كل ما قدمناه من سعي لتبديل معاني الدين بلا شك أوقع الكثير من التبديل لمعاني الدين عند بعض الناس ولم يكن وقوع ذلك جديدا بل وقع كما وقع من قبل إلا أن كل فتنة لا بد أن لها في الدين مخرجا فالله تعالى قد شرع لنا دينا تكفل بحفظه من التحريف والتبديل وكل ذلك بقدر الله قال تعالى: ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) فالاختلاف بين البشر أمر قدره الله تعالى كونا لكن هناك من رحمهم الله من ذلك كما قال تعالى كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع هذا الاختلاف وحذر منه وبين المخرج ولم يترك الناس في حيرة منه إذ دلهم على المخرج منه فيما صح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا ملة واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال: ما أنا عليه وأصحابي). فهذا الحديث فيه إخبار بالافتراق وأن ما كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الدين هو الحق فألزم هذه الحقيقة وقد جاء بمعناه فيما صح عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأن هذا موعظة مودع فماذا تعهد إلينا قال صلى الله عليه وسلم( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان كان عبدا حبشياً فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة). اتباع رسول الله وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم في الدين هو المخرج فهم أولى الناس بالحق في ذلك وأجدرهم به شهدوا التنزيل وامتثلوه بحضرته عليه السلام ورضي عنهم الله تعالى. فاتباع رسول الله وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم في الدين هو المخرج فهم أولى الناس بالحق في ذلك وأجدرهم به شهدوا التنزيل وامتثلوه بحضرته عليه السلام ورضي عنهم الله تعالى بسبب ذلك فقال تعالى:( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) وقال تعالى ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً) فاتفاقهم لا يقدم عليه شيء واختلافهم حد لاجتهاد من بعدهم لإدراك الصواب من ذلك الاختلاف بالبرهان الصحيح نقلا أو عقلا ولكل منهم فضله ومنزلته فهم أزكى أهل القرون ويليهم القرون المفضلة كما صح عن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي قال:( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) حديث متفق عليه والشهادة لهم بالخيرية دال على فضلهم في الإيمان والفهم والعمل بلا شك ففي الحديث دليل على فضل إيمانهم وعملهم وفهمهم وفقههم للشرع في الجملة على من بعدهم فهم أعمق الأمة إيمانا وأبرهم قلوبا وأعلمهم بمراد الله عز وجل فهم أول من خوطب بهذا الوحي من الأمة بلغتهم وقد شهدوا امتثال الرسول له فهما وعلماً وعملاً وهم العرب الفصحاء على الحقيقة الذين نزل الوحي بلغتهم فلا يعدل عن تفسيرهم له إلى غيره ما وجد إلى ذلك سبيلا. ولهذه القصة بقية تتبع إن شاء الله. [email protected]