الدعم الحكومي من الوسائل التي اتخذتها الدولة لتوفير الاحتياجات الاساسية للمواطن بأسعار مناسبة ، ولذلك نجد دعما حكوميا كبيرا لكثير من القطاعات سواءً بشكل مباشر عبر دعم المدخلات مثل دعم الشعير والأعلاف لتربية الماشية والدواجن والتي تصل إلى 50 بالمائة من قيمتها في بورصات السلع عالميا، أو عبر دعم المصانع والمشاريع المحلية بالتمويل عبر صناديق التنمية الحكومية، لكن ما نتائج هذا الدعم؟ فمع تزايد دعم الاعلاف التي تشكل 65 بالمائة من تكلفة الانتاج إلا أن اسعار الماشية والدواجن في ارتفاع مستمر لأن جزءًا كبيراً من هذا الدعم يستفيد منه التجار بشكل اكبر حيث إن ارباحهم في تزايد وتعلن احيانا «اذا كانت الشركة مدرجة في تداول». الدولة تدعم اسعار المحروقات بأرقام قد تتجاوز 70 مليار سنويا إذا ما قورنت بأسعارها عالميا. هل المواطنون يحتاجون إلى كل هذه الكميات من البنزين أكثر من حاجتهم إلى التأمين الصحي الذي قد لا يكلف أكثر من 20 مليار ريال سنويا. ليست الأعلاف وحدها التي تستنزف ميزانية الدولة ولكن الدعم الحكومي الكبير للبنزين والديزل هو مثال آخر على الاستنزاف الكبير لميزانية الدولة التي قد تتحول فوائضها إلى عجز قريبا مع تنامي حجم المصروفات الحكومية ، وقبل أن يهاجمني المتسرعون أسألهم : هل المواطن يستفيد من هذا الدعم بالشكل الكامل؟ ، هل ما تصرفه الدولة لدعم الرز والشعير والبنزين والماء وغيرها من السلع يستفيد منها «المواطن» فعلا أم أنها تسرق ويباع هذا الدعم بالأطنان وقد يكون بالناقلات حتى اصبح المواطن السعودي ينعت بأنه اكثر شعوب الأرض استهلاكا للبنزين والديزل والكهرباء والماء؟! هل فعلا نحن شعب نشرب البنزين كما يقول الغرب فقط لأنه ارخص من الماء؟! هل سيستفيد من يهرب البنزين مثلا لو كان سعره مقاربا لسعره العالمي؟! ، لست احرض على منع الدعم أو تقليصه ولكنني آمل أن يستفيد «المواطن» استفادة حقيقية من هذا الدعم ولا يكون وسيلة لزيادة ارصدة التجار الجشعين، فهل يعقل اننا نستهلك 300 ألف برميل من البنزين يوميا؟! إن صدقت الأرقام فالدولة تدعم اسعار المحروقات بأرقام قد تتجاوز 70 مليارا سنويا إذا ما قورنت بأسعارها عالميا. هل المواطنون يحتاجون إلى كل هذه الكميات من البنزين أكثر من حاجتهم إلى التأمين الصحي الذي قد لا يكلف أكثر من 20 مليار ريال سنويا؟! وهل نحتاج إلى الشعير أكثر من حاجتنا للتعليم الجيد في المدارس المتميزة؟!ختاما ,, اعتقد ان تربية الماشية في بيئتنا الصحراوية هي فكرة سيئة يمكن أن نستعيض عنها باستئجار مراعٍ خضراء تقل فيها تكلفة تربية الماشية وتورد لاحقا للمملكة بحيث لا تزيد فترة بقائها في المملكة أكثر من شهر قبل أن يستفاد من لحومها مما يقلص حجم الدعم اللازم لتوفير اللحوم بأسعار في متناول الجميع ، كما أن توفير بطاقات التموين بدلا عن الدعم سيجعل المواطن يصرفه على المنتج الذي يراه مناسبا له، والنقل العام سيقلل حاجتنا لسلك الطرق المزدحمة يوميا إلى اعمالنا ويقلل من الحوادث والتكاليف التي تزيد من حياة البؤساء بؤساً.