لقد استعملت تلك الفئة التي سبق بيان كيدهم من المستشرقين ومن تبعهم بهوى أو جهل ممن سار خلفهم طريقتين لصد الناس عن الحق المبين فروجوا لأقوال الفرق المخالفة للسلف وألغوا تفسير السلف لكثير من النصوص ليحصل لهم هدم منهج السلف الذي يقف بقوة ووضوح أمام كل محاولة للعبث بهذا الدين أو محاولة لتبديله وذلك لكون منهج السلف من خصائصه أنه قائم على ركيزتين: الأولى: أن منهج السلف يعظم القول في الدين بالرأي والهوى ويعتمد النقل الصحيح وعدم الخروج عن مدلول اللغة العربية وتراكيبها الصحيحة المتمثلة في تفسير السلف للنصوص ويحذر ذلك أشد تحذير دون ما اختلف فيه السلف فإن ذلك مما أذن بالاجتهاد فيه على أن الرد في مسائل الاجتهاد تلك لا يجوز الرد فيه إلا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالبرهان الصحيح نقلا أو عقلا. لابد لنا أن نعلم أن جناية بعض دعاة الإسلام على الشريعة أعظم من فتنة المستغربين لأنهم ينتسبون للإسلام ويتكلمون بلسان الشريعة والناس يحبون من يتكلم بلسان الشريعة ويقبلون عليه وأكثر هؤلاء أصيبوا بانهزامية أمام ما يرونه من حضارة دنيوية لدى غير المسلمين وساءهم أن يروا تراجع المسلمين وتدهور أحوالهم فصار همهم محاولة تحسين صورة الإسلام أمام من يعاديه وانتشاله من كبوته ولو كان ذلك على حساب أصوله وبعض أحكامه الثانية: أن منهج السلف لا يسكت عن بيان ضلالات الفرق المخالفة لهذا الدين وكشف زيفها وبطلانها وهدم بنيانهم وفضح خللها فكانت هاتان الخصيصتان في منهج السلف سببا لحفظ نقاء الدين وصفائه وسببا لرد الناس إلى الأصل العتيق وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على هدي السلف في انضباط صحة النظر والاستدلال. فهذه الفئة تريد هدم منهج السلف ومحوه وفاتهم أن الله تعالى قد تكفل ببقاء هذا الدين الخاتم إلى يوم القيامة وقد صح الخبر عن المصطفى عليه الصلاة والسلام قوله: (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس) ولكي يكون الأمر ظاهراً تماما يجب أن نعلم أن الدين الصحيح هو الدين الذي كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه عملوا به وامتثلوا أحكامه بحضرته وما عداه فهو محدث فمن أراد أن يعرف الدين الصحيح الذي نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم فليتبع السلف ذلك الجيل القدوة المرضي عنهم المبشرين بالجنة الذين تلقوا الوحي بلغتهم وفهموه وفسروه والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم وبلغوه صحيحا كما فهموه وعملوا به حتى بلغ مشارق الأرض ومغاربها . ولابد لنا أن نعلم أن جناية بعض دعاة الإسلام على الشريعة أعظم من فتنة المستغربين لأنهم ينتسبون للإسلام ويتكلمون بلسان الشريعة والناس يحبون من يتكلم بلسان الشريعة ويقبلون عليه وأكثر هؤلاء أصيبوا بانهزامية أمام ما يرونه من حضارة دنيوية لدى غير المسلمين وساءهم أن يروا تراجع المسلمين وتدهور أحوالهم فصار همهم محاولة تحسين صورة الإسلام أمام من يعاديه وانتشاله من كبوته ولو كان ذلك على حساب أصوله وبعض أحكامه فطوع بعضهم كثيرا من الأحكام الشرعية لتلك الرؤية في تحسين صورة الإسلام والحقيقة أن جهد هؤلاء مشابه إلى حد بعيد لجهود الفئة المستغربة وإن كانت الأهداف مختلفة، فهؤلاء هدفهم نصرة الإسلام لكن كم من مريد للخير لم يبلغه وهدف أولئك المستغربين تدمير الإسلام؛ ولقد فرح المستغربون بأمثال هؤلاء الدعاة المنتسبين إلى العلم والإسلام وأفسحوا لهم المجال وعظموهم ومدحوهم حتى افتتن الناس بهم وظنوا أنهم لو لم يكونوا على علم وفهم كثير وإصابة للحق لما أتيحت لهم فرصة التربع في تلك المجالات ناسين حقيقة مذهب من يقوم على تلك الأدوات وأهدافهم من تقديم هذا النوع من المنتسبين للفقه والدعوة وكيف أنه لو كان يضاد أهدافهم جملة وتفصيلاً لم يكونوا ليقدموه للجمهور ولم يرفعوا به رأساً. ولهذه القصة بقية تتبع. [email protected]