ناشدت الفنانة نبيلة عبيد الدولة ممثلة في وزارتي الثقافة والإعلام أن تتدخل لإنقاذ صناعة السينما المصرية من التدهور الذي تشهده والعمل على إخراجها من المحنة الفنية التي تمر بها وتكاد تنال من مستقبلها بعد ان ساهم العديد من الأفلام الرديئة في تدني الذوق العام وخروج مصر من كافة المهرجانات العالمية وتدهورها محلياً. وتشعر نبيلة عبيد بسعادة غامرة بعد تكريمها في حفلة افتتاح المهرجان القومي الحادي عشر للسينما تقديراً لمسيرتها الفنية التي بدأتها مع مطلع الستينات بفيلم «مفيش تفاهم» واستمر لأربعة عقود قدمت خلالها 87 فيلماً وهي تستعد الآن لفيلمها القادم «مفيش غير كده» قصة كوثر هيكل وبطولة كل من حنان ترك وخالد أبو النجا وسوسن بدر وأحمد عزمي وإخراج خالد الحجر وتقوم فيه بلبلة بدور أم تساعد أولادها الثلاثة على شق طريقهم في الحياة بنجاح. وتقول نبيلة عبيد ان الفن السينمائي يسيطر عليه بعض المنتجين الذين لا هدف لهم سوى تحقيق الكسب السريع وساعدتهم بعض الجهات الإنتاجية في ذلك فخرجت الأفلام تافهة لا تقدم قيمة ولا معنى وتتعمد تهميش النجوم الكبار والاعتماد على الشباب لتحقيق النجومية والمال دون النظر لقيمة ما يقدموه. وترى نبيلة عبيد انه لابد من تضافر الجهود لتعود هذه الصناعة للازدهار ابتداء من اختيار الأعمال الهادفة وان يعمل جيل الكبار مع جيل الشباب وإعادة جمهور السينما الحقيقي إلى دور العرض. وعن الهجمة الشرسة التي تعرض لها فيلمها الأخير «قصاقيص العشاق» قالت نبيلة عبيد ان الفيلم مر بظروف انتاجية صعبة واستمر العمل فيه لمدة طويلة وتعرض لمطبات كثيرة وتحملت وحدها مسؤولية عمل الفيش وخلافه وكان ذلك بسبب الأزمة بينها وبين الفنان حسين فهمي. وحول ما تردد بشأن اعتذارها عن فيلم «عمارة يعقوبيان» بسبب صغر حجم الدور قالت ان ما تردد ليس له أساس من الصحة بل إنها كانت متحمسة لفكرة الفيلم ولكنها ترددت في أداء شخصية شريرة وهي الشخصية التي كانت ستجسدها في الفيلم. وقالت نبيلة عبيد ان جيل الكبار من الفنانين يمرون بحالة ضيق مما يحدث بعد ان اعطتهم السينما ظهرها رغم قدرتهم على العطاء وأصبحت الصرخة في صدورهم مخنوقة، وهي وجدت نفسها في كل الشخصيات التي جسدتها في الأفلام المأخوذة عن روايات إحسان عبدالقدوس وكانت تشعر أنها البطلة الحقيقة لكل رواية مشيرة إلى أن لديها الآن روايتين للكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس تستعد لدخول التلفزيون بواحدة منها كمسلسل. وأضافت إنها سعيدة بكل ما كتب عن مسلسل «العمة نور» وما أثاره من جدل وقيمته ستظهر بعد سنوات قادمة «ويكفي ان البرنامج الثقافي اصبح يستعين بأجزاء منه الآن لإذاعتها ضمن برنامجه التثقيفي». وقالت: «رغم أنه تم تكريمي بمهرجانات كثيرة داخل مصر وخارجها إلا أن هذا التكريم له مكانة خاصة في نفسي لأنه سيتم إصدار كتاب عني يتناول سيرتي الفنية والذاتية... وذلك يؤكد أنني طاقة قادرة على العطاء ويشعرني بالتواجد المؤثر على الساحة الفنية وهذا ما يؤكد أنني كنت محقة حين كان الفن هو الأول والأخير في اهتمامات حياتي». وأضافت