ما أن يحل العيد المبارك، حتى تخرج إلينا الصحافة العربية بمقالات وعناوين تكاد تكون موحدة. وغالباً تبدأ ببيت شعر للمتنبي يقول: عيد بأية حال عدت ياعيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد ولو تفحصنا البيت الذي يليه لوجدناه: أما الأحبة فالبيداء دونهمُ فليت دونك بيداً دونها بيد عند إمعاننا النظر نجد أن المتنبي يندب حظه وجرحه.. فالمعاناة التي كانت في البيت الثاني لم تكن عن حال الأمة العربية كما يومئ اليه كتّاب اليوم. والإيماءة في المقالات المعاصرة تشير إلى سمة عصرنا نحن العرب، ولم تكن -كغرض المتنبي - إيماءة إلى طموح أو غرض شخصي كما هي الحال في شعر المتنبي. وأريد أن انجذب - بخلاف أبيات المتنبي - إلى شعر مهجري يصور الهزل والتعاسة في حال العالم العربي، والاخفاق في عمل ماهو واجب فهاهو الشاعر القروي (رشيد سليم الخوري) وهو من أوسع شعراء المهجر شهرة، ألقى قصيدة في حفل عيد الفطر في حاضرة البرازيل في العام 1933م. تقول بعض أبيات القصيدة: أُكرّم هذا العيد تكريم شاعرٍ يتيه بآيات النبي المعظم ولكنني أصبو إلى عيد أمة محررة الأعناق من رق أعجم إلى علم من نسج عيسى وأحمد (وآمنةٍ) في ظله أختُ (مريم) فقد مزقت هذي المذاهب شملنا وقد حطّمتنا بين ناب ومنسم