يري بعض رؤساء ومسؤولي الأندية أن مشكلة المدرب الوطني في الملاعب السعودية في عدم تفرغه واحترافه المهنة، وفي المقابل منهم من رأى أن المشكلة غير ذلك وتعود لمبالغتهم في طلب رواتب لاتتناسب مع إمكانياتهم إلى جانب عدم انضباط الكثيرين منهم في المواعيد وبرامج التدريب أسوة بالمدرب الأجنبي، فيما يؤكد البعض الآخر على قدرات هؤلاء المدربين إلا أن العادة درجت على الركض وراء أصحاب القبعات لأن زامر الحي لا يطرب. وهنا حصيلة ما قالوه في هذا الشأن: رؤساء الاندية خليل الزياني نائب رئيس نادي الاتفاق والمدرب الوطني السابق قال في هذا الامر: لنتحدث عن فرق الدوري الممتاز وهي من وجهة نظري المعنية بالأمر وأنا كنت أتمني ان يسأل هذا السؤال أو يوجه إلى رؤساء الأندية لمعرفة الأسباب الحقيقية لعزوف أندية الدوري الممتاز عن المدرب الوطني رغم أنه إذا أعطيت له الفرصة لديه عطاءات جيدة يقدمها، لكن عليه في المقابل أن يقدم الخدمات التدريبية دون ترفع أو مكابرة وأن لا يتوقف فكره التدريبي عند حد معين بل عليه تطوير قدراته، وأكرر وأتمنى أن يسأل رؤساء الأندية حول عزوفهم عن التعاقد مع المدربين الوطنيين. وحول بعد نادي الاتفاق بحكم أن الزياني نفسه كان مدربا سابقا للفريق والآن نائبا للرئيس عن التعاقد مع مدربين وطنيين للفريق الأول خاصة بعد إقالة باتريسو والتونسي عمار السويح في فترة سابقة قال: مدربو الاتفاق حقيقة محظوظون بخدمة الرياضة السعودية ولم يعد هناك مدرب وطني الآن في الاتفاق بعد انتقال عمر باخشوين إلى تدريب منتخب الناشئين وصالح خليفة إلى إدارة منتخب الناشئين، ونحن نجحنا في استقطاب فيصل البدين ليكون مساعدا للمدرب في الموسم القادم. المرزوق: البداية في الدرجة الثالثة مدرب نادي الخليج الوطني خالد المرزوق قال بأن السؤال من المفترض أن يوجه إلى رؤساء الأندية وليس إلى المدربين لأن المدرب الوطني لا يملك القرار بيده ودائما ما يكون بيد إدارات الأندية مضيفا: وإذا سئلت الآن هل المدرب الوطني قادر على تسيير الأندية المحلية أقول إنه قادر وعلينا أن نقارن فقد أثبتت التجارب بأن المدرب الوطني صاحب فكر حتى من ناحية النتائج والإنجازات تجده حاضرا وبكل ما تحمله الكلمة من معنى ونحن قادرون على تدريب أفضل الأندية السعودية وأرجع وأقول بأن القرار ليس بيد أي مدرب وطني إنما بيد رؤساء الأندية فهم أصحاب القرار أولا وأخيرا. ويستطرد المرزوق قائلا: أحبذ أن يتبنى الاتحاد السعودي لكرة القدم فكرة تكليف المدربين في الدرجة الثالثة والاستعانة فقط بمدربين وطنيين لأن ذلك أفضل لإعطاء المدرب الوطني فرصة مناسبة للعمل، وهناك في جميع مناطق المملكة مدربون وطنيون لاينقصهم سوى منحهم الثقة فقط. الوطني أغلى من الأجنبي عباس آل درويش رئيس نادي النور وضع يده على لب المشكلة قائلا: ما يجنبنا التعاقد مع مدربين وطنيين في كرة القدم هو أن المدرب الوطني أغلى من المدرب الأجنبي فهذه من أهم النقاط التي تجعلنا لا نتعاقد معه فأحيانا كما ذكرت يكون سعر المدرب الأجنبي أقل من المدرب الوطني من ناحية الراتب إضافة إلى أن لديه نقطة الالتزام من ناحية التمارين، وحقيقة المدرب الوطني أحيانا يتأخر عن أداء الحصة التدريبية مع اللاعبين ويتأخر عن أداء المهمة بسبب واجباته الاجتماعية بعكس الأجنبي الذي يلتزم بأداء التدريبات في أوقاتها، ونحن في الأندية الصغيرة مثل نادي النور ننظر إلى نقطة الراتب لأننا نتقاضى إعانة الرئاسة في حدود ال 130ألف ريال ومصاريف المدرب الأجنبي في حدود ال 80 ألف ويدرب أحيانا الثلاث فئات أما الوطني فيدرب فقط الفريق الأول. لايوجد محترفون عبد العزيز القرينيس نائب رئيس نادي هجر قال بأن مشكلة المدرب الوطني باختصار شديد أنه يرتبط بأعماله الخاصة حيث لايوجد لدينا مدربون مرتبطون بهذه المهنة أبدا أو