عيدٌ بِأيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عِيد بِما مَضَى أَم لأَمْرٍ فِيكَ تجدِيد أَما الأَحِبةُ فالبَيَداءُ دُونَهُمُ فَلَيتَ دُونَكَ بَيْدًا دونَها بِيدُ آثرت ان تكون هذه الابيات هي مفتتح هذا المقال وان كان المتنبي حملها وما بعدها من ابيات همومه الشخصية التي أرى انها انعكاس لواقع عربي مرير عاشه بين حروب وانقسامات وصراع على السلطة وخصومات فكرية وأدبية بين شعراء ومفكرين. وتساءلت وانا اشهد ما يدور بيننا عربيا وحولنا عالميا وما تمور به احلامنا من احزان وصراعات وانقسامات.. الى اين نتجه ونحو اي مصير؟. لا أريد هنا ان ارصد مساحات الالم والتنائي والخلافات ومصادرة الاحلام لانها لم تعد خافية وأضحت تتحدث عن نفسها. فالثقافة في اروقة المحاكم والمثقفون ما بين مداهنة وتملق لمن يملكون امرهم. وصراعات المذاهب على أشدها حتى اضحت تنذر بحروب وشيكة بين الافراد والجماعات والدول ما حدا برجل حكيم مثل خادم الحرمين الشريفين ان يستشرف خطرها المضاف الى اخطار الخارج التي تتربص بنا فنادى بضرورة الحوار بين المذاهب الان في هذا الوقت الصعب. والذي زاد من صعوبته صراعات السلطة وادلجة الافكار التي افرزها الربيع العربي الذي لم تتضح معالمه حتى الان لنضحى فراغ شاسع لكل التيارات النابتة من الداخل والقادمة من الخارج. لقد وقف المتنبي في مطلع قصيدته موقف المتسائل عيدٌ بِأيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عِيد بِما مَضَى أَم لأَمْرٍ فِيكَ تجدِيد الماضي ام التجديد أيهما اتي به العيد؟ وانا هنا ايضا اتساءل بحيرة اكبر واكثر من حيرة المتنبي حينها.. فهو كان يتجه الى ذاته اولا وانا أتجه الى واقعنا العربي. هو يقول (بما مضى) وانا أشعر ان الماضي العربي اضحى في خبر كان ولنا ان نقف لنرقب ما حولنا ثقافيا وفكريا وصناعيا وانسانيا وتنمويا.. وغيرها لندرك ابعاد واقعنا وقتامة المقبل. وإذا كان المتنبي قد تساءل فابن المعتمد قال مؤكدا واقعه المزري الذي لا ينفصل عن الواقع المحيط به حينها: فيما مضى كنتَ بالأيامِ مسروراً فجاءكَ العيدُ في أغماتَ مأسورا واذا صعدنا الى الاعلى زمنيا فلن نجد وضعنا مغايرا كثيرا عن ما وصفه عمر بهاء الدين الأميري (ت1356ه): يقولونَ لي: عيدٌ سعيدٌ، وإنَّهُ ليومُ حسابٍ لو نحسُّ ونشعرُ أعيدٌ سعيدٌ!! يالها من سعادةٍ وأوطانُنا فيها الشقاءُ يزمجرُ انني هنا ورغم ما يحيط بنا وما نعيشه اقول لكم: ها أنا أفتح لكم قلبي.. بسمة طفل واشراقة صبح.. اقول لكم ربما هو عيد ولكنه بإشراقتكم وطموح الغد سيكون عيدا وستكون اجمل تهنئة لكم.