أفصحت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أمس الأول، عن دفعة جديدة من الوثائق التي جُلبت من المنزل الذي قتل فيه زعيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان عام 2011، وتفضح العلاقة بين «القاعدة» وإيران. ولم يستبعد مراقبون ومواقع أمريكية أن تؤدي المعلومات الجديدة إلى إحراق الاتفاق النووي الإيراني. وتكشف وثيقة من 19 صفحة عن تقويم لعلاقة القاعدة مع إيران، ويوضح كاتبها -وهو من القيادات- أن إيران عرضت على التنظيم الإرهابي كل ما يلزم، بما في ذلك المال والسلاح والتدرّيب ل«سعوديي التنظيم» في معسكرات «حزب الله» في لبنان، مقابل ضرب المصالح الأمريكية في السعودية والخليج. وقد سهلت الاستخبارات الإيرانية سفر بعض عناصر القاعدة بتأشيرات دخول، بينما كانت تؤوي الآخرين. فساعدت أبو حفص الموريتاني، قبل 11 سبتمبر، على إيجاد ملاذ آمن لرفاقه داخل إيران. وأوضح الكاتب أن «القاعدة» ليست في حرب مع إيران، وأن بعض «المصالح تتقاطع،» وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالعداء لأمريكا. وتضم الوثائق صورا ليوميات كتبها مؤسس التنظيم المسؤول عن اعتداءات 11 سبتمبر 2001، وتسجيل فيديو لحفل زفاف نجله حمزة. ويشكل تسجيل فيديو لزفاف حمزة، الذي تم تصويره في إيران مثالا على العلاقة بين طهران والقاعدة. وتظهر وثائق تم الكشف عنها سابقا من بينها رسائل نشرتها وكالة فرانس برس في مايو 2015 أن بن لادن كان يعدّ حمزة لخلافته على رأس التنظيم، وأن هذا الأخير موجود حاليا في إيران. لكن إقامة حمزة ومسؤولين آخرين من «القاعدة» في حماية السلطات الإيرانية، يشكل دليلا على وجود علاقة تعاون بين طهران وزعيم القاعدة، إلا أن الوثائق تكشف أيضا عن مراسلات بين الإيرانيين و«القاعدة» من بينها رسالة وجهها أسامة بن لادن إلى المرشد علي خامنئي طالبه فيها بالإفراج عن مقربين منه. وأوضح الباحث توماس جوسلين أن «وثائق أخرى تظهر أن «القاعدة» خطف دبلوماسيا إيرانيا لمبادلته بأسرى، مضيفا أن رسائل بن لادن تظهر قلقه مع أعوانه من إمكان تعرّض حمزة أو أفراد آخرين من أسرته للتتبع من السلطات الإيرانية بعد الإفراج عن الدبلوماسي. وذكر موقع (إن بي سي) نيوز الأمريكي، أن الوثائق تشير إلى أن علاقة «القاعدة» وإيران كانت أكثر حميمية ما كان يعتقد، وتقدم أدلة على دعم ايران لحرب القاعدة على الولاياتالمتحدة. ولفت موقع (ذا واير) أمس، إلى أنه وبالنظر إلى التوترات الحالية بين واشنطنوطهران، في الآونة الأخيرة على خطوة التي اتخذها الرئيس دونالد ترمب في مراجعة الاتفاق النووي، فإن أي معلومات جديدة حول تفاعل طهران مع الجماعات الإرهابية يمكن أن يؤدي إلى حرق تلك الاتفاقية. من جهته، اعتبر مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية مايك بومبيو، أن نشر هذه المستندات يتيح الفرصة للأمريكيين لمعرفة المزيد حول مشاريع وكيفية عمل هذه المنظمة الإرهابية. وكانت «سي آي إيه»، نشرت أمس الأول 470 ألف ملف إضافي ضبطت في مايو 2011 عندما اقتحم الجيش الأمريكي مجمعا في أبوت أباد وقتل زعيم القاعدة بعد فرار عشر سنوات.