أجرى الرئيس السوري أحمد الشرع محادثات في دمشق مع عضو في الكونغرس الأميركي، وفق ما ذكرت الرئاسة السورية، في أول زيارة يقوم بها نائب أميركي منذ إطاحة حكم بشار الأسد في ديسمبر. وصل النائب الجمهوري كوري ميلز، إلى سورية برفقة مارلين ستوتزمان، النائب كذلك من حزب الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وأشار البيان الرئاسي إلى أن الشرع التقى ميلز في قصر الشعب في دمشق بحضور وزير خارجيته أسعد الشيباني. وتسعى الحكومة السورية الجديدة إلى رفع العقوبات الدولية التي فُرضت في عهد الأسد من أجل إنعاش الاقتصاد السوري المنهك جراء نزاع بدأ باحتجاجات مطالبة بالديموقراطية عام 2011. وخففت الولاياتالمتحدة بعض عقوباتها في يناير، لتسهيل الوصول إلى "الخدمات الأساسية". وقدرت الأممالمتحدة في تقرير أصدرته في فبراير أن تسعة من كل عشرة سوريين يعيشون اليوم تحت خط الفقر. ومن المقرر بأن يشارك وفد وزاري سوري مع حاكم المصرف المركزي في اجتماعات لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي تعقد الأسبوع المقبل في واشنطن، وفق ما أفاد مصدران مواكبان للاجتماعات وكالة فرانس برس. وتأتي زيارة النائبين الأميركيين في وقت أعلنت الولاياتالمتحدة عزمها خفض عدد الجنود الأميركيين المنتشرين في سورية إلى أقل من ألف جندي تقريباً في الأشهر المقبلة. وقال ستوتزمان لرويترز: "توجد فرصة هنا، وهذه الفرص لا تأتي إلا مرة واحدة في العمر... لا أريد دفع سورية إلى أحضان الصين، أو العودة إلى أحضان روسيا وإيران". فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أنها تعتزم خفض عدد الجنود الأميركيين المنتشرين في سورية إلى أقل من ألف جندي تقريباً في الأشهر المقبلة. وتحتفظ واشنطن بقوات في سورية منذ سنوات كجزء من الجهود الدولية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي استولى على مساحات شاسعة من الأراضي هناك وفي العراق المجاور قبل أكثر من عقد قبل أن يمنى بهزائم في البلدين. وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل في بيان: إن "وزير الدفاع أعطى توجيهات بإدماج القوات الأميركية في سورية عبر اختيار مواقع محددة"، دون تحديد المواقع التي سيجري فيها ذلك. وأضاف أن "هذه العملية المدروسة والمشروطة من شأنها خفض عديد القوات الأميركية في سورية إلى أقل من ألف جندي أميركي خلال الأشهر المقبلة". وتابع بارنيل أنه "مع حدوث هذا الإدماج، بما يتفق مع التزام الرئيس ترمب بالسلام من خلال القوة، ستظل القيادة المركزية الأميركية مستعدة لمواصلة الضربات ضد بقايا تنظيم داعش الإرهابي في سورية"، في إشارة إلى القيادة العسكرية المسؤولة عن المنطقة. وسبق أن شكك الرئيس دونالد ترمب بجدوى وجود قوات أميركية في سورية وأمر بسحب هذه القوات خلال ولايته الأولى، لكنه عدل عن رأيه في النهاية. وصعدت واشنطن من عملها العسكري ضد تنظيم داعش الإرهابي في سورية في أعقاب الإطاحة بالأسد، على الرغم من أنها حولت تركيزها مؤخراً إلى اليمن لاستهداف ميليشياالحوثيين الذين يهاجمون خطوط الشحن الدولي منذ أواخر عام 2023. وتعرضت القوات الأميركية في العراق وسورية لهجمات متكررة من قبل مسلحين موالين لإيران في أعقاب اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، لكنها ردت بضربات عنيفة على أهداف مرتبطة بطهران، وتراجعت الهجمات إلى حد كبير. ولسنوات أعلنت واشنطن أنها تنشر نحو 900 عسكري في سورية في إطار الجهود الدولية ضد الإرهاب لكن البنتاغون أعلن في كانون ديسمبر 2024 أن عدد جنوده في سورية تضاعف في وقت سابق من العام إلى نحو ألفين. وفي وقت تعمل الولاياتالمتحدة على تقليص قواتها في سورية، سعى العراق أيضاً إلى إنهاء وجود التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة على أرضه، حيث قالت واشنطن: إنها تحتفظ بنحو 2500 جندي هناك. وأعلنت الولاياتالمتحدةوالعراق أن التحالف سينهي مهمته العسكرية التي استمرت عقداً في العراق بحلول نهاية عام 2025، وبحلول سبتمبر 2026 في إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي.