أكدت موسكو أنها ستقدم دعماً جوياً إضافياً للقوات النظامية السورية في حلب وريفها وسط صد فصائل معارضة لهجوم لهذه القوات وميلشيات موالية، في وقت استأنف الطيران السوري قصف داريا جنوب غربي دمشق بالتزامن مع وصول طائرة تشيكية حملت مساعدات انسانية الى دمشق. وأعلنت روسيا أمس أن قواتها الجوية ستقدم الدعم «الأكثر فعالية» للقوات الحكومية السورية حتى لا تسقط مدينة حلب الاستراتيجية والمنطقة المحيطة بها في أيدي «الإرهابيين». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات صحافية: «ما يحدث في حلب وحولها الآن هو ما حذرنا الأميركيين منه مسبقاً وهم يعلمون أننا سندعم الجيش السوري بأكثر الطرق فاعلية من الجو حتى لا نسمح للإرهابيين بالاستيلاء على هذه الأراضي». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» من جهته، ان الطيران المروحي ألقى «براميل متفجرة عدة على مناطق في حي مساكن هنانو ومناطق أخرى في طريق الكاستيلو والملاح ومخيم حندرات شمال حلب، من دون أنباء عن إصابات، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة حريتان بريف حلب الشمالي ترافق مع قصف الطيران الحربي مناطق في البلدة، في حين دارت بعد منتصف ليل أمس اشتباكات بين قوات النظام ومسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جانب، وجبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني والفصائل من جانب آخر في محيط قرية الحميرة بريف حلب الجنوبي، وسط تنفيذ طائرات حربية غارات عدة على مناطق الاشتباكات وتقدم لقوات النظام في القرية ومحاصرة مقاتلين عدة». واستمرت الاشتباكات حتى صباح أمس لتتمكن «جبهة النصرة» من فك الحصار عن المقاتلين وإعطاب دبابة لقوات النظام، فيما نفذت طائرات حربية عدة غارات على منطقة دوار جسر الحج وحيي الصاخور والمرجة بمدينة حلب، ومعلومات عن مقتل ثلاثة مواطنين في حي المرجة وسقوط جرحى. وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بمقتل وجرح «عشرات من عناصر قوات النظام وميليشياته صباح الاثنين خلال محاولتها السيطرة على قرية الحميرة في ريف حلب الجنوبي». وقالت «جبهة النصرة» في بيان أن «قوات النظام وميليشياته تقدمت الليلة الماضية على بلدة الحميرة، بعد تمهيد عنيف بالمدافع والطائرات، وحوصرت مجموعة من الثوار داخل القرية، لكن مؤازرات الثوار وصلتهم وفكت الحصار عنهم، وقتل وجرح العشرات من عناصر قوات النظام وميليشياته». وأضافت أن «قوات النظام وميليشياته حاولت مجدداً صباح اليوم (امس) السيطرة على القرية، فتصدى لها الثوار، وأوقعوا في صفوفها قتلى وجرحى، وولوا هاربين، ودمر الثوار أيضاً عربة». وأكد ناشطون معارضون مقتل «ما يزيد على 20 عنصراً لقوات النظام وميليشياته خلال محاولتها التقدم على قرية الحميرة». واستهدف الطيران الحربي «عقب فشل قوات النظام وميليشياته في السيطرة على القرية، قرية الحميرة بالعديد من الغارات الجوية، أسفرت عن وقوع أضرار مادية». وقتل مدنيان وأصيب آخرون بجروح، نتيجة قصف جوي روسي بالقنابل العنقودية على بلدة كفر حمرة بريف حلب الشمالي، واستهدف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة طريق الكاستيللو شمال حلب. كما قتل مدنيان وأصيب آخرون بجروح إثر شن الطيران الروسي غارات عدة بالصواريخ على مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي. وكانت فصائل «جيش الفتح» سيطرت على مناطق استراتيجية في ريف حلب الجنوبي، أهمها مستودعات خان طومان وتلال القراصي وقلعجية. في الجنوب، قال «المرصد» ان شخصاً من بلدة مضايا «قتل إثر إصابته برصاص قناص أثناء محاولته الخروج من البلدة فجر اليوم (امس)، كما قصفت قوات النظام وحزب الله اللبناني مناطق في جرود فليطة بالقلمون الغربي، في وقت سقطت قذائف عدة على مناطق في ضاحية الأسد قرب مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، ما أدى الى استشهاد مواطنين اثنين وسقوط جرحى». وأشار «المرصد» الى قصف قوات النظام أماكن في منطقة القصور بمحيط مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية لدمشق. كما ألقى الطيران المروحي «براميل متفجرة على مناطق في محيط بلدة الدير خبية ومزارع العباسة بريف دمشق الغربي ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في مزارع الدير خبية، في حين سقطت 9 صواريخ يعتقد بأنها من نوع أرض - أرض أطلقتها قوات النظام على مناطق في مدينة داريا وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط المدينة، ترافقت مع قصف مكثف من قبل قوات النظام». وكانت موسكو أعلنت عن هدنة موقتة في داريا وساعدت بإدخال مساعدات طبية الى هذه المدينة المحاصرة. الى ذلك، وصلت طائرة حربية تشيكية تحمل مساعدات ومعدات طبية إلى دمشق «هدية من الصليب الأحمر التشيكي للهلال الأحمر السوري». وهذه هي أول طائرة أوروبية تحمل مساعدات تصل سورية منذ بداية الحرب هناك في 2011. وقال عبدالرحمن العطار رئيس «الهلال الأحمر السوري» انه يعتبرها «خطوة في وضع السلام في مراحله الأولى إن شاء الله ونحن نأمل بأن تكون هذه خطوة لبدء إعادة السلام إلى بلدنا من خلال مطار دمشق الدولي». وتقول الأممالمتحدة إن قرابة 600 ألف شخص يعيشون تحت الحصار في 19 منطقة مختلفة في سورية وإن ثلثي هذا العدد تحاصرهم القوات الحكومية والباقون محاصرون من جماعات المعارضة المسلحة ومقاتلي تنظيم «داعش». وأعطت الحكومة السورية موافقتها للأمم المتحدة والصليب الأحمر الخميس لإرسال قوافل مساعدات إنسانية إلى 11 منطقة على الأقل من المناطق المحاصرة خلال الشهر الجاري، ذلك بعد أن طالبت الولاياتالمتحدةوبريطانيا بالسماح بعمليات إسقاط جوي للمساعدات. وقال ممثل بريطانيا في سورية غاريث بايلي في بيان «إن استمرار عرقلة وحجب المساعدات الإنسانية في سورية غير قانوني... واصل نظام الأسد منع وصول قوافل المساعدات، وأزال منها الإمدادات الطبية، ومنع دخول الأطباء والممرضين، ورفض إجلاء المحتاجين لرعاية طبية. وفي مناطق معدودة لا يحاصرها النظام وحلفاؤه، وصلت المساعدات في شكل متقطع للمدنيين، وتنسيق دخول المساعدات بموجب اتفاقات الأربع بلدات أو، كما هو الحال في دير الزور (التي يحاصرها داعش)، نجح المجتمع الدولي بإيصال المساعدات عبر إلقائها من الجو»، لافتا إلى أنه «لا يزال خيار إسقاط المساعدات من الجو لكافة المناطق المحاصرة المحددة هو الملاذ الأخير. فتلك طريقة مكلفة ومعقدة لإيصال المساعدات. لكن من الضروري أن نفي بهذا الالتزام. والمملكة المتحدة مستعدة تماماً لفعل ذلك».