استمر أمس الجدل بين دمشقوموسكو من جهة وفصائل المعارضة السورية من جهة ثانية إزاء جدية فتح «معابر إنسانية» لخروج المدنيين من الأحياء الشرقية لحلب التي تضم حوالى ربع مليون شخص بعدما أحكمت قوات النظام والميليشيات الموالية حصارها عليها، وطالبت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أن تكون المعابر بإشراف وتنفيذ الأممالمتحدة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومرافقة طواقم من الإعلاميين المستقلين»، لضمان الأمن عليها، في وقت اعتبر المبعوث الرئاسي الأميركي بريت ماغورك سعي قوات النظام لاستعادة السيطرة على كل البلاد «خيالاً علمياً»، كما استبعد مدير الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) جون برينان بقاء سورية موحدة وسط تأكيد ممثل مرشد «الثورة الإسلامية» الإيرانية علي خامنئي أن بقاء الرئيس بشار الأسد «خط أحمر». (للمزيد) وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس أن «عدداً من الأشخاص عبروا من أحياء حلب الشرقية المحاصرة من قوات النظام إلى مناطق سيطرته في أحياء حلب الغربية عبر معبر في حي صلاح الدين»، في وقت أفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) أن «عشرات العائلات خرجت صباح أمس عبر الممرات التي حددتها محافظة حلب لخروج الأهالي المحاصرين من قبل المجموعات الإرهابية في الأحياء الشرقية ووصلت إلى حي صلاح الدين». وأعلن «مركز المصالحة» في القاعدة الروسية في اللاذقية «خروج 169 مدنياً، إلى جانب تسليم 69 مسلحاً أنفسهم، عبر الممرات الإنسانية التي فتحت في حلب». لكن نشطاء معارضين نفوا صحة ذلك، وبث «مركز حلب الإعلامي» مقابلة مع قائد معارض ميداني قال فيه إن معبر حديقة سيف الدولة، أحد الممرات التي ذكرتها دمشقوموسكو، لم يمر منه أحد. وأرفق كلامه بشريط فيديو أظهر خلو المعبر من المارة. واعتبرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» المعابر «خديعة كبرى» لأسباب عدة بينها أن «القوات الروسية والسورية لا تكترث مطلقاً لحياة المدنيين السوريين بل تقوم طائراتهما وأسلحتهما بقتلهم يومياً ضمن تلك الأحياء»، إضافة إلى أن «المجتمع السوري لا يثق مطلقاً بأي منهما (موسكوودمشق) وإذا ما أريد أن تكون هناك معابر آمنة للمدنيين، يجب أن تكون بإشراف وتنفيذ الأممالمتحدة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومرافقة طواقم من الإعلاميين المستقلين»، في وقت قال «المرصد» أمس: «نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في بلدات الأتارب وكفرناها ودارة عزة وإبين بريف حلب الغربي ومناطق أخرى في بلدة حيان بريف حلب الشمالي، وقرية الكماري بريف حلب الجنوبي، ما أسفر عن قتل وجرح نحو 30 شخصاً في بلدة إبين في ريف حلب الغربي»، لافتاً إلى غارات مكثفة على مناطق عدة في حلب وريفها وإدلب المجاورة. إلى ذلك، أكد آية الله علي سعيدي ممثل المرشد الأعلى الإيراني في «الحرس الثوري» في كلمة ألقاها أثناء مراسم تأبين إيرانيين قتلوا في سورية، أن لإيران «ثلاثة خطوط حمراء في سورية، هي وحدة سورية وبقاء الأسد، والدفاع عن المزارات الشيعية»، إضافة إلى «ثلاثة خطوط حمراء في العراق، هي: وحدة العراق، وحكم الغالبية، والدفاع عن العتبات المقدسة لأهل البيت»، بحسب موقع «روسيا اليوم». وأعلن جون برينان مدير «سي آي أي» في منتدى الأمن المنعقد في مدينة أسبين في ولاية كولورادو: «آمل في أن الروس لديهم نية جدية في ما يخص تنفيذ التزاماتهم في شأن وقف إطلاق النار وتخفيف العنف في سورية»، متهماً موسكو بدعم الأسد الذي لا يمكن حل الأزمة في البلاد «ما دام في السلطة». وقال: «لا أعرف ما إذا كان يمكن أو لا يمكن عودة سورية موحدة مرة أخرى». من جهته، أعلن ماغورك بأن بلاده تعتبر رغبة الأسد باستعادة السيطرة على البلاد «خيالاً علمياً». وقال: «الروس لم يقدموا على تقديم خطة ذات مصداقية لنهاية الحرب، بينما الأسد يقول إنه سيعيد كل شبر من الأراضي. هذا لن يحدث أبداً، لذلك أعتقد بأن الروس يجب أن يتخذوا بعض القرارات» في إشارة للضغط على الأسد.