لا يمكن تفسير ما يدور في اليمن من مواجهات بين التحالف العربي بقيادة المملكة وبين الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية بدعم واضح من النظام الإيراني الإرهابي إلا أنه يمثل في واقع الأمر دفاعا عن الهوية العربية التي تحاول تلك الميليشيات مع حكام طهران طمسها والقفز عليها من خلال تدخل إيران السافر في الشأن اليمني؛ لبسط سيطرتها كما هو الحال في بسط نفوذها على بعض دول المنطقة. ما يجري على الأرض اليمنية يحتم استمرارية التحالف العربي في تصعيد عملياته العسكرية؛ انقاذا لعروبة اليمن وانتشاله من مغبة السقوط في براثن الإرهاب الإيراني الذي احتضنته الميليشيات الانقلابية وساعدته على التدخل في الشأن اليمني وما يعنيه من خطر داهم على هذا القطر العربي وبقية أقطار المنطقة، فالزحف الأخطبوطي الإرهابي الإيراني لا يزال قائما. عناصر الميليشيات الانقلابية لا تزال تسقط بالمئات مع اشتداد حدة المعارك الدائرة على عدة جبهات كالجوف وحجة ونهم وصعدة وتعز والبيضاء ومأرب وشبوة، فعودة الشرعية مطلب للتحالف العربي يتلاقى مع أهمية إبعاد اليمن عن خطر النفوذ الإيراني وبسط سيطرته على أرض ما زالت تهتز تحت أرجل الطغاة من حكام طهران ومن الميليشيات الحوثية الانقلابية الإرهابية. الخسائر الفادحة في الأرواح والمعدات بين صفوف الميليشيات في ارتفاع مستمر، واعلان هزيمتهم الأخيرة وشيك؛ لعدم تمكنهم من مواصلة المواجهة مع قوات التحالف وقوات الشرعية اليمنية، ولفقدانهم أهم عناصرهم في حرب مصيرية لابد أن تنتصر فيها ارادة الشعب اليمني على أعدائه وأعداء حريته وكرامته وسيادته من تلك الميليشيات المتعاونة مع النظام الإيراني الإرهابي. استعادة اليمن لكامل أراضيه وسيادته الوطنية وانتزاع حريته من براثن الميليشيات الحوثية هو هدف عربي لا يصب في روافد تخليص اليمن من أعدائه فحسب، بل لانقاذه من تسلط النظام الايراني على مقدراته، وانقاذه من مشروعاته التوسعية الإرهابية مع أعوانه ووكلائه في اليمن، فالتنسيق في المعارك الدائرة بين تلك الميليشيات وأعوانهم الإيرانيين يبدو واضحا وجليا وليس خافيا على أحد. لقد سلم أولئك المعتدون من الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح الانقلابية ذقونهم إلى أسيادهم الإيرانيين، وسمحوا للنظام الإيراني بالتدخل في شأن اليمن طمسا لعروبته وبسطا لنفوذه عليه، وهو حلم من الأحلام التي تراود حكام طهران. غير أن ارادة الشعب اليمني هي المنتصرة في نهاية المطاف، وعلامات الانتصار بدأت تظهر بوضوح، فأبناء الشعب اليمني هم الذين اختاروا شرعيتهم بمحض إرادتهم وحريتهم وما زالوا يكافحون ويناضلون مع قوات الجيش الوطني اليمني المدعومة من قبل التحالف؛ لانقاذ دولتهم من براثن أعدائهم ومن يقف خلفهم من الإرهابيين الايرانيين الحالمين ببسط نفوذهم وسيطرتهم على اليمن.