نفى زاهر أبو حسان القيادي في جيش الفتح (أكبر فصائل المعارضة السورية) ما يروجه نظام بشار الأسد ووسائل إعلامه عن اقتراب التوصل إلى هدنة في مدينة حلب، مؤكدا رفض تطبيق إعلان هدنة «شاملة» في المدينة، خلال الأيام القليلة، وذلك على خلفية تسريبات اتفاق روسي أمريكي بهذا الشأن. بينما أكدت روسيا عدم وجود أي خطط لعمليات هجومية في حلب وادعت أن العملية التي تنفذها تحمل طابعا إنسانيا بحتا. في حين أبدت الخارجية الأمريكية قلقها مما يجري في حلب، وقالت إن حوارها مع موسكو يرتكز على فصل الجماعات الإرهابية عن المعارضة المعتدلة. في وقت باتت فيه قوات سوريا الديمقراطية تحكم قبضتها على أكثر من 50% من مساحة مدينة منبج في ريف حلب الشرقي بعد سيطرتها على أغلب الأحياء الغربية والجنوبية وكذلك حي المستوصف في شرقها. فيما طالب الصليب الأحمر الألماني السماح بإدخال الإغاثة دون قيود إلى مدينة حلب المحاصرة. فيما كلفت الحكومة الروسية نائبا سوريا سابقا بالتفاوض مع مسلحي المعارضة لاستعادة جثث الطيارين الروس الذين قتلوا في تحطم طائرتهم المروحية في ريف ادلب شمال غرب سورية. وأكد زاهر أبو حسان القيادي في جيش الفتح، في تصريح لقناة «أورينت نت» بثته الاربعاء، عدم وجود أي حديث عن هدنة مع النظام في حلب، مشدداً على أن المعارك مستمرة حتى تحرير كامل المدينة. وأضاف أن النظام حاول نشر إشاعات حول اقتراب التوصل إلى هدنة شاملة في حلب، وذلك بهدف تخفيف الصدمة عن مؤيديه ورفع معنوياتهم، عقب التقدم الكبير الذي حققته فصائل «جيش الفتح» و«فتح حلب» في محيط مدينة حلب، واقتراب فك الحصار عن الأحياء الشرقية. وحول ما كشف عن أن الولاياتالمتحدةوروسيا تقتربان من إعلان هدنة «شاملة» في مدينة حلب، تتراوح بين الخمسة والسبعة أيام، وأن المفاوضات بين الجانبين، وصلت إلى مرحلتها النهائية، قال أبو حسان إن معارك فك الحصار عن الأحياء المحاصرة لن تتوقف، مشدداً على أن «الهدنة تبدأ فقط بعد تحرير مدينة حلب». يشار أن فصائل «جيش الفتح» و«غرفة عمليات فتح حلب»، أطلقت يوم الأحد، عملية عسكرية كبيرة بهدف فك الحصار عن الأحياء الشرقية ضمن معركة «الغضب لحلب»، حيث تمكن الثوار من الوصول إلى مشارف «كلية المدفعية» في منطقة الراموسة. على صعيد آخر، ذكر رئيس فرع منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة «يونيسف» في ألمانيا كريستيان شنايدر، أن الحرب في سورية تُدار بوحشية متزايدة. وقال شنايدر في تصريحات لصحيفة «راين-نيكار-تسايتونج» الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء: «تحدث جرائم حرب بضراوة تحبس الأنفاس... عقب استمرار الحرب لخمسة أعوام يبدو أنه تم تخطي كافة الخطوط الحمراء، ما خلف عواقب وخيمة على المدنيين، خاصة الأطفال». وذكر شنايدر أن الأطفال في سورية يعانون من خوف شديد وشقاء، مضيفا أن كثيرا منهم قُتل. تجدر الإشارة إلى أن «يونيسف» تطالب بممر لتوصيل المساعدات للمدنيين في سورية تحت إشراف الأممالمتحدة. من جانبه، طالب الصليب الأحمر الألماني أطراف النزاع في سورية بالسماح بإدخال الإغاثيين دون قيود إلى مدينة حلب المحاصرة. وقال رئيس المنظمة رودولف زايترز في تصريحات لصحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونج» الألمانية الصادرة الأربعاء: «يتعين توفير طرق فرار آمنة وإمدادات». وذكر زايترز أن الوضع الإنساني في حلب مروع، وقال: «تم استهداف المستودعات وشبكات المياه والمباني العامة والمساكن. هناك أحياء بأكملها منقطع عنها الإمداد الطبي بسبب تدمير المستشفيات». وتطالب المنظمة كافة أطراف النزاع بتوفير ممرات إنسانية يمكن من خلالها أن يغادر سكان حلب المدينة المدمرة.