هل بالفعل سيهبط نادي القادسية أم أن طوق النجاه سيأتي من قرار رفع عدد فرق دوري الأضواء إلى 16 فريقًا. ولكن إن كان كذلك فإن جزءًا من مشاكل نادي القادسية سيتم حلها ولو بشكلٍ مؤقت. ولو أن الهبوط هو مسألة من الممكن حدوثها لأي فريق. أي أن الهبوط يجب ألا يأخذ جزءًا من تفكير القدساويين. ولكن لماذا لا يجب على نادي القادسية الالتفات إلى مسألة الهبوط؟ المشكلة في القادسية ليست في المستطيل الأخضر.. مشكلة نادي القادسية هي أنه النادي الوحيد في المملكة الذي فقد هويته.. فقد كان نادي القادسية ناديًا نموذجيًّا لدرجة أن النادي كان في السابق مثل البيت العائلي للإداريين واللاعبين والجماهير وأعضاء الشرف. وكنا نلاحظ أن نادي القادسية كان به لاعبون من عوائل وبيوت كانت مدينة الخبر هي المكان الذي ولدوا وترعرعوا فيه وكان كل مشجّع يعرف الآخر. وكان هذا الشيء موجودًا في أندية المنطقة الشرقية والأحساء. ولكن نادي القادسية استطاع بالإضافة لذلك أن يقوم بتوسيع دائرة نفوذ النادي. وامتد نشاط نادي القادسية إلى جميع الشرائح في مجتمع مدينة الخبر. وزاد نشاط النادي ليصل إلى المرافق الحكومية والأهلية في مدينة الخبر، والظهران. ومثال على ذلك هو أن جزءًا من كبار مسؤولي القاعدة الجوية كانوا جزءًا من إدارة النادي.. كنا نرى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز وسمو الأمير عبدالله بن خالد بن تركي وغيرهم من الأمراء، بالإضافة إلى مسؤولي الكثير من الدوائر الحكومية والشركات يحتفلون مع الكل في نادي القادسية عند تحقيق أي بطولة. وبكل صراحة هذه كلمات لا تدل فقط على المستوى الهابط للاعبين القادسية. بل تدلّ على ما وصلت إليه الإدارة القدساوية الحالية والسابقة من ضياع في معارك تصفية حسابات وليس لمصلحة النادي. ولا ننسى تواجد الشيخ أحمد الزامل الذي كان الشخصية المؤثرة في هذا النادي. ولم يكن أحد يسمع عن أي مشكلة في النادي واستطاع نادي القادسية تحقيق بطولات كثيرة. وأصبحت أنشطة رمضان حدثًا ينتظره شباب الخبر بفارغ الصبر. ولكن ماذا حدث لهذا النادي الذي يجب أن يكون وضعه أفضل. ولماذا فقد نادي القادسية هويته؟ أولًا رأينا أندية هبطت ولم تحقق النتائج المطلوبة. ولكن لم تحدث بها أي ضجة. ولكن ما حدث في نادي القادسية من أخذٍ وردّ ونشر غسيل في أعمدة الصحف جعل كل مشجّع للنادي يفكر مرات قبل أن يتعاطف مع ناديه. وجعل كل ضيف شرف يخاف على اسمه ويبتعد. والآن نرى قدساويين يطالبون برحيل الإدارة. وسمعنا أن هناك لاعبين لم يستلموا مستحقاتهم. وعند ذلك بدأ الكل يسأل: كيف لنادٍ دخلت ميزانيته أكثر من ثلاثين مليون ريال ومع ذلك لا يصرف مستحقات اللاعبين. والأكثر من ذلك الحديث الذي يدور حول أربعة ملايين سلفة مستردّة لأمين عام النادي عبدالعزيز الموسى.. فلماذا هناك سلفة إذا كان نادي القادسية لديه مبالغ كبيرة. ولماذا نسمع عن صفقات بيع لاعبين وفي بداية كل موسم نسمع الإدارة القدساوية تشتكي من عدم وجود لاعبين جيدين ومخلصين. والشيء المُحزن الآن هو سماعنا تصريحاتٍ نارية وتصفية حسابات بين الإدارة الحالية وإداريين سابقين.. فقد سمعنا أن علي بادغيش يعارض إسقاط الإدارة برئاسة عبدالله الهزاع وجاسم الياقوت يطالب بكف يد الإدارة. وبكل صراحة هذه كلمات لا تدل فقط على المستوى الهابط للاعبين القادسية. بل تدلّ على ما وصلت إليه الإدارة القدساوية الحالية والسابقة من ضياع في معارك تصفية حسابات وليس لمصلحة النادي. وفي الختام.. فإن نادي القادسية لم يهبط فقط، بل فقد هويته وضيّع إنجازاته. [email protected]