نبيلة: «لا أذكر ان هناك لحظات اشعر فيها بحنين كبير الى حياة الأسرة لكن ما يخرجني من هذا الإحساس هو التفكير في عمل جديد أو جائزة أو تكريم ليتأكد لي أن الفن أعطاني الكثير من حب وتقدير على المستوى الأدبي والمادي وأشعر برضى تام تجاه مشواري الفني والذي حرصت من خلاله على اختيار أعمال احترم من خلالها الجمهور لأن بيني وبينه ثقة متبادلة وأصبح اسمي ضماناً لمشاهدة العمل ليس معنى ذلك أنني وصلت للنجومية وحب الجمهور أن أتهاون في الاختيار لأن الجمهور لن يرحم النجم الذي يحبه حين يقدم عملاً دون المستوى ولذلك أعقد جلسات عمل متتالية لفيلمي القادم «مفيش غير كده» الذي تكتب اشعاره حالياً كوثر مصطفى وموسيقى عمر خيرت. وهناك أغنية يقدمها محمد منير وباقي الأغنيات تقدمها ممثلة جديدة تلعب دور ابنتي حيث أقدم شخصية أم تعد ابنتها لتكون نجمة لأغنيات الفيديو كليب ونناقش أكثر من قضية قد تطرح لأول مرة. ويخرج الفيلم خالد الحجر في أول تعاون فني بيننا ويشارك في البطولة أحمد عزمي وخالد أبو النجا وسوسن بدر ومجموعة من الشباب وذلك إيماناً مني بأن السينما صعب أن تكون جيلاً واحداً فقط وإنما هي مجموعة من الأجيال تتضافر لتقدم عملاً فنياً يمتع الجمهور. ٭ هناك نجوم كبار انهزموا أمام موجة السينما الشبابية في حين نجدك تقاومين ما السبب؟ - أقاوم لأنني متمسكة بالتواجد بتقديم رسالة فنية أريد الأفضل دائماً وأشعر بداخلي بالقدرة على العطاء... فهناك واجب تجاه تاريخي الفني الذي لم أصنعه بسهولة فلم يساندني أحد وأظهر مجاملة لأحد حتى انسحب فأنا مقاتلة وعاشقة للسينما حتى آخر يوم من عمري. وتضيف نبيلة عبيد أنها أيضاً ضد ما يقال أن النجوم الكبار اتجهوا إلى التلفزيون بعد ان أعطتهم السينما ظهرها ولا تنكر أن التلفزيون جهاز خطير جداً وإذا لم يكن النجم له اسم ووزن لن يستعينوا به لأن العمل يباع باسمه وتأتي الإعلانات باسمه وإذا لم يكن على المستوى الذي يحقق مكاسب لن يتعامل معه أحد... إذن التلفزيون هو الذي يسعى لنجوم السينما ليحققوا له الربح والتوزيع. ٭ وماذا عن فيلمك الجديد «مفيش غير كده» الذي تبدئين تصويره قريباً؟ - بعد فيلم «قصاقيص العشاق» توقفت لفترة لأعيد حساباتي حتى أعرف ماهو الجديد الذي استطيع ان اقدمه، التقيت بالمخرج الشاب خالد الحجر الذي قدم لي سيناريو آخر في البداية لم يعجبني وطلبت منه البحث عن أفكار أخرى حتى وجدنا سيناريو «مفيش غير كده» وهو سيناريو وحوار عزة شلبي وفكرة وأشعار كوثر مصطفى وموسيقى تصويرية عمر خيرت وتصوير محسن نصر أما البطولة فهي لحنان ترك وخالد أبو النجا وأحمد عزمي وسوسن بدر. ٭ ما هو موضوع الفيلم وهل حقاً ستلعبين دور أم لثلاثة شباب؟ - موضوع الفيلم اجتماعي خفيف. هناك أغان لأبطال الفيلم جميعاً، فقط مجرد أداء، كما أن هناك ثلاثة استعراضات لبطلة الفيلم ابنتي «حنان ترك» - وأنا العب دور أم لثلاثة شباب هم حنان ترك وخالد أبو النجا وأحمد عزمي أحاول أن أعايش مشاكلهم وأدفعهم للنجاح ولن اذكر تفاصيل أكثر من ذلك حتى لا أحرق فكرة الفيلم أو تسرق كما يحدث في بعض الأحيان!