ما أن يحلّ العيد المبارك، أو يقترب حتى تخرج الصحافة العربية بمقالات وعناوين تكاد تكون متشابهة نصَّا وعنواناً. غالباً تبدأ تلك المقالات ببيت مشهور من شعر المتنبي يقول: عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد ولو قرأنا البيت الذي يليه لوجدناه: أما الأحبة فالبيداء دونهمُ فليت دونك بيداً دونها بيد هنا نرى أن المتنبي يصور حاله وحده وحظه وجرحه. والمعاناة واضحة في البيت الثاني. ولم يكن متناولاً حالة أمته، كما يرمي إليه البعض من كتابنا الذين يريدون أن يصوّروا حال الأمة. طموح وغرض شخصي كان المتنبي يطمح إليهما، وأرى أن علينا البحث عن قصيد غير تلك المكررات - فلدينا الكثير من القصيد الذي يصوّر الهزال الذي أصاب الأمة، والظلم الذي حلّ بالناس. والتعاسة التي تركت آثارها بأجزاء كبيرة من وطننا العربي، بسبب عدم الحلول الموفقة والكاملة، والتأرجح. المبالغة في استعمال أبيات شعرية لا نعرف غرضها ولا السبب الذي قيلت من أجله يجعلنا قاصري الثقافة. وذلك الاستعمال المفرط لبيت المتنبي يجعلنا أيضاً قاصري الثقافة.