فشلت إيران عبر محاولاتها المتكررة للنيل من أمن المملكة وغيرها من الدول الخليجية والعربية، وذلك فيما يواصل قادة ملالي طهران عدوانهم السافر وتدخلهم بالدول العربية متبجحين بسيطرتهم على عواصم عربية في أكثر من بلد. وقد فضحت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب -وعلى رأسها المملكة- أفعال إيران وتصدت لها في أكثر من مكان، وأضحت إيران اليوم أمام العالم بلدا راعيا للإرهاب، ومؤججا للطائفية، وصارت العزلة الدولية لنظام الملالي في طهران تزداد يوما بعد آخر. وتعمل سياسة التحريض الإيرانية على توجيه مسار السياسات في الدول العربية والمنطقة المنطلق من خلفية المشروع الإيراني للهيمنة على المنطقة، منذ إسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي حينما تغيرت إيران داخليا وخارجيا، وأخذت تعمل على مدى 4 عقود على محاولة تصدير ما سمته «الثورة» إلى خارج أراضيها. فنظام الملالي في إيران لم يخف صراحة رغبته في إحياء امبراطوريته الغابرة منذ اللحظة الأولى لتوليه السلطة. ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم بات جليا أن طهران هي الداعم الأكبر للإرهاب في العالم. وقد تجلى ذلك واضحا في حادثة إطلاق المتمردين الحوثيين صاروخا باليستيا على الرياض قبل أيام، وقد تبين أن مَنْ يقف وراءه نظام طهران، الذي يمتلك هذا النوع من الصواريخ وتسلمها للمتمردين. ولم يتوقف دور إيران عند هذا الحد، فقد لعبت إيران على وتر الطائفية، فوجدت في لبنان أرضا خصبة لأفكارها المتطرفة، فشكلت ميليشيا حزب الله الإرهابية. وفي سوريا عززت طهران سيطرتها على البلاد، وباتت تسيطر على مفاصل القرارين السياسي والعسكري هناك، باعتبارها متحكمة بنظام بشار الأسد. وفي العراق تغلغلت إيران خلال أعوام سابقة في تفاصيل الحكم بالتعاون مع نوري المالكي، وأشرف نظامها على تشكيل ميليشيا الحشد الشعبي في العراق المتهمة بارتكاب انتهاكات عدة. أما في اليمن، فقد استنسخ النظام الإيراني تجربة ميليشيا حزب الله وأنشأ ميليشيا الحوثي، التي انقلبت على الشرعية، وفرضت قوتها بالسلاح. وكانت البحرين الأكثر تضررا من العدوان الإيراني، عبر مئات المحاولات لتنفيذ عمليات إرهابية. أما الكويت فقد شهدت منذ الثمانينيات هجمات إرهابية عدة نفذتها إيران وذراعها ميليشيا حزب الله اللبناني. وتواصل ايران تدخلها السافر في الشؤون الداخلية العربية وخروقاتها للنسيج العربي، خاصة خلال السنوات الأخيرة، وانكشف الدور المشبوه الذي تلعبه إيران بشكل واضح لاسيما في الخليج، حيث كان الهدف منه زعزعة أمن المنطقة لتحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية. وسبق لمجلس التعاون الخليجي أن أصدر بيانات إدانة لاستمرار التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول المجلس بما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. كما أوضح المجلس أن التدخل الإيراني في شؤون دول الخليج العربي يتم من خلال التآمر على أمنها الوطني وبث الفرقة الطائفية بين مواطنيها في انتهاك لسيادتها واستقلالها ولمبادئ حسن الجوار والأعراف والقوانين الدولية. كما تأتي التحركات الإيرانية -المتمثلة في تهديد أمن واستقرار الدول العربية والتدخل في شؤونها الداخلية خاصة الدول الخليجية- لصرف أنظار الإيرانيين عن القيام بحركات احتجاجية تهدف لتغيير نظامها الديكتاتوري والمطالبة بالديموقراطية. وتتصدى المملكة بكل حزم لمحاولات إيران تصدير ثورتها كهدف إستراتيجي طائفي مشحون بأجندات دينية سياسية. مما يعني أن البعد الطائفي الديني وإشعال الأوضاع الداخلية في دول الخليج كما شهدته الساحة البحرينية هي عوامل محفزة ومساعدة على بسط السيطرة لإحداث تدخلات تعين على الإخلال بالأمن الخليجي.