه الصناعة. ما أسباب المبالغة في أسعار النجوم في وقتنا الحالي ؟ بالفعل عندنا أزمة بسبب المبالغة من بعض النجوم، فلا يمكن لفيلم تصل تكلفته ل20 مليون جنية ويحصل بطله على عشرة ملايين أى نصف ميزانية الفيلم. والمنتج الجيد هو من يعلم أن الفيلم عملية متكاملة من بطل وقصة وإخراج، ولكن للأسف الآن المتحكمون فى السينما ليسوا مصريين. وأضافت أن تقصير الدولة فى صناعة السينما أتاح المساحة أمام المنتج الخاص للانقضاض عليها وأوضحت أنها ضد الكيانات الكبيرة التى تستحوذ على السوق، كما أكدت احتياج السينما لمنتجين مبدعين لتقديم أفلام تساهم فى رفع مستوى الأفلام المصرية والبعد عن الأعمال التى تفتقد الصدق. ما رأيك في محاربة بعض الأفكار للفن وتحريمه؟ لفترة محددة واجه الفن محاربات وتحريما، ولكن الله خلق الإنسان يحب الفن بفطرته، و أن الشخصية المصرية التى تشكلت عبر سبعة آلاف سنة من الحضارة لن يغيرها حكم وكل ما سيحدث نوع من التضييق، لكن للكتاب والفنانين تأثيرا كبيرا فى وجدان المجتمع المصرى وهذا ما سيحافظ على هوية الفن ماذا عن أمنيتك؟ أتمنى تقديم عمل فني عربي يناقش حياة المرأة العربية، وخصوصا المرأة السعودية خاصة بعد كفاحها ووصولها لمجلس الشورى، وكيف استطاعت إثبات وجودها رغم عادات وتقاليد المجتمع السعودي، ونرصد من خلاله تعليم المرأة وكفاحها وتفوقها في كل المجالات وكذلك المعوقات التي واجهتها خلال السنوات الماضية ، فأنا أشعر بأن المرأة السعودية ثرية جدا ويخرج منها عدة أعمال تليفزيونية جيدة.