أبدت الفنانة المصرية نبيلة عبيد استعدادها لتصوير قصة حياتها وسيرتها الذاتية في حلقات تلفزيونية حية، ترويها لحساب التلفزيون المصري، وأكدت أنها ستسجل الحلقات خلال الشهر الجاري من دون أن تضع قيداً أو شرطاً في المقابل المادي الذي ستتقاضاه نظير هذا العمل. وتأتي رغبة عبيد في تسجيل قصة حياتها خوفاً من تشويهها من خلال مسلسلات السير الذاتية التي راجت في السنوات الأخيرة، وأصبحت محور معظم الأعمال الجديدة. وقالت في حديث ل «الحياة « إنها نجمة من زمن الفن الجميل، اذ قدمت 85 فيلماً سينمائياً، وعدداً كبيراً من المسرحيات والمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية. كُرمت عبيد عشرات المرات في حياتها، من مهرجانات محلية وعربية وعالمية، كان آخرها مهرجان دمشق في سورية، وحصلت على أكثر من 50 جائزة. وأوضحت أنها أمام هذا المشوار لن تستطيع تقديم أي تنازلات فنية في أعمالها المقبلة، وقالت: «عندما أكون غير قادرة على العطاء سأعتزل التمثيل على الفور، لكنني ما زلت نجمة وما زالت عشرات الأعمال تعرض عليّ، ولكن أختار أفضلها حتى أكون عند ثقة وظن الجمهور بي». وأضافت: « عشت حالة من التشبع الفني، ولست في حاجة للمال حتى أعمل تحت ظروف الاحتياج المادي من أجل لقمة العيش، ولكن أعمل فقط من أجل أن أستمتع فنياً بما أقدمه من أعمال». وقالت عبيد إن كثيرين يعتبرونها قدوة، وأن قصة حياتها ستظهر بوضوح إلى أي مدى كان أسلوبها في العمل، مشيرة إلى «أنها ضحت من أجل أن تقدم شيئاً محبباً إليها، وإن تلك التضحيات كانت قوية وذات ثمن غال» . كما ذكرت أن فترة وجودها مع إحسان عبدالقدوس سينمائياً كانت أثرى فترات حياتها، وأنها بدأت منذ فيلمها «وسقطت في بحر العسل» عام 1979، وفيلمها التالي معه «وما زال التحقيق مستمراً « الاحتفال السنوي بأعياد ميلادها على شرف الأفلام الجديدة، والذي ألغته هذه السنة بسبب الأحداث الأخيرة في مصر. وأكدت عبيد أنها اقتربت كثيراً من سينما الروايات الأدبية التي لم يعد لها وجود الآن، ولم يتوقف تعاونها على أعمال إحسان عبدالقدوس مثل «أيام في الحلال» و»اغتيال مدرسة» و»أرجوك أعطني هذا الدواء»، بل تعاونت أيضاً مع الأديب نجيب محفوظ في أعمال كثيرة مثل «الشيطان يعظ» و»الشريدة»، ومع إسماعيل ولي الدين في أعمال مثل «أبناء وقتلة». وقدمت عبيد 13 فيلماً مع السيناريست مصطفى محرم، ستكون محور كتاب خاص عن قصة حياته وعلاقته بنجمات السينما، وسيصدر قريباً، متناولاً من خلاله علاقته الفنية بعبيد. وستتحدث عبيد في قصة حياتها أيضاً عن حياتها الزوجية، والأزواج التي ارتبطت بهم، والأشخاص الذين رفضت الارتباط بهم. وشددت على أن هذا العمل أشبه بمذكراتها الشخصية الموثقة، وعلى غرار قصة فيلمها «الراقصة والسياسي»، الذي كان من أهم أفلامها، والذي أخرجه سمير سيف. وتعاونت عبيد مع عدد محدود من المخرجين في مشوارها الفني حتى يكون هناك تفاهم كبير بينها وبينهم، وتخص بالذكر عاطف الطيب الذي قدمت معه أعمال مهمة في حياتها، يأتي في مقدمها «كشف المستور» للسيناريست وحيد حامد، و»أبناء وقتلة»، وحسين كمال في «أيام في الحلال»، وعلي عبدالخالق في «درب الرهبة»، و»الوحل»، وأشرف فهمي في «لا يزال التحقيق مستمراً» و»اغتيال مدرسة»، وغيرها من الأفلام، ولا تنسى تجربتها مع يوسف شاهين في فيلم «الآخر» . وقدمت عبيد عشرات الأدوار الصعبة والمركبة، لأنها كانت لا تستسهل أدوارها، إلا أن أصعب الأدوار التي لعبتها كانت في أفلام مثل «المرأة والساطور» من إخراج سعيد مرزوق، ودور المدمنة في فيلم «الوحل» من إخراج علي عبدالخالق. وتحرص عبيد على مشاهدة سينما اليوم للأجيال الشابة، وتعتبر أن كل جيل يُعبّر عن الحياة التي يعيشها، وتقول: « ما كنا نقدمه من أفلام لا يصلح أن يقدمه الجيل الجديد، لأن نمط الحياة اختلف، حتى الفن الذي كان يقدم قبل ثورة 25 يناير سيكون هناك فن مختلف تماماً عنه بعد الثورة ... فن يتصف بالجرأة الشديدة في كشف الفساد الذي سيكون محور عشرات الأفلام المقبلة بعد أن تتكشف قصص الفساد المروعة في المجتمع المصري، وكأنها كانت في مجتمع آخر». وشددت على أنها ترفض أن تبوح برأيها في نجم من دون الآخر، وأنها تحتفظ برأيها لنفسها حتى لا تغضب أحداً، لان أي فيلم مهما كان مستواه فيه مجهود وأموال كثيرة دفعت لإنتاجه. وأكدت الفنانة المصرية أن هناك متخصصين لعملية النقد الفني، «وليس أسلوبي أن أقوم بنقد الآخرين على الملأ، وما أراه أن هناك تنوعاً كبيراً يقدم سنوياً في السينما المصرية، كما أشيد بتجارب الفنانين الشباب في أفلام السينما المستقلة وسينما الديجيتال، وهي التي حققت وجوداً مهماً للسينما المصرية في المهرجانات الدولية، وحصدت الكثير من الجوائز. وهذا ما يجعلنا نؤكد دوماً أن السينما المصرية بخير مهما كانت حجم الأزمات». وقالت عبيد: « لا أرفض التعامل مع الشباب في أفلامهم من خلال أدوار تناسبني، وتكون جيدة ومحورية، وليس مهماً أن تكون البطولة لي، ولكن من دون أن أقدم تنازلات». وتعتبر فيلميها «الآخر» و»مفيش غير كدة « من أشهر أفلامها مع الشباب كبطولة جماعية. ونفت عبيد اختيارها عملاً تلفزيونياً يقدم في رمضان المقبل، مؤكدة أنها لم تجد عملاً على مستوى «البوابة الثانية» آخر مسلسلاتها أو أفضل منه للعودة به للشاشة الصغيرة كممثلة، إلا أنها في الوقت ذاته، أكدت أنها تقرأ الآن عدداً من السيناريوات الجديدة. وتزور عبيد بيروت قريباً، لاختيار الأزياء التي ستظهر فيها في الحلقات التي تتناول قصة حياتها وهي من تصميم زهير مراد.