عمدت بعض وسائل الإعلام المغرضة توظيف اختفاء الكاتب الصحفي جمال خاشقجي لتوجيه سهامها المسمومة ضد المملكة، وتلك وسائل غارقة دائما في ممارسة قلب الحقائق وتضليل الرأي العام ومحاولة طمس الحقائق والتلاعب بمسلماتها ومقتضياتها، واختفاء الكاتب في ظروف غامضة أغرى بعض الدول المعادية للمملكة لتوظيف ما حدث ضد سياسة المملكة وقيادتها، وحاولت حشر أنوفها في الشؤون الداخلية للمملكة والنيل من مواقفها الثابتة والمعلنة تجاه الدفاع عن حقوق الإنسان، رغم علم تلك الدول يقينا أن المملكة منذ تأسيس كيانها الشامخ وحتى اليوم لم تتدخل في شؤون الغير بأي شكل من أشكال التدخل، ولم توظف أي حدث للنيل من سيادة واستقرار وأمن أي دولة في العالم، وتلك سياسة معروفة ومشهودة، فالمملكة صديقة للجميع ولم يسبق لها التدخل في شؤون أي دولة، وسياستها تقوم على احترام كافة الدول والشعوب وعدم التدخل في شؤونها، غير أن تلك الوسائل الإعلامية وبعض الأوساط السياسية حاولت توظيف اختفاء الكاتب، بشن حملاتها المغرضة ضد المملكة، دون أدلة قاطعة تثبت ما ذهبوا إليه من ادعاءات حاولوا من خلالها النيل من صحة وسلامة سياسة المملكة القائمة على قواعد ثابتة من المصارحة والمكاشفة وعدم اللجوء إلى طرائق الأضاليل والأراجيف وقلب الحقائق وطمسها. وما حدث بعد اختفاء الكاتب من قبل تلك الأوساط السياسية والأبواق الإعلامية يشير إلى عداء مستحكم ضد المملكة، وهو عداء قديم ظهر في هذا الظرف ليؤكد من جديد أن تلك الأوساط والأبواق تريد النيل من سياسة المملكة الواضحة، وتريد قلب الحقائق وطمسها في محاولة يائسة لتضليل الرأي العام، رغم علمها أن المملكة ملتزمة بصداقتها مع كل دول العالم وغير معنية بتوظيف أي حدث للنيل من تلك الصداقات أو تشويه علاقاتها مع أي شعب من شعوب العالم، فهي رائدة في مجال تعميق صداقاتها وعلاقاتها مع كافة الدول، وهي رائدة في الوقت ذاته في مجال دعم حقوق الإنسان والمحافظة عليها وممارستها بشكل عملي، وتلك ريادة لا تشكيك فيها إلا من قبل فئة استمرأت العيش في الظلام واستمرأت اللعب بعبارات التضليل وكيل الأراجيف ضد المملكة التي ما زالت متمسكة بثوابت سياساتها الواضحة كوضوح أشعة الشمس في رابعة النهار، فهي مع الحق دائما وضد الباطل بكل أشكاله ومسمياته وأهدافه الشريرة، وضد أولئك المتمنطقين بروح العدل والصواب والانصاف وهم بعيدون عنها تماما من خلال أكاذيبهم وأضاليلهم وأراجيفهم التي ما عادت تنطلي على أحد.