ذكر نشطاء من المعارضة السورية أن العشرات لقوا حتفهم أمس الأربعاء في قصف نفذته القوات النظامية السورية على حلب في أسوأ هجوم على المدنية منذ بدء القتال سعيا للسيطرة عليها قبل شهرين، وقال الناشط بسام الحلبي : «حلب تحترق» ، مضيفا أن القصف الحكومي للمناطق التي يسيطر عليها الثوار يجري منذ الساعات الأولى من اليوم، وفي بيروت قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي: إن لبنان من الدول التي يمكن ان تنتقل اليها الأزمة السورية لأسباب سياسية وأمنية وجغرافية ، لكنه دعا اللبنانيين الى الاتحاد لانهم «كلهم في باخرة واحدة» قد تغرق اذا هبت العاصفة على المنطقة، وقال ميقاتي في مقابلة مع رويترز في مكتبه بمقر الحكومة في بيروت : إنه مطمئن الى ان اللبنانيين يتخذون الخيار الصحيح بالبقاء بعيدين عما يجري حولهم من أحداث، وقال : حتما ان ارتدادات ما يحصل في سوريا يطال الدول المحيطة بسوريا. هناك دول لديها نوع من المناعة ويوجد دول عندها أمن. أعتقد أن وضعنا في لبنان الأمني والسياسي والجغرافي يجعلنا في موقف دقيق حيال ما يجري في سوريا، لكنه أوضح ان التصدي لهذا الأمر يتم «بوطنيتنا وبالتأكيد على تماسكنا نحن كلبنانيين ونتوحد صفا واحدا ضد استيراد الأزمة الى لبنان». طلب لبنان من سوريا احترام سيادة أراضيه وعدم قصفها، وقتل عدة مدنيين لبنانيين من بينهم نساء وأطفال خلال عمليات توغلت فيها القوات السورية في الأراضي اللبنانية أو قصفتها بقذائف المورتر، وتقول سوريا: إن هذه العمليات تستهدف مقاتلي المعارضة الباحثين عن ملاذ آمن. وقد اندلعت الانتفاضة الشعبية قبل 17 شهرا ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها ما لبثت ان اتسعت وتحولت الى مواجهات عسكرية أدت الى سقوط الاف القتلى، وقال ميقاتي : اذا أتت الأزمة الى لبنان فان الخطر لن يستثني أحدا. لا أحد يظن نفسه انه سيستفيد والثاني في خطر. كلنا في باخرة واحدة هذه الباخرة اذا دخل عليها ماء من هذه العاصفة القوية التي تهب في المنطقة يمكن ان تغرقنا. ودعا الملياردير ورجل الأعمال السني اللبنانيين الى التماسك «وأن يكونوا يدا واحدة ليشكلوا سدا منيعا أمام استيراد أي أزمة على لبنان وأمام أي عاصفة تهب على المنطقة»، وقال ميقاتي : حتى الآن استطعنا ان ننأى بأنفسنا. أتمنى أن نبقى قادرين على منع انتقال الأزمة للبنان وهذا الأمر لا يتم إلا بوحدة اللبنانيين والتفافنا سويا. نحن نريد ان يبقى لبنان آمنا وسالما وسدا منيعا أمام أي اضطراب أو أي نوع من الفوضى داخل لبنان. وانعكست الأزمة السورية على لبنان، حيث شهدت الأشهر الماضية اشتباكات في مدينة طرابلس بشمال البلاد بين مسلحين من الأقلية العلوية التي ينتمي لها الرئيس السوري ومسلمين سنة أدت الى سقوط عشرات القتلى. وطلب لبنان من سوريا احترام سيادة أراضيه وعدم قصفها، وقتل عدة مدنيين لبنانيين من بينهم نساء وأطفال خلال عمليات توغلت فيها القوات السورية في الأراضي اللبنانية أو قصفتها بقذائف المورتر، وتقول سوريا: إن هذه العمليات تستهدف مقاتلي المعارضة الباحثين عن ملاذ آمن، وقال ميقاتي: إنه طلب من السفير اللبناني في دمشق إبلاغ الخارجية السورية بالقصف الذي تتعرض له قرى حدودية لبنانية متاخمة، واستطرد قائلا : نتمنى ألا يتكرر سقوط القذائف. وأضاف «نحن نأينا بأنفسنا عن التدخل في سوريا، لكن لا نريد ان يقحمنا أحد فيما يجري من أحداث في سوريا. كما لا نريد ان يحصل أي خطأ مع لبنان أو أي أحد يستورد الأزمة الى لبنان عندها سيكون الوضع مختلفا، اضافة الى ذلك لم ننأ بأنفسنا عن كل شيء انساني نحن نساعد في الرعاية والاسكان والطبابة والتعليم والغذاء»، وتقول الأممالمتحدة: إن نحو 2ر1 مليون نزحوا في سوريا أثناء الصراع وهناك 230 ألف لاجئ آخرون فروا الى أربع دول مجاورة، وقال ميقاتي : لدينا أكثر من 130 ألف سوري، لكن يوجد بينهم ميسورون بحوالي خمسين أو ستين الفا. يوجد حوالي 60 الفا هم بحاجة الى المساعدة والمسجلون لدى مفوضية شؤون اللاجئين لدينا حوالي 40 ألفا. وأضاف «كل ما أتمناه للشعب السوري هو الأمن والأمان وأن تعود سوريا الى طبيعتها. حتما السيناريوهات متعددة، لكن ما يهمني هو أثر أي سيناريو على لبنان. أنا اليوم رئيس حكومة لبنان تهمني راحة بلدي وازدهاره وسلامته ، وأتمنى ان تنتهي الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن وأن نرتاح مما يحدث في المنطقة. آلاف اللاجئين السوريين ينتظرون من ناحية ثانية ينتظر على الحدود السورية المتاخمة لتركيا آلاف من النازحين السوريين لدخول الأراضي التركية هربا من المعارك في بلادهم، وقال ناشط سوري أمس الأربعاء على الحدود : هناك نحو أربعة آلاف سوري، الكثير منهم بلا مأوى، صامدون على الجانب السوري عند المعبر الحدودي بالقرب من مدينة كلس التركية وحده، وأضاف الناشط أن هناك منظمات إغاثة تركية تدعم اللاجئين بمواد غذائية وينظمون سبلا لدخول المرضى والمصابين إلى تركيا، وقال الناشط : «الوضع مزر.. نعتقد أن هذا الوضع من شأنه زيادة الضغط على إنشاء منطقة حماية في سوريا». يذكر أن تركيا استقبلت حتى الآن أكثر من 80 ألف لاجئ سوري.