أقام نادي تبوك الأدبي محاضرة بعنوان (المتنبي خروجه من بلاط سيف الدولة وهروبه من بلاط كافور) ألقاها الدكتور عبدالعزيز المانع الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي وأدارها نائب رئيس نادي تبوك الأدبي الدكتور موسى العبيدان ، بدأ المحاضر محاضرته بالحديث عن مكانة المتنبي الشعرية التي تبوأها في عصره ، ثم تحدث عن تعالي المتنبي في المديح وكيفية تعارف سيف الدولة والمتنبي ، ولماذا تفارقا ؟ ثم تطرق الدكتور المانع إلى إقامة أبي الطيب المتنبي في معية كافور ثم هروبه ، وأشار الدكتور المانع خلال حديثه الى أن المتنبي عاش في مصر محبطا رغم المال والعطاء والجاه. وأضاف أنه عندما استقر المتنبي في مصر وطلب منه كافور أن يمدحه بدأ ذلك بقصيدته اليائية وهي قصيدة تضج بالتشاؤم ، وقال نعرف جميعا أن ما كان يطمح إليه المتنبي هو الحصول على الإمارة وهذا ما لم يتحقق له . لكن هذه المماطلة لا تنطلي على شاعر كالمتنبي ، فكتب إلى كافور يستأذنه في المسير إلى الرملة لينجز مالا له بها ، وإنما أراد أن يعرف ما عنده الأسود في مسيرة ولا يكشفه ! فأجابه كافور: لا والله لا نكلفك المسير لتنجز مالك ، ولكننا ننفذ رسولا قاصدا يقبضه ويأتيك به في أسرع مدة ، ولا مؤخر ذلك إن شاء الله. وقال لعل أروع قصيدة سجل فيها ضيقه من الإقامة في مصر هي قصيدة "الحمى" بل وأجمل قصيدة أيضا. وقال ينبغي ان أنبه هنا إلى أن قصائد المتنبي في كافور هي مدائح هجائية ، فهي بشيء من البساطة تارة والتكلف أخرى يمكن أن تحول من المديح إلى الهجاء. وعن هروب المتنبي من بلاط كافور قال المحاضر في سنة 350 ه وفي ليلة عيد الأضحى تضيق الدنيا في عينيه ، ويستغل انشغال كافور وحاشيته وعيونه بالاستعداد للعيد وطقوسه فقرر الهروب مخلفا وراءه قصيدته التي شوهت وجه كافور القائد الصالح ومنها: عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد وقال عضو النادي عبدالرحمن العكيمي في مداخلته ان محاضرة الدكتور المانع حملت سردا أدبيا ولم تأت برؤية جديدة وتساءل لماذا ركز المحاضر على المديح وعلى خروج المتنبي من عند سيف الدولة ولم يتناول الحكمة التي هي الأهم في عالم المتنبي الشعري واستغرب من حديث المانع عن النقد الحداثي لشعر المتنبي وقال العكيمي نحن أمام منتج ثقافي وأدبي سواء كان تقليديا أم حداثيا واستطرد أن النقد الثقافي يعري المتنبي الذي يمثل النموذج النسقي والخراب النسقي في الثقافة العربية وقال إن عبدالله القصيمي في كتابه العرب ظاهرة صوتية وجه أعنف نقد ثقافي للمتنبي وقال إن المتنبي يؤكد طغيان الحكمة في شعره على الأغراض الأخرى حيث قال (أنا وأبو تمام حكيمان والشاعر البحتري).