لا ننتبه لتصرفاتنا ، سواء كنا آباء أو أمهات أو معلمين ، لكل إنسان كما يعرف الجميع غريزة فطرية تدفعه للتقليد والمحاكاة ، والأطفال خاصة الأكثر تأثراً بالكبار وبآبائهم وأمهاتهم ومعلميهم ، فكل فعل أو قول يقومون به يمتصه الطفل كما تمتص الاسفنجة الماء ، لذا تأكدت فاعلية التربية بالقدوة وأصبحت قاعدة أساسية للتربية فإن كانت القدوة حسنة كان الطريق للسلوك الإيجابي سهلاً والعكس صحيح ، غرس القيم والمبادئ السامية في نفوس الأطفال علم وفن لا يتحقق بالوعظ والتوجيه فقط ولكن بالقول والفعل والعمل الملموس « بالقدوة الحسنة « أطفالنا عجينة طرية نشكلها بأيدينا ، ورقة بيضاء نكتب عليها ما نشاء من إيجابيات وسلبيات بحسب تصرفاتنا ونوعها لا بد أن ننتبه لتصرفاتنا .. نعاقب أطفالنا عندما يكذبون ونستغرب !! كيف تعلموا الكذب وكيف عرفوا تزييف الحقائق وقد وُلِدُوا على الفطرة !! الجواب واضح ، الطفل الذي يرى والده يكذب على الآخرين ، وأمه تكذب على أبيه من المستحيل أن يتعلم الصدق ، وكذلك تلفظ الكبار بالألفاظ السيئة ، والأب المدخن أيضاً يعاقب ولده أشد العقاب عندما يكتشفه يدخن !! وكيف يحترم التلاميذ معلميهم وهم يسمعون تقليل قيمة المعلم « هذا غبي» أو الطبيب « هذا ما يعرف فين الله حاطه « إهدار لقيمة العلم وإهدار لقيمة المعلم والطبيب ولكل القيم ، أو عندما يُحقر الغير «ما بقي غير هذا يتفلسف علينا «تصرفات سلبيات قد تصدر عفواً أمام أبنائنا الذين نعاقبهم على أقل تصرف سلبي يصدر منهم ، نأمرهم بتركها وننسى أنفسنا . الأطفال ليسوا مسئولين عن تصرفاتهم بل نحن المسئولين عنها لأنهم يرون آباءهم أكمل الناس فيقلدونهم ويقتدون بهم . . مشكلتنا في تصرفاتنا العشوائية وبدون تفكير ، نوجه ونعظ ونخطئ ولا ننتبه ، ونطلب المثالية فكيف يثقون بنا ؟ كلنا بشر ومعرضون للخطأ ،إلاّ أن خطأ عن خطأ يفرق ، الخطأ في التربية يهدم مجتمعات بل أمماً. غرس القيم والمبادئ السامية في نفوس الأطفال علم وفن لا يتحقق بالوعظ والتوجيه فقط ولكن بالقول والفعل والعمل الملموس « بالقدوة الحسنة « أطفالنا عجينة طرية نشكلها بأيدينا ، ورقة بيضاء نكتب عليها ما نشاء من إيجابيات وسلبيات بحسب تصرفاتنا ونوعها لنبدأ بإصلاح أنفسنا أولاً طالما وأننا القدوة للأبناء ، يجب أن نكون قدوة صالحة لهم بنسبة كبيرة جداً والباقي يُجبر بتوفيق الله مادامت النوايا حسنة ومادام الهدف الوصول بأبنائنا لقمة الهرم في القيم والفضائل ،فلنفكر مليًا بسلوكنا العشوائي ، المتناقض في الأفعال والأقوال الذي يصيب أطفالنا بالحيرة والتشتت والتذبذب فيعيشون الصراعات النفسية التي تؤثر على حياتهم صغاراً وكباراً.غرس القيم بالقدوة أكبر تأثيراً وأعظم استجابة وأسرع قبولاً وعكسه التلقين ، ويشترط في التربية بالقدوة أن تكون مستمرةً وثابتة على القيم ولا تتأثر بأي مؤثر كان فعملية بناء القيم بالقدوة عملية دائمة يجب ألا تتوقف لضمان سلامة التربية ونجاحها . وكذلك بالنسبة للمعلمين فالمعلم بالنسبة لطلبته مثال يحتذى به ، وكذلك المجتمع والبيئة المحيطة بالطفل فإن كانت قدوة صالحة أخلاقياً وسلوكياً اكتسب منها سلوكياته وعكسها الدمار والانهيار. لكننا نستطيع حمايته بل وحماية المجتمع بالثبات على القيم في إطار الدين والتربية الإسلامية . [email protected]