بدأت الدول الغربية في إسدال الستار على دولة معمر القذافي «الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى» تحت ضغط الثورة الليبية الساعية لتأسيس جمهورية حديثة عن طريق المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في المناطق المحررة. ساركوزي أثناء استقباله في الأليزيه موفدي الثورة الليبية علي عيسوي ومحمد جبريل (رويترز) حيث اعترفت فرنسا صباح الخميس بالمجلس الوطني الانتقالي «ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي» وأعلنت أنها سترسل قريبا سفيرا الى بنغازي. وجاء اعتراف باريس بحكومة الثورة الليبية خلال استقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وفد المجلس الوطني الليبي صباح أمس في قصر الأليزيه بباريس. وعقب اللقاء قال علي العيساوي رئيس وفد المجلس الوطني الذي يمثل الثوار والمعارضة الليبية : إن «فرنسا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره الممثل المشروع للشعب الليبي». واضاف «على اساس هذا الاعتراف، سنفتح ممثلية دبلوماسية وبالتالي سفارتنا في باريس وسيتم ارسال سفير لفرنسا الى بنغازي وسيقيم بشكل انتقالي في بنغازي قبل الانتقال الى طرابلس». وأكد قصر الاليزيه ايضا تبادل السفراء قريبا بين باريس وبنغازي. أعلن القائد العام لقوات القيادة الأمريكية المشتركة الجنرال ريموند أوديرنو أن جيشه سيكون قادرا على فرض منطقة حظر طيران على ليبيا في غضون يومين إذا ما قرر المجتمع الدولي ذلك. كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن الحظر الجوي لا يستدعي شن غارة استباقية ضد سلاح القذافي الجوي.ميدانيا، قال شهود عيان ان كتائب القذافي أرسلت دبابات باتجاه مواقع الثوار قرب بلدة راس لانوف النفطية بشرق ليبيا وشاهدوا دبابتين تقصفان مواقعهم وسقطت قذائف أو صواريخ على بعد بضعة كيلومترات من مصفاة راس لانوف وبالقرب من مبنى تابع للشركة الليبية الاماراتية لتكرير النفط. وشوهدت طائرة حربية تحلق في الأجواء وقال عز الدين شيخي الذي يقاتل بين صفوف المعارضة لرويترز «سقطت قنبلة على منزل مدنيين في راس لانوف». وأوقف هجوم مضاد لكتائب الموت التابعة للقذافي الثوار على الساحل الشرقي اذ اضطروا للانسحاب من بلدة بن جواد الاستراتيجية بعد تعرضهم لاطلاق نيران كثيف. وقال الثوار أنهم يتمركزون على مشارف بن جواد وقرب مجمع السدرة النفطي الذي تعرض لقصف مدمر مساء الأربعاء. وقال مهندس يعمل في الموقع إن 80% من أداء ميناء السدرة النفطي تعطل عن الإنجاز. ولم تتمكن المعارضة المسلحة التي سيطرت على شرق ليبيا والتي باتت أكثر تنظيما، من الاستيلاء على الطريق الساحلي غربي سرت مسقط رأس القذافي اذ منعت الدبابات والمقاتلات تقدمهم. وتقدم الثوار من بنغازي ثاني اكبر مدينة في ليبيا وهي التي أشعلت الثورة ويوجد بها مقر المجلس الوطني الانتقالي، باتجاه بلدتي البريقة وراس لانوف النفطيتين اللتين تعرضتا لقصف قذافي أمس. وبدا واضحا أن الكر والفر أصبح سمة حرب الثوار، فقد أفاد احد سكان الزاوية (40 كلم غرب طرابلس) أمس أن هذه المدينة التي كانت معقل المعارضة المسلحة الأقرب الى العاصمة، باتت تخضع لسيطرة قوات القذافي بعد ايام من المواجهات العنيفة. وقال هذا الشاهد لوكالة فرانس برس ان «المعارك توقفت مساء الأربعاء وكان الوضع هادئا أمس. واستفدت من ذلك لكي اغادر المدينة مع عائلتي وانا اتوجه حاليا نحو جدايم» المدينة الصغيرة الواقعة على بعد 3 كلم غرب الزاوية على الطريق المؤدية الى طرابلس. وتابع ان «الهواتف مقطوعة في الزاوية وليس هناك اي وسيلة اتصال، وفضلنا مغادرة المدينة». كما نقلت فرانس برس عن أحد سكان مصراته (150 كلم غرب طرابلس) أن هدوءا تاما يسود هذه المدينة الاستراتيجية التي يسيطر عليها الثوار بعد معارك عنيفة مع قوات القذافي. وقال ان الحياة الطبيعية تعود اليها ولم تجر معارك منذ الاثنين حيث فشلت كتائب الموت في استعادتها وسقط فيها 21 قتيلا بينهم طفل خلال عمليات قصف. و ذكرت وكالة بريس اسوشياشن إن وزير خارجية بريطانيا ويليام هيج ونظيره الألماني جيدو فيسترفيله قالا في خطاب مشرك وجه إلى مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد كاثرين آشتون إن على الاتحاد الأوروبي الموافقة على إعلان ينص على أن «الاتحاد الأوروبي و الدول الأعضاء به لن يتعاونا أو يعملا مع القذافى وأنه عليه أن يتنحى للسماح بانتقال ديمقراطي حقيقي للبلاد». وقال جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني لدى وصوله إلى الاجتماع الوزاري إن فرض منطقة حظر طيران لدعم الثوار المؤيدين للديمقراطية «هو خيار ولكنه من الواضح إنه يعتمد على شرط وهو ما يعني أن الأممالمتحدة يجب أن تصدر تفويضا بذلك ويعني أيضا أن يؤيد كافة الشركاء في المنطقة ذلك». وفيما أعلن القائد العام لقوات القيادة الأمريكية المشتركة الجنرال ريموند أوديرنو الأربعاء إن الجيش الامريكي سيكون قادرا على فرض منطقة حظر طيران على ليبيا في غضون يومين إذا ما قرر المجتمع الدولي ان هناك حاجة لمثل هذه الخطوة، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية إن الحظر الجوي فوق ليبيا لا يستدعي شن غارة استباقية ضد سلاح القذافي الجوي. وقال أوديرنو في كلمة بجامعة هارفارد في كامبريدج بولاية ماساتشوستس «يمكننا الاستجابة بسرعة جدا لكل هذا اذا اضطررنا، نحن مستعدون، أعتقد أنه في غضون يومين سنكون على الارجح قادرين على فرض منطقة حظر جوي». وردا على سؤال من الحاضرين قال اوديرنو ان ادخال الدبابات او معدات مضادة للطائرات لليبيا ستكون قرارات اكثر تعقيدا. وأوضح إن «ادخال معدات ثقيلة نوع مختلف تماما من التصعيد. لا ادري اذا كنا وصلنا بعد لهذه النقطة ولا ادري كيف سنفعل ذلك».