أحدث القرار، الذي أصدره الاتحاد السعودي لكرة القدم وبدعم من الهيئة العامة للرياضة بضرورة الاستعانة بمدرب وطني للعمل كمساعد اول لمدربي جميع الفرق ال 16 المشاركة في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، الكثير من ردود الأفعال الواسعة في الساحة الرياضية السعودية وأنعش الكثير من الامال لدى المدرب الوطني في أخذ فرصة كاملة بالعمل والاستفادة من التواجد بجوار المدربين العالميين، الذين تم التعاقد معهم علاوة على كسب الخبرة والتطوير في هذا المجال. ويعتبر هذا القرار بمثابة الاختبار الحقيقي لجميع المدربين الوطنيين بعدما كسبوا ثقة المسؤولين بالهيئة العامة للرياضة من خلال قرار رئيس الهيئة العامة للرياضة المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، الذي يقضي بتواجد المدرب الوطني ضمن الطاقم الفني لكل فريق من فرق دوري كأس الأمير محمد بن سلمان وبمتابعة مكثفة منه شخصياً، وبادرت الاندية المعنية بالأمر في التعاقد مع اسماء مدربين وطنيين يحملون مختلف الشهادات وحاصلين على رخص في مجال التدريب. «اليوم» حصرت أسماء هؤلاء المدربين، ورصدت بعض الأرقام الإحصائية للكوادر الوطنية المختارة والمعتمدة للعمل الفني من قبل الاتحاد السعودي والآسيوي لكرة القدم، من خلال استطلاع آراء المدربين الوطنيين: في البداية، وصف المدرب الوطني محمد الخراشي بأن قرار الاستعانة بمدرب وطني لكل نادٍ في كأس دوري الأمير محمد بن سلمان يعتبر قراراً جيداً لما له من انعكاسات إيجابية على هؤلاء المدربين رغم تأخره. وأكد الخراشي أن المدرب الوطني أثبت وجوده في عدة مناسبات عندما أتيحت له الفرصة، فكان على قدر المسؤولية واستطاع أن يثبت للجميع قدرته على أن يكون مدربا أول وليس مساعداً فقط، مستشهدا بعدة نماذج، أبرزها المدربان الوطنيان سعد الشهري وبندر باصريح اللذان وصفهما بالنماذج المشرفة. وأشار الخراشي الى أن المدرب الوطني يحتاج لمزيد من الثقة، التي ستنعكس على تطوره وإبراز كل ما لديه من خبرات من خلال ممارسته التدريب. عدم التفرغ واختتم الخراشي حديثه بأن العائق الأساسي، الذي يواجه المدرب الوطني وربما يحد من عدم تواجده بصورة أفضل هو ارتباطه بعمل أساسي، مبينا أن أغلب الكوادر الوطنية في مجال التدريب هم معلمو تربية بدنية ولم يتفرغوا للتدريب كمهنة رئيسة ليضعوا كل تركيزهم عليها بعكس بعض الأسماء للمدربين العرب، الذين تواجدوا في المنافسات السعودية وليس لهم عمل سوى التدريب، فسخروا وقتهم وجهدهم للتدريب الفني والعمل في الأندية وظهروا بصورة ممتازة. استغلال الفرصة من جانبه، اكد المدرب الوطني بندر الجعيثن أن تواجد المدرب الوطني في كأس دوري الأمير محمد بن سلمان يعتبر من القرارات المميزة والمؤثرة، مبينا أنه بعد القرار ظهرت بعض الاسماء، التي لم تكن معروفة على الساحة الرياضية، مشددا على كل مدرب وطني استغلال هذه الفرصة لتطوير مستواه وامكاناته لكسب ثقة المسؤولين في الاتحاد السعودي من خلال إلزام الأندية المحترفة بذلك. ويرى الجعيثن أن المدرب الوطني لا يكفي أن يكون مساعد مدرب بالاسم فقط ولا يهمش ويكون تواجده فقط صوريا، فكلمة مساعد ليست سهلة، فلابد أن يؤخذ برأيه ويمكن للمدرب الأول أن يستفيد منه بحكم قربه من تركيبة اللاعب السعودي وإعطائه مهاما كمتابعة بعض المباريات فنيا ويأخذ مساحة لإظهار كل ما لديه. مواجهة الضغوط وأشار الجعيثن الى أن المدرب الوطني لا بد أن يعمل تحت الضغط ومواجهة الظروف ومباريات الحسم وكيفية التعامل مع لاعبين كبار محترفين في الدوري، التي سيكتسب من خلالها مزيدا من الخبرة مستقبلا. واختتم الجعيثن حديثه بضرورة محاولة المدرب الوطني الاستفادة من المدرب الأول من خلال متابعته في عمله وتوزيع اللاعبين في البطولات بحكم تداخلها كما هو معمول في أوروبا من ناحية إشراك اللاعبين المؤثرين في بعض المباريات وإراحتهم في مباريات أخرى. بيئة احترافية من جانبه، أكد المدرب الوطني يوسف الغدير أنه قرار صائب ويصب في مصلحة المدرب الوطني لاكتساب مزيد من الخبرات والاستفادة من أسماء كبيرة في مجال التدريب. وأضاف الغدير: إن المدرب الوطني يستطيع أن يكون مدربا أول يقود الجهاز الفني للفريق ويحمل من الشهادات ما يوازي المدربين المحترفين وينقصه فقط الظهور ومواجهة الظروف وإعطائه الفرصة والثقة. وعن تواجده من ضمن الجهاز الفني لنادي الباطن هذا الموسم، أكد أنه وجد كل التعاون والبيئة الاحترافية من الإدارة بقيادة رئيس النادي الأستاذ ناصر الهويدي ومن فريق العمل المشرف على فريق كرة القدم. تنفيذ متأخر من جانبه، أكد الإعلامي محمد البكيري أن تواجد المدرب الوطني للعمل ضمن الجهاز الفني المشرف على الفرق تعد فكرة قديمة وحديثة في نفس الوقت، قديمة من ناحية المطالبات السابقة بالمدرب الوطني وحديثة من ناحية الالزامية، فلو لم تكن هناك إلزامية لجميع الأندية لن يطبق القرار رغم أنه صدر قبل فترة طويلة، مبينا أن التطبيق كان متأخرا وهناك الكثير الذي فات المدرب في مرحلة الإعداد قبل الموسم في معسكرات الأندية. وأضاف البكيري: إنه لا يتمنى أن يكون المدرب الوطني أشبه بالعفش الزائد ويكون تواجده صوريا فلا بد أن تدعم الإدارات كل مدرب وطني لديه كفاءة عالية ولا يكون الدعم من باب المواطنة فقط، فالامكانات والكفاءة والنتائج تفرض نفسها مستشهدا بالمدرب الوطني سعد الشهري، الذي استطاع أن يكسب ثقة الجميع من خلال عمله ونتائجه. مغامرة وتفرغ واختتم البكيري حديثه بأن مشكلة المدرب الوطني الاساسية هي عدم التضحية والتمسك بالوظيفة الأساسية ولم يتفرغ كليا للتدريب، مبينا أن التدريب يحتاج إلى مغامرة ومزيد من الوقت والجهد لظهور الكوادر الوطنية بصورة أفضل وتحقق نتائج إيجابية. من جانبه، أكد الإعلامي حمد الدبيخي أن القرار يعتبر نقلة وثقة وثقلا كبيرا أيضا للمدربين الوطنيين ولكنه يعتقد أن الأندية المحترفة غير متحمسة بشكل كبير، كذلك الأجهزة الفنية الأجنبية غير مقتنعة لحضورها بطاقمها الفني مكتملا. ويرى الدبيخي أنه لو أعطي المدربين الوطنيين فرصة في دوري الأمير محمد بن سلمان -الدرجة الاولى سابقا- سيكون اكثر تشجيعا وقبولا لإظهار كل خبراتهم على ارض الواقع. واختتم الدبيخي حديثه بأن هناك فجوة بين رغبة وثقة الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم بالمدربين الوطنيين وبين عدم ثقة ورغبة الأندية وهي تجربة ننتظر نتائجها.