يحترفون التدريب مضيفا: معظم مدربينا متعاونين مع أنديتهم أو أن يكون الواحد منهم مساعدا لمدرب أجنبي وهناك في المقابل مدربون موجودون أمثال محمد الخراشي والسلوة وناصر الجوهر مع المنتخب الأول ولكن تظل مشكلة احتراف المدرب الوطني قائمة لدينا حتى الآن وهي من أهم الأسباب التي تجعل رؤساء الأندية في المملكة يبتعدون عنه إلى جانب تدخل الأمور المالية من سكن ومواصلات وعادات اجتماعية. المشكلة في عدم التفرغ عبد العزيز الدوسري رئيس نادي الاتفاق قال من جانبه إن المدرب الوطني يغيب عن ملاعبنا لعدة أسباب وليس لسبب أو اثنين ويعددها قائلا: أولا التفرغ حيث تجد أن اغلب مدربينا ليسوا متفرغين للتدريب مثل ما هو موجود بالخارج وهناك شيء آخر إلى جانب التفرغ وهوالاستعجال في الوصول إلى القمة، فمن المفترض إذا كان المدرب الوطني مساعدا لمدرب أجنبي أن يحصل على دورات ومن ثم يأخد مكان المدرب الأجنبي، فالعملية بحاجة إلى وقت وصبر إضافة إلى حاجة المدرب الوطني للالتحاق بدورات كثيرة وليس شهرا أو شهرين مثل الآن بل لفترات طويلة ومن المفترض أن يكون هناك التحاق بفرق عالمية أو بأي ناد بالتنسيق مع الاتحاد السعودي مثل الالتحاق بنادي مانشستر أو ريال مدريد ويستطرد: أنا لم أذكر إلا نقاطا قليلة ولكن لابد أن تكون هناك دراسة شاملة فما ذكرته يعد قطرة من بحر. الوطنيون الأميز المدرب الوطني بندر الجعيثن مدرب المنتخب الأولمبي سابقا قال: أعتقد أن المدرب الوطني متواجد في الساحة وليس بغائب كما يقال وأكبر دليل المدرب علي كميخ والآن ناصر الجوهر مع المنتخب السعودي وسابقا خالد القروني مع الاتحاد والوحدة وغيرها وخالد المرزوق مع الخليج ولكن المشكلة في أن إدارات الأندية لدينا تعتمد على المدرب الأجنبي وهناك مجموعة من المدربين الوطنيين المميزين بكل صراحة ودائما ما يكونوا أساسيين في الفرق لكن نظرات إدارات الأندية للأجنبي قادت للاعتماد عليهم أكثر من المدرب الوطني والمدربين الأجانب مع الأسف يأتون بقدرات أقل من الوطني والمتواجدين في الساحة من الوطنين أفضل منهم. مضيفا: المتواجدون في دوري الدرجة الأولى والثانية والذين كان أغلبهم من المدربين العرب من تونس ومصر نتائج المدرب الوطني كانت أفضل من نتائجهم وهذا بلاشك يعطي انطباعا بأن المدرب الوطني متى ما كان متواجدا وأعطي الفرصة الكاملة ومتى ما توفرت له المميزات التي يمتلكها المدرب الأجنبي فسيعطي أكثر. وزاد: لكن لابد أن تعطى له المساحة والحرية الكاملة وعدم التدخل فى عمله ولابد من توفر الثقة من قبل الإدارة ولابد كذلك من تدخل الإعلام الذي هو الأساس حتى لاتكون هناك تشكيكات في قدراته وحتى لايؤثر عليه نفسيا. وكرر الجعيثن قوله بأن المدرب الوطني يحتاج إلى الدعم الإعلامي أكثر من الدعم الإداري، وأشار إلى أنه بعد النتائج المخيبة التي يقدمها المدربون الأجانب أصبحت إدارات الأندية تتجه إلى المدرب الوطني وأصبح مدربونا يستنكرون المصطلحات التي تطلق عليهم مثل كلمة مدرب طوارئ والآن أي مدرب وطني له اسمه ولابد أن يكون له عقد جديد وشخصية ومميزات تختلف عن السابق. وأضاف: لابد الآن أن يكون للمدرب الوطني حضوره واحترامه لأن المدربين الأجانب يتميزون عن المدربين الوطنين بأنهم متفرغون ويسافرون من بلد إلى آخر وحتى الرواتب والعقود التي يحصلون عليها تجدها بالألوف، وقال بينما المدرب الوطني مرتبط بوظيفة ولايدرى هل يضمن حقوقه أم لا حينما يكون هناك إخفاق وعدم توفيق أو إلغاء عقد وحقيقة كلها أمور يفكر فيها المدرب الوطني إلى جانب أن البعد والترحال بالنسبة للمدرب الأجنبي سهل بعد تعودهم عليه، ولو كانت هناك تأمينات للمدرب الوطني في حالة احتراف التدريب ورواتب ومميزات متوفرة فلا أعتقد أن يكون هناك تأخير فى احتراف المدرب الوطني للتدريب خارج المملكة أو داخلها.