كشفت وثائق زعيم منظمي القاعدة الإرهابية أسامة بن لادن نشرتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الأربعاء، عن أحداث مثيرة بينت طبيعة العلاقة التحالفية بين تنظيم القاعدة وإيران. وعرضت واحدة من الوثائق عمق العلاقات بين تنظيم القاعدة وابن لادن، إذ كشفت الوثيقة المكونة من 19 صفحة أن إيران عرضت على تنظيم القاعدة دعمه بكل ما يلزم، بما في ذلك بالمال والسلاح والتدريب في معسكرات حزب الله في لبنان، مقابل ضرب المصالح الأمريكية في السعودية والخليج. وثبت لاحقاً أن حزب الله اللبناني التابع لإيران قد درب عناصر من القاعدة بمن فيهم إرهابيون اشتركوا في تفجيرات 11 سبتمبر عام 2001 في نيويورك. تأشيرات دخول وأشارت الوثائق إلى أن الاستخبارات الإيرانية سهلت سفر بعض عناصر القاعدة بتأشيرات الدخول، بينما كانت تؤوي الآخرين، وفقا لصحيفة «التليجراف» البريطانية. وذكرت الوثائق أن ابن لادن كتب بنفسه طلبا للخميني المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية يطالبه فيه بالإفراج عن أحد أفراد عائلته. وبيّنت الوثائق أن القاعدة ليست في حرب مع إيران وأن بعض المصالح تتقاطع. وشهد عراقيون أن تنظيم القاعدة قد فجر مرقدين شيعين في سامراء عام 2006 بأمر من طهران لتفجير حرب طائفية في العراق لإرهاب الشيعة وقبولهم الهيمنة الإيرانية في العراق. وثائق أبوت آباد يذكر أن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، ومقرها واشنطن، نشرت 470 ألف ملف وجدت في جهاز الكمبيوتر، الذي صودر في مايو 2011 خلال المداهمة للمجمع الذي كان أسامة بن لادن يختبئ فيه في أبوت آباد بباكستان، وأسفرت عن مقتل ابن لادن. واحتوى جهاز الكمبيوتر على مجموعة شرائط مصورة تضمنت أفلام رسوم متحركة للأطفال وعدة أفلام من إنتاج هوليوود و3 أفلام وثائقية عن ابن لادن نفسه. وهذه رابع مجموعة من المواد التي أُخذت من المجمع، تنشرها الإدارة الأمريكية منذ مايو 2015. وأشارت الوكالة إلى أن من بين ما نُشر الجريدة الشخصية لابن لادن و18 ألف ملف وثائقي ونحو 79 ألف ملف صوتي ومصور وأكثر من 10 آلاف ملف يتضمن أفلاما مصورة. علاقة قديمة وكانت الوثائق التي صادرتها القوات الأمريكية بعد مقتل ابن لادن عام 2011 في مخبئه بمدينة أبوت آباد الباكستانية، قد بينت أن القاعدة كانت تتحرك بأريحية داخل إيران. وأشارت إلى أن التنظيم ربما رغب في لحظة ما خلال عام 2006، في تأسيس مكتب له بطهران، لكنه عاد ورفض الفكرة بسبب ارتفاع التكاليف بصورة مفرطة. وبحسب الوثائق، فإن تعامل إيران مع التنظيم يعود لفترة التسعينيات. بيّنت وثائق أمريكية جديدة أماطت السلطات اللثام عنها أمس الأول عن حجم العلاقة السرية بين زعيم القاعدة أسامة بن لادن وإيران. ونشرت السلطات الأمريكية أحدث دفعة من الوثائق وبينها واحدة من 19 صفحة تحتوي على «تقييم» لعلاقة الجماعة مع إيران. ويوضح كاتب الوثيقة -وهو «من القيادات»- أن إيران عرضت على تنظيم القاعدة «كل ما يلزم»، بما في ذلك «المال والسلاح» و«التدرّب في معسكرات حزب الله بلبنان، مقابل ضرب المصالح الأمريكية في السعودية والخليج». وسهلت الاستخبارات الإيرانية سفر بعض عناصر القاعدة بتأشيرات الدخول، بينما كانت تؤوي الآخرين. فساعدت أبو حفص الموريتاني، قبل 11 سبتمبر، على إيجاد ملاذ آمن لرفاقه داخل إيران. وأوضح الكاتب أن القاعدة ليست في حرب مع إيران وأن بعض «المصالح تتقاطع،» خصوصاً عندما يتعلق الأمر بأنه «عدو أمريكا». كما تضمنت الوثائق المنشورة مقطع فيديو لزفاف حمزة، نجل أسامة بن لادن، والمرجح أن يكون الحفل قد نظم في إيران. وفي رسالة نشرت في وقت سابق، وصف ابن لادن إيران بأنها «الشريان الرئيس للأموال، والموظفين، والاتصالات»، لتنظيم القاعدة. من جانبها، وعلى الرغم من بعض الخلافات، واصلت إيران تقديم الدعم اللازم لعمليات القاعدة. ومنذ يوليو 2011، استهدفت وزارة الخزانة الأمريكية أكثر من مرة «شرايين تمويل ودعم القاعدة» داخل إيران. ويرجح أنه لا يزال هناك المزيد من «الكشوفات» عن علاقة تنظيم القاعدة بإيران.