الدين أخلاق والأخلاق حضارة؛ وأخلاق الأمم دليل حضارتها؛ ورقي سلوكياتها وتصرفاتها وتعاملها مع الإنسان والمكان؛ خاصة إذا كان هذا الإنسان هو المواطن والمكان هو الوطن؛ وبدون التعامل الأخلاقي السليم تتحطم القيم والمبادئ ويُفتقد التعايش الحقيقي في المجتمع.. للأسف توجد سلوكيات مرفوضة دينياً واجتماعياً وحتى صحياً ؛ تصدر من البعض في المجتمع وإن كانوا قلة ؛ تؤثر تأثيراً كبيراً على المكان والإنسان . تصور !!! .. تذهب للكورنيش أو الحدائق العامة ؛ تشتم قبل أن ترى مصدر الروائح الكريهة؛ لمخلفات أسر تمتعت؛ ومتعت أولادها بالتنزه وذهبت مخلفة نفايات بدلاً من الحمد والشكر؛ مناديل ورق قذرة ؛ مشروبات غازية وزجاجات مياه شرب فارغة ؛ بقايا مأكولات تعفنت بفعل حرارة الجو والرطوبة !! ... شيء مزعج ومقزز يثير الاشمئزاز والغضب في آن واحد.. حرام والله حرام... .. وفي بعض الطرق والحارات نرى أكياس النفايات وضعت بجوار حاويات النفايات دون أدنى اهتمام بوضعها داخلها. .. وأخونا في الله هذا يتلفت حوله .. يلقي ما بيده من مناديل ورق من نافذة سيارته يا أخي النظيف .. نحتاج للقدوة ؛ للأب القدوة ؛ للأم القدوة ؛ للمربي ؛ للمعلم ؛ نطبق القيم والمبادئ بمسئولية أخلاقية تنبع من الشعور بالمسؤوليّة الحقيقية . نحتاج لمسؤولية مجتمعية مشتركة ؛ تساهم فيها كل فئات المجتمع وبأمانة ؛ تصحح المفاهيم الخاطئة التي تظن أن المسئولية محددة ؛ فتلقي بالعبء كله على جهات معينة ..تكره أن تتسخ سيارتك ولا تهتم بنظافة مدينتك !!؟ .. تذكر .. إن لم يرك الناس ؛ فإن الله يراك. .. والأكثر سوءاً عندما تُفتح نافذة سيارة ويبصق من بداخلها ؛ لا يهمه بشر ولا حجر وكأنه يملك الأرض ومنْ عليها .. في سنغافورة ؛ من ألقى قمامة على الأرض، أو بصق في الطريق تصطاده الكاميرات المنتشرة في الشوارع وتقبض عليه الشرطة ويحاكم ويغرم. .. بالتأكيد نستطيع المحافظة على نظافة شوارعنا ومدننا ؛ بالتصرف السليم والسلوكيات الحسنة ؛ بدليل أن هذه التصرفات التي يطبقها بعض الشواذ أنفسهم في بلادنا لا يطبقونها في الخارج !! ؟ بلاش نقول خارج الوطن ؛ خلينا في الداخل ؛ في أرامكو مثلاً .. الحال غير الحال .. نفس الأشخاص!! لكن مع اختلاف السلوك !! لا رمي نفايات في الحدائق وغيرها !! ولا بصق أكرمكم الله !! .. ولا.. ولا.. ولا . هل هذا فصام ؟ أو ازدواج في الشخصية ؟ لأترك الجواب للمختصين ؛ ولأتكلم من وجهة نظر تربوية ... أعتقد أن للبيت والمدرسة الدور الأكبر في تعزيز السلوك الحسن ؛ وتعميقه لدى النشء ليصبح ضمن أبجديات حياتهم ؛ هذا إذا أردنا أن نبني جيلاً واعياً يشارك بحس وطني ومسئولية في نهضة قائمة وقادمة. الوطن الذي نحبه ويحبنا يحتاج لسلوك ديني ووطني ؛ من منطلق الحب الإيماني السامي ؛ الذي يملأ جوانب نفوسنا بكل معاني الانتماء الصادق ، والولاء.نحتاج للقدوة ؛ للأب القدوة ؛ للأم القدوة ؛ للمربي ؛ للمعلم ؛ نطبق القيم والمبادئ بمسئولية أخلاقية تنبع من الشعور بالمسؤوليّة الحقيقية . نحتاج لمسؤولية مجتمعية مشتركة ؛ تساهم فيها كل فئات المجتمع وبأمانة ؛ تصحح المفاهيم الخاطئة التي تظن أن المسئولية محددة ؛ فتلقي بالعبء كله على جهات معينة .. نحتاج لإجراء حضاري سريع حان وقته ؛ تقوم به وزارة البلديات تضع فيه قوانين صارمة على كل من يخالف. لسنا بأقل من دول العالم المتحضرة والنامية. [email protected]